من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

الخميس, 25-ديسمبر-2008
 - مأمون شحادة مأمون شحادة -

لم تعد الخيارات ممكنة إلى درجة أن وصل الشعب إلى حالة الإحباط واليأس..


هذا هو حال الشعب الفلسطيني في الانتفاضتين التي خاضها ( 1987 و 2000 )  و قبل بداية الحديث بما تحويه المقالة فقد مرت على بصيرتي كلمات أعجبتني كثيرا تتكلم عن معنى الانتفاضة اصطلاحا وهي :


((( الانتفاضة اصطلاحاً، فهي ذلك التحرك الشّعبي الهائل، الذي انطلق في 8 ديسمبر 1987، وامتد عبر كل أرض فلسطين، لمواجهة القوة الصهيونية المسلحة. بل هي الثورة الجماهيرية،


التي تعد فريدة في بابها وسلاحها..... وقد جاء في أسباب اندلاع الانتفاضة، أن الشعب الفلسطيني، الواقع تحت الاحتلال الصهيوني، عندما وصل درجة بالغة من الإحباط واليأس، اندفعت انتفاضة شعبية عارمة)))


إن الانتفاضة الفلسطينية في عام 1987 والتي خاضها الشعب الفلسطيني ليرسم طريق حريته مواجها في ذلك العدو الصهيوني هي نفسها الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 والتي خاضها في نفس المعنى ليجسد في ذلك أروع معنى عرفته البشرية وهي كلمة انتفاضة .


من الملاحظ أن الانتفاضتين قد حملت نفس الحلم الشعبي في بناء الدولة ولكن النتائج متفاوتة في المرتين كما يلي :


الانتفاضة الأولى 1987 :


لقد خاض الشعب الفلسطيني انتفاضته بسبب حالة الإحباط واليأس من الاحتلال الإسرائيلي و من اجل إيجاد دوله فلسطينية واحدة ونظام سياسي واحد لشعب واحد وقد تحقق ذلك على ارض الواقع


الانتفاضة الثانية 2000 :


لقد خاض الشعب الفلسطيني انتفاضته بسبب الاستهتار الإسرائيلي بالقضية الفلسطيني  وانهيار عملية السلام وذلك لان قضية القدس أصبحت مصيرية وليثبت للإسرائيليين أن الشعب الفلسطيني لن يتهاون في قضية القدس ولكن الناتج أنها أفرزت بغير قصد (غزة والضفة ) و بنظامين سياسيين ولكن لشعب واحد وقد تحقق ذلك على ارض الواقع .


من تعريف كلمة انتفاضة في القاموس نجد أن الكلمة تحققت في الانتفاضتين كما يلي :


·        مصطلح جديد : الانتفاضة تعد فريدة من نوعها .


·        قرار الشعب : وصول الشعب إلى حالة إحباط ويأس .


·        المواجهة : مواجهة القوة الاحتلالية المسلحة .


·        التحرك : التحرك الشّعبي الهائل ضد الاحتلال .


·        شمولية الأرض : الانتفاضة امتدت عبر كل ارض فلسطين بكل الجماهير.


إن الانتفاضتين التي خاضها الشعب الفلسطيني وبغض النظر عما أفرزته الانتفاضتين , ولكن السؤال.. ما هو شكل الانتفاضة الثالثة  إذا اندلعت ؟


الانتفاضة الثالثة ( ؟؟؟؟ ) :


من خلال الكلمات التي وجدت في مصطلح كلمة الانتفاضة (التحرك , شمولية الأرض , الإصرار , مصطلح جديد , قرار الشعب ) نستنتج من خلال الكلمات أن الشعب الفلسطيني سيخوض انتفاضة ثالثة ( والآن هي في بدايتها ) ولكن هذه الانتفاضة ستكون من نوع اخر حاملة معها مصطلحات الانتفاضة الأولى والثانية ولكن من اجل المصالحة وإنهاء حالة الانقسام و إصلاح الماضي المرير كما يلي :


·        مصطلح جديد : الانقسام يعد حالة فريدة من نوعها تمر على الشعب الفلسطيني .


·       المواجهة : مواجهة أنفسنا بالحقيقة أننا الآن منقسمون ويجب توحيد الصف قبل تحويل القضية الفلسطينية إلى مسألة فلسطينية  .


·     قرار الشعب : وصول الشعب إلى حالة إحباط ويأس من الانقسام ونحن الآن نمر به .


·        التحرك : التحرك الشّعبي الهائل ضد الانقسام وتوحيد الصفوف الفلسطينية .


·        شمولية الأرض : التحرك الشعبي سيمتد عبر كل ارض فلسطين ( غزة والضفة ) جماهيريا من اجل إنهاء حالة الانقسام .


فمن خلال الانتفاضة الأولى ومرورا بالثانية ودخولا بالثالثة فإنها عبارة عن هبة جماهيرية تهدف إلى الحفاظ على منجزات الشعب الفلسطيني ألا وهي القضية الفلسطينية والتي تعتبر أغلى ما نملك , فلنحافظ على تلك القضية قبل فوات الأوان  ونندم على ما فات لان المستقبل لا يعني خيرا للشعب الفلسطيني لان الانقسام لا يخدم هذا الشعب وإنما يخدم الجانب الإسرائيلي , وان الانتفاضة الثالثة القادمة والتي تهدف إلى المصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام ستجعل من الشعب الفلسطيني أكثر قوة من الداخل لمواجهة الاعتداء الخارجي .


إن علينا أن نعرف أن جلادنا واحد فالكل مستهدف من الجانب الإسرائيلي وذلك لان العرب هم اخطر شئ على الصهيونية وان صمودنا على تلك الأرض اكبر سلاح موجه ضد المشروع الصهيوني , وان معادلة الوحدة الوطنية تلعب دورا هاما في صراعنا مع الصهيونية وذلك لان الوحدة وصمودنا اكبر رسالة موجهة إلى الجانب الإسرائيلي .


ما مدى ارتباط الانتفاضة الثالثة بالانقسام الفلسطيني وبالانتماء البيولوجي ؟


 إن الانقسام الفلسطيني والذي يشكل معادلة متجذرة تجتمع فيها كل العناصر ما بين حيرة وتعجب ليخرج الناتج من تلك المعادلة دماء تسيل من ابناء هذا الشعب والذي ينتمي بيولوجيا الى هذه الارض .


ان الوطن اغلى مما نسميه انقسام , ولكن يجب ان نصارح انفسنا باننا الان منقسمون ما بين ضفة وغزة  متناسين ان عدونا وجلادنا واحد , ولكن قبل الخوض بمضمون الحديث اود ان اقتبس اليكم مما كتبه احد المهاجرين العرب في غربته القصرية في احدى الدول الاجنبية حيث كتب :


" ان الوطن نوع من الانتماء البيولوجي لا حيله لك فيه و لا إرادة وهو نوع من قوانين الفيزياء الجبرية فعلى سبيل المثال لماذا يتجه طرفا الإبرة الممغنطة نحو الشمال و الجنوب ؟ فانه لا علاقة لهذا بالعواطف و لا بالغنائية .. إن البوصلة لا تهيم حبّا بالشمال و لا تكتب القصائد عنه .. هي – فقط – لا تعرف كيف تفعل أي شئ آخر غير هذا الذي تفعله ربما كانت أهميه الوطن تكمن في وجود أحبائك فيه  الأسرة .. الأصدقاء .. الخ .. لكني لا أعتقد أنك ستكون راضي لو جلبت كل أحبائك ليعيشوا معك في (الغربة) .. ثمة جزء ما ينقص المعادلة كي تتزن .. و هذا الشيء اسمه تراب الوطن .. اذا فالانتماء الطوعي هو انتماء الى مجموعة ما او بلد ما غير وطنك ... لكن هل تستطيع ان تنسى بلدك الاول!!! .. لا ... فحينها سيظهر الانتماء البيولوجي "


ان هذه الكلمات تعبر عن معنى الانتماء للوطن بما يحمله القلب والامل من تضحيات من اجل المهد الاول والذي صيغت فيه معالم حب الوطن والانتماء للارض فكيف حينما يكون الانسان غريبا داخل وطنه ما بين الضفة وغزة .


ان الشعب الفلسطيني والذي ضحى وما زال يضحي من اجل حماية هذا الوطن لكي يتمم بناء قواعد الدولة الفلسطينية ومن اجل حماية معادلة الشعب الفلسطيني والتي تجمع كل اطياف الشعب الفلسطيني فيها , ولكن الناتج بما نشاهده اليوم ونسمعه انما هو انقسام وتشتت يشتت تلك الاطياف مبعثرا عناصره هنا وهناك ما بين الضفة وغزة !!! ايحلوا لنا هذا الانقسام ونحن الان نتغنى به , افبعد ذلك يا اخوة التراب الواحد والهامة السمراء القمحاوية والتي عجنت من سنابل تلك الارض لتشكل منها مزارع فلسطيني حمى وما زال يحمي ارضه ضد اي تفريط بها ’ ان الواجب منا ونحن ابناء تلك الارض الواحدة ان نضع الكف بالكف ونسير نحو هدف واحد وليس ان نسير في طريق الانقسام والتي لا نجني منها الا الشوك وغزارة الدماء وان الشعب الفلسطيني والذي خاض الانتفاضة الاولى والثانية من اجل القضية الفلسطينية سيخوض انتفاضة ثالثة من اجل انقاذ القضية الفلسطينية وانهاء الانقسام .


ان القضية الفلسطينية والتي تتحول شيئا فشيئا الى مسألة فلسطينية وتحت وصاية كل الدول ستفقد القضية الفلسطينية جوهرها النضالي  .


ان الانتماء البيولوجي للوطن يعني الكثير فهو مثل الجسد الواحد لا يستطيع الاستغناء عن احد اعضاءه وذلك لانه يشكل خسارة لذلك الجسد , فهل الانقسام ما بين ضفة وغزة لا تشكل خسارة على هذا الشعب  ؟


ان الانقسام لو بحثنا في جوهره يعني عدة امور :


1.    ضعف الرابطة البيولوجية في الانتماء للوطن


2.    تشجيع الهجرة الى الخارج من اجل الانتماء الطوعي


3.    التحول في الصراع من صراع ضد العدو المشترك الى الصراع البيني .


4.    تحول القضية الفلسطينية الى مسألة فلسطينية


5.    تشويه القضية الفلسطينية امام العالم الخارجي


6.    ضعف الرابطة الجمعية ما بين ابناء الانتماء البيولوجي


ان الانتماء البيولوجي الفلسطيني امانة في اعناقكم فلا تحولوه الى انتماء مهاجر الى خارج الارض الفلسطينية من اجل الانتماء الطوعي لكسب الامن والامان , لنجعل الامن الامان في بلادنا ولنحافظ على الانتماء البيولوجي .


... ان انقسام الارض الفلسطينية ضمن حدود 67 ما بين غزة والضفة إنما يعني انهيار القضية الفلسطينية و ضياعها وافتقادها إلى الجوهر النضالي وان اندلاع انتفاضة ثالثة من اجل الوحدة الوطنية ستزيد الشعب الفلسطيني تمسكا بالقضية الفلسطينية , ولنأخذ العبرة من الحكمة الشهيرة " تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أفرادا "


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)