صعدة برس-متابعات -
دعا المرصد اليمني لحقوق الإنسان (YOHR)كافة الجهات والأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني إلى جعل المؤتمر محطة ينتقل البلد والمجتمع منها إلى مستقبل خالٍ من النعرات والفتن الطائفية والمذهبية التي نشطت في الفترة الأخير بفعل التغذية الداخلية والخارجية لها.

وقال في بيان له بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري "مرَّ على العالم واليمن الخميس الماضي، اليوم العالمي لمناهضة التمييز العنصري واليمن كغيرها من الدول تعيش أزمات سياسية واجتماعية مركبة يتم فيها استدعاء أشكال متعددة ومتنوعة من التمييز القائم على أساس النوع أو العرق أو لون البشرة أو المنطقة أو المذهب الديني".

وأضاف وإذا كان اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري مناسبة لحث الدول على الالتزام بواجباتها في تحقيق المساواة والعدالة بين مواطنيها؛ فإنه في اليمن يكتسب ميزة خاصة هذا العام لتزامنه مع انطلاق فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والذي يتطلع إليه اليمنيون كمؤشر ومخرج لهم من أزماتهم المتراكمة، وفرصة لتحقيق الدولة المدنية التي تحقق المواطنة، وتحترم التنوع والتعدد.

ورحب المرصد ببدء فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ويحيي استيعاب المسؤولين عن التحضير له قائمة خاصة بفئة المهمشين وإن كان ذلك التمثيل بعددٍ محدودٍ من المشاركين؛ إلا أنه أشار في هذا المقام إلى حاجة المجتمع لتمثيل أكبر لهذه الفئة كماً وكيفاً بما يمتعها بحق المشاركة في صياغة مستقبل البلد، والمشاركة في صنع القرارات، وهو ما سيستدعي بعد ذلك إسقاط التمييز القائم ضدهم.

كما استغرب المرصد استثناء أبناء الطائفة اليهودية من المشاركة في المؤتمر، برغم ما تردد من معلومات سابقة عن وجود تمثيل لليهود في قائمة المشاركين في المؤتمر، ويرى في هذا الإجراء تمييزاً، يضاف إلى الانتهاكات التي تعرضت لها هذه الطائفة خلال العقود والسنين الماضية، والتي يُفترض أن يأتي مؤتمر الحوار الوطني لتجاوزها والقضاء عليها.



وقال بأنه يأمل أن تحرص القيادة السياسية للبلد على اتخاذ إجراءات معالجة لهذا الوضع من شأنها خلق شعور لدى أبناء الطائفة اليهودية بتسامح المجتمع وقيادته ونخبه السياسية والاجتماعية، وبما يبشر بمستقبل من التسامح والحريات المكفولة للجميع.

كما رحب المرصد اليمني لحقوق الإنسان بنسبة التمثيل التي حصلت عليها المرأة في مؤتمر الحوار الوطني، ويرى في تلك النسبة تقدماً على صعيد تمكين المرأة من حقوقها في الشراكة وصناعة القرار؛ إلا أنه يطالب ويدعو كافة المعنيين إلى المزيد من الإجراءات التي تضمن مشاركة المرأة في صياغة المستقبل دون الاكتفاء بمشاركتها كأرقام، ويشير في هذا الصدد إلى أن المرأة لم تمثل بالشكل الكافي في قائمة نواب رئيس مؤتمر الحوار، وحتى المرأة الوحيدة التي تضمنتها تلك القائمة أعطيت دوراً هامشياً.

وجدد دعواته في هذا الشأن بضرورة وجود دولة مدنية كاملة تحقق المساواة وتحترم التنوع والتعدد، وتعمل على التنمية الاقتصادية الشاملة التي لا تستثني طرفاً أو جهة أو منطقة، كما ويشدد على ضرورة أن تحتوي أنشطة التنمية التنوع الثقافي لكافة الفئات والجماعات والمناطق دون أي تمييز، وأن تُعامل كل أدبيات الموروث الشعبي والثقافي لكل اليمنيين بالاحترام والتقدير، بحيث تعمل الجهات المختصة على حمايتها من الاندثار أو الإلغاء أو التحقير أو المصادرة أو السرقة.

وقال إنه ينظر إلى التمييز العنصري والعرقي والطائفي كأحد معيقات التقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، ويتطلع إلى أن تتخذ الجهات الرسمية كافة الإجراءات التي تهدف إلى القضاء عليه، كما يتطلع إلى تبني كافة الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني رؤى وتصورات عن دولة مدنية تحقق العدالة والمساواة والمواطنة الكاملة التي تحترم كافة الحقوق، ويتمنى من الجهات الدولية ممثلة بالأمم المتحدة والهيئات التابعة لها دعم هذه التوجهات، وتقديم البرامج والخدمات والاستشارات التي تصب في هذا الشأن.