صعدة برس-متابعات -
قال نائب رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية بموسكو قسطنطين سيفكوف في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" اليوم الخميس 13 ديسمبر/ كانون الأول إن إطلاق كوريا الشمالية للقمر الصناعي يشير إلى امتلاك بيونغ بيانغ التكنولوجيا التي قد تمكنها من إنتاج صواريخ بالستية عابرة للقارات من شأنها أن تبلغ الأراضي الأمريكية.
وأضاف سيفكوف أن ذلك يعني تراجع فرص واشنطن في الضغط على بيونغ يانغ من الناحية العسكرية لامتلاك الأخيرة التكنولوجيا النووية والصواريخ العابرة للقارات التي بمقدورها إلحاق أضرار جسيمة "غير قابلة للإصلاح أو العكس" للولايات المتحدة في حال إعمالها. وأشار سيفكوف أن على زعماء الولايات المتحدة القبول بوجود دولة اشتراكية في شبه الجزيرة الكورية والاتفاق معها.

هذا وقال رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية إنه من المعروف أن بيونغ يانغ عرضت منذ سنوات وخلال لقاء السداسية حول برنامجها النووي إنهاء العزلة والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل واشنطن وحلفائها مقابل تعهدها بإنهاء تطوير برنامجها النووي. فكان من الغرب أن لم يستجب لذلك وتابعت بيونغ يانغ تطوير نوويها وقدرتها العسكرية لصون سيادتها. وأضاف سيفكوف أنه في حال توصلت واشنطن لاستيعاب الأمر، عندها ستطوى صفحة الخلافات العالقة بين الطرفين. وبذلك تبقى واشنطن مصدر كل خلافاتها مع بيونغ يانغ.

وأكد الاستراتيجي الروسي أنه ليس من حق أي دولة في العالم أن تمنع دولة أخرى من تطوير برنامجها الفضائي السلمي، مضيفا أن إطلاق بيونغ يانغ لقمر صناعي إنما يشير إلى تطويرها لبرنامجها الفضائي، فالقمر الاصطناعي ليس محملا بسلاح وأهدافه سلمية. من ناحية ثانية، قال سيفكوف إن التكنولوجيا المستخدمة في تلك الصواريخ تشير إلى إمكانية تطويرها من قبل بيونغ يانغ وصنع صواريخ بالستية. لكن ورغم ذلك، حسب الخبير الروسي، فكل دولة لها الحق الكامل في امتلاك وتطوير التكنولوجيا الفضائية وليس من حق أحد حظر هذا التطوير.

كما قال رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية إن الصين هي حليف كوريا الشمالية الاستراتيجي، وهو أمر بيّن وواضح، مشيرا إلى أن الصين ثاني اقتصادات العالم، التي اغرقت بمنتجاتها أسواق الغرب والولايات المتحدة في مجالي الصناعات الخفيفة والأجهزة المنزلية. هذا وأضاف سيفكوف أن للصين تأثيرها البالغ على ذوي النفوذ في الغرب، وهو تأثير إيجابي يجعل العلاقات إزاء كوريا الشمالية أكثر مرونة وعدالة، الأمر الذي يساهم بخفض مستوى التوتر في إطار شبه الجزيرة الكورية ويخلق فيها توازنا نسبيا.