صعدة برس-متابعات -
عقدت قيادات جنوب يمنية، أمس، في دبي اجتماعاً هو الأول من نوعه بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، وكرس للوقوف عن قرب على الأفكار التي تحملها هذه القيادات، خاصة أنها تمثل تيارات وتوجهات مختلفة، من أبرزها نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض الذي أرسل مندوبين عنه، لكنهما سلما ابن عمر رسالة سرية قبل أن يغادرا عائدين إلى بيروت، حيث يقيم البيض .
ومن أبرز الحضور في لقاء أمس الذي عقد على فترتين صباحية ومسائية الرئيسان السابقان علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس، وعضو مجلس الرئاسة السابق سالم صالح محمد، ورئيس حزب رابطة أبناء اليمن عبدالرحمن الجفري، وصالح عبيد أحمد .
وأكد سالم صالح محمد في تصريح ل “الخليج” أن لقاء أمس مع ابن عمر بحضور أغلبية من القيادات الجنوبية كان إيجابياً و”كسراً للحواجز”، وأنه جاء لتقييم المواقف من مختلف الأطراف . وأشار إلى أنه تم التواصل مع البيض قبل انعقاد المؤتمر، وأنه تم تأكيد ضرورة المشاركة في أي حوارات من شأنها العمل على حل الأوضاع القائمة في البلاد، وأن مقاطعة المجتمع الدولي لا تفيد القضية الجنوبية، كما أن الشعب الجنوبي يريد لقضيته أن يعرفها العالم لا أن يتم التغطية عليها . واعتبر موقف البيض الأخير بإرسال مندوبين عنه إيجابياً وخطوة مهمة .
وأشار سالم صالح في تصريحه ل “الخليج” إلى أن بياناً مقتضباً صدر عن اللقاء يشجع على الحوار والاستمرار فيه ويدين العنف والإرهاب بأشكاله كافة وينبه إلى مخاطر المحاور الإقليمية، لكنه حذر من رفع شعار “الحوار أو الحرب”، كما رفع في وقت سابق شعار “الوحدة أو الموت” .
وأكد سالم صالح أنه لم يتم التطرق إلى شكل الدولة القادمة، حيث ترك الأمر للناس والنخب السياسية للاتفاق عليه . كما أعلن أنه تم الاتفاق مع بن عمر على عقد لقاء موسع للقيادات الجنوبية من الداخل والخارج في العاصمة المصرية القاهرة، لكنه لم يحدد موعداً لذلك، قائلاً إن الموعد لم يحدد بعد .
وكان ابن عمر قد افتتح اللقاء بكلمة أكد فيها أن الجنوب اليمني عانى في السابق الكثير من المشاكل، وطالب الجميع بتحمل المسؤولية للوصول إلى الحل الذي يقرره الشعب . ونفى ما تردد عن تبنيه مشروع الفيدرالية، قائلاً إن الأمم المتحدة مع الحوار ولا تدعو إلى أي خيار محدد، فاليمنيون يقررون مستقبلهم والشعب في الجنوب يقرر مصيره بنفسه ولكن عبر الحوار، ودعا إلى نبذ العنف .
من جانبه ألقى الرئيس السابق علي ناصر محمد كلمة في اللقاء أكد من خلالها أن هناك احتقاناً سياسياً في البلاد، وأن الحكم الفاشل هو من عبث بالبلاد من خلال الحروب العبثية في الجنوب وصعدة، مشيراً إلى أن مواقف المطالبين بالانفصال جاءت نتيجة للسياسات الخاطئة والظلم اللاحق بالشعب في الجنوب . وأشار ناصر إلى أن “الوحدة كانت هدفاً استراتيجياً لنا في الجنوب، وارتبطت بها بشكل وثيق مختلف الصراعات التي كانت قائمة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والحال هذه بالنسبة لبعض الأحداث في الشمال، بل إنها في الجنوب كانت المحور الأساس الذي تشكلت على أساسه الصراعات السياسية التي لم تكن على السلطة بقدر ما كانت على الوحدة مع الشطر الشمالي وكيفية تحقيق ذلك الحلم الجميل الذي تغنى به الجنوب قيادة وشعباً وبات اليوم ينظر إليه على أنه كابوس مفزع” .
واعتبر ناصر أن هذا اللقاء كامتداد للقاءات سابقة له أهمية بالغة، قائلاً: “علينا أن ندرك بأن توقف جهود إشراك الجميع في الحوار الوطني لن يكون في مصلحة هذا الحوار الذي لطالما أكدنا أنه الوسيلة المثلى لحل المشاكل وفك عقد الأزمات فيما لو اتخذ مساراته الحقيقية وتوفرت شروطه وآلياته بحسب موضوعاته وتساوت أطرافه وعُزِلت عنه مصادر ومراكز القوة والنفوذ وكان جاداً وعادلاً ومنصفاً لا يستقوي فيه طرف على طرف بل يمضي في جو من الندية والإيمان بحق الآخر في التعبير عن قضيته بالطريقة التي يراها مناسبة حتى التوصل إلى قواسم مشتركة والمرحلة بحاجة ماسة اليوم لأن يجري تغليب المصلحة العليا وصولاً إلى بر الأمان” .
وطالب ناصر أن يكون لقاء أمس مقدمة للقاء موسع يشارك فيه جميع الفرقاء الجنوبيين دون استثاء، للخروج برؤية ومرجعية سياسية توافقية .
أما حيدر العطاس فقد انتقد موقف مجلس الأمن الدولي الخاطئ من المعرقلين للعملية السياسية في اليمن بادراج اسم علي سالم البيض إلى جانب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لأن المجلس زج بذلك الجنوب في مبادرة لم تشمله بالأساس معتبراً هذا اجحافاً بحق القضية الجنوبية، قائلاً إن “الجنوب كان دولة ذات سيادة فكما هو الحق له بالدخول في الوحدة لها الحق في الخروج منها” .
من جهته قال خضر الجعري احد ممثلي تيار البيض لفرانس برس “مازلنا على موقفنا بمقاطعة الحوار”، مؤكداً عدم القبول بأي حوار إلا بين الجنوب والشمال . وقالت احدى مندوبات الحراك الجنوبي جهاد عباس لفرانس برس إن “معظم المشاركين مازالوا يؤيدون المشاركة في الحوار الوطني” الذي سيبدأ في 18 مارس/ آذار . وأضافت أن “الأغلبية تؤيد أيضاً الفيدرالية وترفض اللجوء إلى العنف” .
*الخليج الاماراتية