من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

الأربعاء, 24-ديسمبر-2008
 - أ.د. عبدالواسع الحميري أ.د. عبدالواسع الحميري -
إن من يتأمل واقع حال قيادات القوى السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية اليوم وأخص منها القوى السياسية المؤدلجة مذهبياً أو حزبياً بكل أطيافها وأطرافها، أكانت ذات توجه ديني أو قومي أو يساري أو علماني.. الخ ، يدرك أنها في الجملة عبارة عن قيادات حزبية أيديولوجية، دينية في الأساس حتى وان خلعت عن نفسها ثوب الدين ، وتلبست بلبوس القومية أو الاشتراكية أو العلمانية، فهي تظل قيادات دينية بحكم أنها تحقق وجودها في أفق الموقف الديني..

أو بحكم أنها تتبنى موقف الدين (القائم على التحليل والتحريم، أو على الحظر والإباحة) في كل ما تأتي وتذر من أفعالها وتصرفاتها في شؤونها العامة والخاصة..

أو بحكم أنها قد باتت كائنات مبرمجة خطابياً وأيديولوجيا بصورة مطلقة ونهائية، ما جعلها تمارس التابو السياسي والحزبي على كل القوى الأخرى المناوئة لها أو المتنافسة معها في الساحة..

أو لنقل : أنها قد باتت تنطلق في كل ما تأتي وتذر من وعي مؤدلج أو مبرمج بشكل صارم لتمارس سلوكاً سياسياً مبرمجاً بشكل صارم..

أو لنقل: أنها باتت تنطلق في كل أفعالها وتصرفاتها «شبكة علاقاتها» من موقع الشعور بالكمال والاكتمال ، أو من موقع القداسة والتقديس، أعني من موقع شعور الأنا الحزبية المنتمية إلى هذا الحزب أو ذاك، بأنها قد باتت تجسد الكمال والاكتمال والقدسية، هي أنا كاملة وفعلها كامل، لأن ما تؤمن به أو تدعو إليه أو تبشر به هو الآخر كامل ، وكل شيء يتصل بها أو يتعلق بنشاطها كامل، ولا شيء ناقص أو يجسد حالة النقص سوى الآخر وفعله.

على أن المراد بالآخر في وعي هذه القوى كل ما لا ينتمي إلى عالمها، ولا يعبر عن إرادة أي منها، أو كل من يمارس فعلاً سياسياً من غير جنس فعل تلك القوى..

فالأنا الحزبية إذن هي أنا منتمية بشكل صارم إلى حزب له رؤية أو عقيدة أو أيديولوجيا، وهي أنا ملتزمة بشروط انتمائها إلى ذلك الحزب بشكل صارم، وهذا يقتضي أنها أنا مبرمجة بخطاب ذلك الحزب الذي تنتمي إليه، وتعبر عن وعيه..

إنها أنا كاملة مكتملة، تامة مغلقة، ممتلئة بكل ما هو كامل، لذلك فهي تفيض دوماً بالكمال، هي كاملة وما يفيض منها أو تدعو إليه أو تتبناه، أو تمارسه قولاً وفعلاً هو الآخر كامل ، في حين يعد الآخر، وما يصدر عنه، في عين هذه الأنا الحزبية أو بالقياس إليها - يعد ناقصاً أو رمزاً للنقص، بل ربما عد رمزاً للشر والفساد..

ومن هنا اتساع الهوة بين تلك القوى التي ما انفكت تتبنى الاصطفاف الداخلي (أو الحزبي طبعاً) وتعمل على ترسيخ وحدتها الداخلية، ما أحالها كتلاً صخرية، لها خارج، وليس لها داخل، أو بالأحرى لها خارج نعرفه، ولها داخل لا نعرفه، أو لها خارج نعيشه أو ندرك مأساته ، نلمسه أو نراه، أو نحسه، أو نعاني من خشونته وصلادته (عدم قدرته على التفاعل معنا أو الاستجابة ولو لبعض شروطنا في التفاعل والعيش المشترك نحن الذين نتشارك وإياه الحضور في الزمان والمكان الاجتماعي الواحد) ولها داخل لا نعرفه، أو يصعب علينا اختراقه كي نتمكن من التعرف عليه من داخله، ومعايشته كما هو.

ما أحال قيادات هذه الأحزاب والقوى - كما اشرنا قبلاً - قيادات دينية أو أيديولوجية (فوق تاريخية) أكثر منها قيادات وطنية أو تاريخية.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)