من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 -   يعتبر موضوع المرأة الأكثر حراكا على الساحة المحلية السعودية، في البلد الوحيد في العالم الذي لا تقود فيه المرأة السيارة، فيما..

الأربعاء, 26-يونيو-2013
صعدة برس-متابعات -
سلطان القحطاني : يعتبر موضوع المرأة الأكثر حراكا على الساحة المحلية السعودية، في البلد الوحيد في العالم الذي لا تقود فيه المرأة السيارة، فيما شرع العاهل السعودي بإصدار قرارات في صالح المرأة ومنها تعيين العنصر النسائي في مجلس الشورى.
الرياض: كان قرار تعيين ثلاثين امرأة في مجلس الشورى، وهو المقاربة السعودية للبرلمانات المنتخبة، واحدا من اللحظات الفارقة في تاريخ مملكة فضلت دائماً اللعب على التوازنات، والمتناقضات، والوقت، لتمرير رؤيتها الإصلاحية، بغية تجنب الصدام مع ما كان يشار إليه بخوف، على أنه المجتمع المحافظ، الذي يقال إنه يمثل أغلبية في المملكة.
غير أنه، وبعد سنوات من انفتاح المملكة على العالم، وثورة وسائل الاتصالات المحلية، وعشرات الألوف من المبتعثين للدراسة في الجامعات الغربية، فإن المجتمع الذي كان يوصف بأنه محافظ إلى درجة مزعجة، لم يعد محافظاً متزمتاً، كما في الصورة الكاريكاتورية التي رسمتها مخيلة الأجانب، وتظهر فيها المملكة بلاداً تموج بالملتحين المتشددين، والنساء المنقبات.
وفيما حظي قرار تعيين عضوات في مجلس الشورى، بترحيب دولي، وعدم ممانعة محلية، إلى حد اللامبالاة، برز الصوت الديني محذرا من فقدان هوية الدولة، حتى ظهر اللقاء الأول بين الملك عبد الله، وأعضاء المجلس الجديد، وحيّا جميع الأعضاء ملكهم، الذي كان بجواره مفتي المملكة، صاحب السلطة الدينية الأعلى في البلاد، في رسالة كانت واضحة للجميع.
كان ذلك اللقاء بمثابة إشارة خضراء لعدم التعامل مع هذا القرار، على أنه تهديد للتيار الديني، وإشارة إلى الانسجام التام بين السلطة السياسية، والمؤسسة الدينية في المملكة.
وفي قراءة تحليلية لهذا القرار المفاجئ، في توقيته، وجرأته، لم يجد المراقبون تعليقا أكثر من القول إنه كان واحداً من اللحظات التي فقدت فيها الرياض صبرها على الأصوليين، بعد سنوات أخرّت فيها عددا من القرارات خشية استفزازهم.
ويعتبر موضوع المرأة الأكثر حراكا على الساحة المحلية، في البلد الوحيد في العالم الذي لا تقود فيه المرأة السيارة، ويعتبر موضوع المرأة سجال السجالات الدائم، في مجالسه الخاصة، ومنتدياته.
ويتوقع أن يسمح للمرأة قيادة السيارة، في قرار سريع، قريب، على غرار توطينها مقاعد الشورى، خصوصا وأن التلميحات الحكومية دأبت منذ سنوات، على التركيز على فكرة عدم وجود نص قانوني يمنع النساء من قيادة السيارة، مشيرين إلى أن ذلك قرار اجتماعي بحت.
وخطت الرياض خطوة جريئة، بفرضها المرأة فرضا على سوق العمل، خصوصا في مجال الألبسة النسائية التي كان يشغلها رجال، يبيعون كل ما تحتاجه المرأة، بدءا من الملابس الداخلية، وقمصان النوم الحريرية المثيرة، إلى مستحضرات التجميل، والعطورات، وأدوات الزينة، في واحدة من متناقضات هذه المملكة المحافظة دينا، وتقاليدا.
وألغى قرار تأنيث المحال النسائية، الذي قاتل من أجله وزير عمل متحمس، تلك الحالة الشاذة، التي يبيع فيها الرجال ملابس النساء، وهو أمر لا يحدث حتى في أوروبا.
ويبدو أن عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، القائد الإصلاحي المحبوب شعبياَ، بمثابة رسالة مصالحة للمرأة، التي كانت شؤونها لا تحظى بأولوية لدى صناع القرار.
وكانت المرأة هي الحاضر الأكبر في برنامج الابتعاث الخارجي، الذي ابتعث أكثر من ثلاثمئة ألف حتى الآن، وهو عدد يقارب مجموع مواطني دولة خليجية صغيرة، رغم أن هذا المشروع يثير غضب رجال الدين المتشددين، الذين يعارضون خروج المرأة خارج المملكة، ويعتبرونه محاولة لتمييع عقيدة مواطنين من كافة الشرائح.
إلا أن الرياض كما يبدو، فقدت صبرها على المتشددين، مقررة اتباع الدين نفسه، لا علماء الدين، والوصول إلى مقاربة تستهدف عدم صدام الدين، مع الانفتاح الذي تروم المملكة الوصول إليه، وكان إعادة موضوع المرأة إلى دائرة الاهتمام، المسلك الذي تم استخدامه في معركة تحجيم القوى المحافظة.
وكانت آخر القرارات المثيرة للجدل، تغيير يومي العطلة الأسبوعية، وهو أمر كان سهلا في جميع دول الخليج، بغية التوائم مع الأسواق المالية، باستثناء السعودية، التي احتاج هذا القرار عدة سنوات لتنفيذه، خشية الصدام مع رجال الدين.
بيد أن ذلك لم يحدث، إلى حد جعل مراقبين يتساءلون ماذا إذا كان المحافظون نمورا من ورق، أم أن السعوديين في ظل ثورة ما يسمى بالربيع العربي، والنمو الاقتصادي، وجدوا ما يشغلهم.
ولم تخل القرارات الأخيرة من اعتراضات قام بها من عدد من رجال الدين، غير المعروفين، الذين انطلقوا في جولات مناصحة شملت عدة وزارات، ومؤسسات حكومية، دون أن يستأثر صوتهم بأية شعبية مؤيدة لمسعاهم، ما أجهض عددا من المحاولات المماثلة.
وبات في حكم المؤكد أن المجتمع يخطو نحو الانفتاح، وهو ما تؤكده نظرة سريعة على الأسواق التجارية في العاصمة، أو مواقع التواصل الاجتماعي، والعواصم الخليجية التي يتواجد فيها السعوديون، ليمارسوا حياتهم، دون القيود التي تفرضها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الجهاز الذي لا يطيقه الشباب، وتؤمن بأهميته الدولة.
- إيلاف

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)