من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - 27 فبراير في جدان شعب وذاكرة وطن ..

الثلاثاء, 26-فبراير-2013
صعدة برس -
بقلم / طه العامري -
لم يكون يوم ال 27 من فبراير يوما استثنائيا ولا هو كذلك يوما عاديا , بل اراه واعتبره يوما وطنيا بامتياز يستحق منا الاحتفاء به ليس كمناسبة ديمقراطية ولا هو مناسبة وطنية بل هو يوما انتصر فيه العقل وانتصرت فيه الحكمة اليمانية وبه حققت اليمن ولأول مرة انجازا حضاريا وقدمت للعالم نموذجا حقيقيا في مبدأ " التداول السلمي للسلطة" .. هذا اليوم قطعا لم يصنعه الزعيم الصالح ولا حزب المؤتمر الشعبي العام بل هو صناعة يمنية نسجت أطيافه كل شرائح المجتمع اليمني من صعده للمهرة ومن جزر البحر الاحمر إلى أرخبيل سقطرى .. وبوعي وطني مسئول كان في مقدمة صناع هذا اليوم هما الزعيمان والرئيسان علي عبد الله صالح وعبده ربه منصور هادي وخلفهما وبجانبهما كل شرفاء الوطن وحراس الشرعية الدستورية والحالمين بتكريس قيم ومفاهيم الدولة اليمنية الحديثة , دولة المواطنة المتساوية , ودولة التغير نحو الأفضل حضاريا بكل تبعات ومفهوم عبارة " حضاريا" الحاملة لكل تطلعات واحلام وأهداف وغاية الشعب اليمني الذي لم يعد قادرا على تحمل نزق النزقين ولا تطلعات بعض المترفين الباحثين عن امجاد هلامية ذاتية بين انقاض وركام الاماني الوطنية المترعة نحو لحظة سكينة واستقرار والتواقة للوصول إلى مراسي الكرامة الآمنة ..
نعم لنبتهج بيوم ال27 من فبراير باعتباره اليوم التي فيه انتصرت إرادة شعب وخيارات وطن كان ولا يزل يتطلع نحو الحرية والتقدم والتطور وهي مفاهيم حضارية لا يمكن الوصول إليها إلا عبر مفهوم وخيار " التداول الآمن للسلطة" في بلد تحكمه النوازع وتحركه العصبيات وتتحكم فيه مراكز قوى ارتهنت أو رهنت قرارها ودورها لهذا الطرف الخارجي أو ذاك ..!!
نعم حققنا مبدأ التداول السلمي للسلطة ونتذكر جميعا الاحتفال المهيب الذي سلم فيه الزعيم علي عبد الله صالح بيرق اليمن لخليفته القادم الرئيس عبده ربه منصور هادي في مشهد انتظرناه كثير وحلمنا به أكثر لكنا في المحصلة حققناه وتوصلنا إليه وشهد لنا بذلك العالم .
حدث فعلا تداول سلمي للسلطة في بلادنا ولأول مرة في تاريخها , ولأول مرة تنتقل السلطة من زعيم إلى أخر دون أن نسمع " الموسيقى العسكرية " المرعبة ..؟ ودون أن تعانق أسماعنا مفردات " البيان الأول " كما اعتدنا واعتادت شعوب ودول وأنظمة العالم الثالث ..
لكن تبقى حسابات " قوى الشر" قائمة وتبقى أجندت هذه القوى مفتوحة لكل الخيارات والاحتمالات وهي التي اعتادت أن توظف معاناة وتداعيات الشعوب وحتى معاناتها قابلة للتوظيف والمتاجرة من قبل قوى لا تعرف طريق المحبة والتسامح ولا تؤمن بالوطن إلا بمقدار مصالحها الذاتية المتنامية في هذا الوطن أو ذاك ..
اليوم وبعد عام مر على لحظة الانتصار الوطني على خيارات الشر وحسابات الاشرار نجد أنفسنا بين رغبة الابتهاج وبين شظايا " الشر" التي ما برحت تتطاير من هناء وهناك وتحاول إجبارنا على دفع ثمن انتصار فبراير 2012م وثمن التداول السلمي وأن بأثر رجعي في لوحة تراجيدية تجتر مآسي تاريخنا وأحداثه , حتى يخيل لي أن ما حدث في 22مايو 1990م يتجسد في 27 فبراير 2012م , بذات القدر أرى أن " حمالين الحطب" الذين أوقدوا للأزمة والحرب في أزمة 93م _ وحرب صيف 1994م هم ذاتهم الذين يوقدون للأزمة اليوم وربما بحثا عن حرب جديدة لسرقة فرحة الانتصار الوطني بنجاح مبدأ التداول السلمي للسلطة , تماما كما سرقة فرحة الانتصار الوطني ب22 مايو 1990م ..
بيد أن " القوى الظلامية " التي سعت إلى نسج خيوط المؤامرات السابقة هي ذاتها تعمل اليوم على تجديد مؤامراتها وبحسب معطيات المرحلة ومفاهيمها وقوانينها ..
والأطراف التي جعلت من نفسها " بيادق" للأزمة الأولى لا تزل كما هي مرهونة ولذات اللاعبين الإقليميين والدوليين الذين يسعون جاهدين لإجبار هذا الشعب وكل قواه الخيرة لدفع ثمن فواتير انتصاهم الحضاري الوطني وأن بأثر رجعي أو بمسميات ومبررات وذرائع مبتكرة تتماهى مع معطيات اللحظة الوطنية ومتغيراتها ..!!
لذا نجد أنفسنا أمام منظومة استحقاقات وطنية جد خطيرة وجد كبيرة , لكن كل هذا قد لا يكون له تأثير يذكر أن نحن كبرنا أمام واقعنا وأزماته المركبة وتعاطينا بوعي وطني مسئول وخلاق أمام منظومة التحديات دون الركون والارتهان لمحاور القوى الإقليمية والدولية ,بل علينا أن ندرك بل نؤمن أن بمقدورنا تجاوز تحديات الراهن ورواسب الماضي والانتصار لخياراتنا الوطنية المستقبلية أن نحن أمنا بهويتنا وبدورنا ومكانتنا الحضارية والتاريخية وبقدراتنا التي وأن بدت بنظر البعض متواضعة لكنها ستفي بالحاجة أن صدقنا مع نفوسنا ومع شعبنا ووطننا .
أن الالتفاف خلف الرئيس عبده ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ليس خيارا سياسيا ولا يجب أن يحسب في هذا السياق التفاعلي الحضاري بل علينا أن ندرك أن هذا الالتفاف هو قدرنا وعلينا الإيمان به بعيدا عن جدلية الربح والخسارة الذي تمارسه القوى " الظلامية" المراهنة على تداعيات الأحداث وانتصارات " الصدف" والساعية إلى فرض اجندتها الخاصة في كل مرحلة حضارية يتوصل إليها شعبنا وهو فعل لم يعد بالإمكان قبوله أو التغاضي عنه أو التعامل معه وفق منطق الأمر الواقع , بل صار علينا واجبا حتميا الوقوف أمام ارتال " القوى الظلامية؟ أيا كان انتمائها وكانت حساباتها فالوطن ليس حزب ولا ايدلوجية ولا اقطاعية خاصة ولا مرتعا لذوي الوجاهة والنفوذ بل هو وطن وواحة للأمن والاستقرار ونطاق للتعايش الاجتماعي _ الجمعي_ فيه يتساوى الجميع أمام القانون وفيه دستور يكفل للجميع حقوقهم وواجباتهم فالمواطنة لم تكون يوما " حقوقا" كما يريدها ويراها ويتصورها " البعض" وهي كذلك لم تكون يوما مجرد " واجبات" كما يشعر بها " البعض" لكن المواطنة حقوق وواجبات وتفاعل حضاري خلاق وبناء وتنمية وكل هذا يبدأ بالإنسان _ المواطن_ وينتهي بالوطن الحلم الذي يجب أن تسوده روح المحبة والتسامح والإخاء ..لندرك جيدا أن الذين يثيرون النزعات المناطقية والطائفية والمذهبية وأولئك الذين نصبوا أنفسهم داخل الوطن وكلاء لمحاور وجهات خارج الوطن , كل هؤلاء علينا أن ندرك أنهم لم يكونوا يوما مع وطن ولا مع مواطن بل كانوا ولا يزالوا وسوف يستمروا مع مصالحهم الخاصة ومشاريعهم الذاتية وهم يستقوون بالخارج لإخضاع الداخل وهو فعل لا يقوم به إلا كل من تجرد من قيم الهوية والانتماء وبالتالي من يفعل هذا لا يحمل ذرة مشاعر لهذا الوطن ولا لمن فيه وبالتالي حتما علينا تفويت الفرصة على أمثال هؤلاء حتى لا نضحي بالممكن المتاح في سبيل الوهم والسراب ..!!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)