صعدة برس -
كشفت مصادر مطلعةعن تقديم المهندس أكرم عطية محافظ الحديدة لاستقالته من منصبه ظهر الأربعاء.. مؤكدة بأن هذه الاستقالة كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى تغيير خط رحلة عودته من زيارته الرسمية لروسيا إلى مطار الحديدة والتي تشهد هذه الأيام تدهوراً أمنياً حاداً.

ولم تذكر المصادر ما إذا كان محافظ الحديدة قد رجع عن استقالته عقب زيارة المشير هادي للمحافظة، لكنها قالت بأن تلك الاستقالة جاءت احتجاجا من المحافظ عطية على رفض مدير أمن المحافظة تنفيذ توجيهاته بعدم قمع مسيرات الحراك التهامي والامتناع عن مهاجمة حارة اليمن، بالإضافة إلى قيام مسلحين من رجال القبائل بمحاصرة منزل المحافظ، في ظل صمت مريب من قبل إدارة أمن المحافظة التي لا يفصلها عن منزل المحافظ سوى 30 متراً.

ووفقاً للمصادر فقد اضطر المحافظ أكرم عطية تحت ذلك الحصار والتهديد بالسلاح إلى إصدار توجيهات بالقبض على مدير عام مديرية الحوك و 3 من قيادات الحراك التهامي بينهم خطيب ساحة "أحرار تهامة".

وبحسب المصادر فقد قام رئيس الجمهورية بزيارة الكلية البحرية التي شهدت احتجاجات واسعة كما زار ميناء الحديدة على خلفية إضراب عماله احتجاجا على تواجد مدير الأمن في فعالية تدشين مؤسسة موانئ البحر الأحمر لحاضنتي حاويات جديدتين الثلاثاء، واتهامهم لمدير الأمن بالتواطؤ مع قتلة الشهيد عبدالرحمن هندي وإصدار توجيهات لرجال الأمن بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الحديدة في السابع من مارس الماضي والتي خلفت شهيداً وعشرات الجرحى.

وحتى كتابة هذا التقرير صباح الجمعة فإن ميناء الحديدة ومكتب الجمارك التابع له ما زال مغلقاً متسبباً في حرمان خزينة الدولة من إيرادات بمتوسط نصف مليار ريال في اليوم الواحد.

وبدأت مجاميع مسلحة من رجال القبائل الثلاثاء بالتوافد إلى مدينة الحديدة قادمة من محافظات المحويت والجوف وإب على خلفية مقتل اثنين من قوات الأمن المركزي أحدهما ضابط ويدعى ماجد الصايدي والآخر جندي ويدعى مأمون الدميني، وذلك إثر تعرضهما لرصاص مسلحين مجهولين.

وذكر شهود عيان لـ"الجمهور" بأن العشرات من مسلحي القبائل قطعوا الخميس عدداً من الشوارع واعتدوا على المارة وأطلقوا وابلا من الرصاص الحي، لافتين إلى انضمام العشرات من جنود الشرطة العسكرية وخفر السواحل والنجدة والأمن العام بلباس مدني، للمسلحين القبليين، في حين تحدثت مصادر عن تلقي المسلحين لقطع من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من مخازن معسكر الأمن المركزي بناء على توجيهات من مدير الأمن.

وبالمقابل فرضت وحدات من القوات الخاصة للجيش طوقا أمنيا على مداخل حارات اليمن والصبالية والحوك والكورنيش بهدف حماية الأهالي من المداهمات التي تنفذها قوات من الأمن المركزي بين الحين والآخر بذرائع مختلفة.

وفي سياق متصل ادان الملتقى الوطني لحقوق الإنسان (N.H.F.R) ما وصفه بتواطؤ الجهات الأمنية وفتحها منافذ محافظة الحديدة للمليشيات المسلحة .

وفي بيان – حصلت "الجمهور" على نسخة منه- إتهم الملتقى مدير أمن المحافظة باشتراكه في الجرائم التي تقوم بها تلك المليشيات، وطالب الملتقى رئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بسرعة التوجيه للألوية العسكرية بإلقاء القبض على تلك المجاميع ونزع أسلحتها كما طالب النائب العام بإيقاف مدير أمن المحافظة وقادة الأجهزة الأمنية وإحالتهم إلى القضاء لما قاموا به من "جرائم مشهودة"، حد وصف البيان.
م/"الجمهور"