صعدة برس -
كشفت مصادر خاصة عن عملية تنصت على عدد كبير من المسؤولين والمشايخ والسياسيين والصحفيين في شركة سبأفون لصالح مالكها رجل الأعمال الشيخ حميد الأحمر الذي وضع قائمة بأسماء الأشخاص الذين يتم التنصت عليهم لأهداف خاصة به.

المصادر أكدت وجود إدارة مختصة بهذه العملية وتم اختيار عمالها بعناية فائقة وبعد اختبار ولاءهم المطلق للشيخ حميد، ويعملون بسرية تامة تحت لافتة مكتب رئيس مجلس الإدارة ويقدمون نهاية كل يوم تقريرا متكاملا للشيخ الذي بدوره يتولى قراءتها وتحليلها حتى وقت متأخر من الليل واتخاذ القرارات المناسبة إزاءها.

الأسبوع الماضي اشتكى قيادي كبير في الحزب الاشتراكي اليمني لقيادي في حزب الإصلاح من تسرب موضوع خاص بالحزب لقيادات أخرى بينما الموضوع كان بينه وبينه قيادي يثق تماما انه لم يتفوه بكلمة واحدة لأي شخص وتم التحدث عنه في اتصال تلفوني، واتهم القيادي الاشتراكي شركة سبأفون ومن يقف وراءها بالتنصت عليه كون الموضوع كان بين شخصين لا ثالث لهما إلا الله.

وبحسب المصادر فإن القيادي الإصلاحي رد عليه بالقول "خذوا حذركم، حتى نحن لم ننجو من ذلك أيضا، أيام الثورة اليمنية عممنا على قياداتنا في كل عموم المحافظات باستخدام شرائح سبأفون فقط حفاظا على السرية وأسرار الحزب ولسهولة الاتصال بأمان وخوفا من جهاز الأمن القومي الذي كان يراقب بكل حرية شركات الاتصالات الأخرى، واكتشفنا بالأخير أن ظهورنا كانت مكشوفة وأن الخبير كان يتجسس علينا لمصالح ضيقة وتافهة، واضطررنا مؤخرا أن نصدر تعميما تنظيميا لكافة قياداتنا بتجنب الحديث عن قضايا التنظيم الحساسة إطلاقا في التلفون أو الحديث عن بيت الأحمر بأي سوء".

وأضاف القيادي الإصلاحي: "قبل فترة تحدث بالتلفون عضو في الهيئة العليا للحزب لزميل وقال كلاما حادا وقاسيا عن أحد علماءنا المتشددين وظهوره المتكرر والمستفز، وفوجئنا بالأخير يحضر يشتكي إلى الأمانة العامة ومصطحبا معه نسخة صوتية من المكالمة ورفض الإفصاح عن مصدرها واكتفي بالقول إنها وصلته عبر محبين له لكن نحن نعرف تماما من سربها له لإحداث شرخ في الحزب، وكادت أن تحدث فتنة عظيمة بالإصلاح لولا تدخل العقلاء لحل المشكلة" حد قوله.

القيادي الاشتراكي أصيب بالذهول من حديث القيادي الإصلاحي وعقب عليه قائلا "هذا كلام خطير جدا، التهمة ستوجه لكم لو خرج الأمر إلى العلن وأنتم أبرياء وأول الضحايا، كلنا هربنا إلى سبأفون من تنصت صالح وعياله ويا هارب من الموت يا ملاقيه، كنت اعتقد أن الشيخ حميد كبير ومترفع عن هذه السفاسف الصغيرة لكن صدمتني بهذا الكلام، ويبدو انه ما فيش فائدة ولا أمان مع هؤلاء المشايخ مهما تظاهروا وادعوا".

المصادر الخاصة رجحت أن يكون رفض الملياردير حميد التعاون مع جهاز الأمن القومي خلال الفترات الماضية إلى مخاوف من كشف هذه العملية وليس حبا في القانون الذي يجرم التنصت على أي مواطن في اليمن إلا بأمر من النيابة العامة.

يذكر أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح يمتلك بحدود 15% من أسهم شركة سبأفون، ولا زال يتقاضى أرباحه سنويا من الشركة وهي بملايين الدولارات.
م/المشهد اليمني