صعدة برس-متابعات -
رصدت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية، الظهور النشط والفعال لتنظيم القاعدة والجماعات المنبثقة عنه في كل من اليمن وسوريا وذلك في أعقاب اعتراض الاستخبارات الأمريكية لرسالة أرسلها زعيم التنظيم أيمن الظواهري إلى زعيم فرع التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي مفادها شن هجمات ضد منشآت دبلوماسية أمريكية في عدد من الدول العربية، الأمر الذي أدى إلى إغلاقها كإجراء احترازي من قبل الإدارة الأمريكية.

وعزت، في تقرير بثته اليوم "الأحد"، الظهور الفعال لتنظيم القاعدة في اليمن إلى ضعف الحكومة وعدم سيطرتها على جزء كبير من الأراضي بالشكل الأمثل؛ فضلا عن فرار 23 متهما بالانتماء للتنظيم في فبراير عام 2006 من سجن الأمن السياسي بصنعاء مما مكنهم من إنشاء قاعدة راسخة لهم هناك، لافتة إلى أن قادة التنظيم يرفضون توصيف الغرب لهم بأنهم "جماعة إرهابية"، حيث يرون أنفسهم دائما قوة حاكمة مؤهلة لتولي مقاليد الحكم في أي مكان.

واستشهدت الشبكة في طرحها بذلك الصدد برأي الخبير الأمريكي في الشئون اليمنية جريجوري جونسون، والذي يرى أن هجمات الطائرات بدون طيار لاستهداف عناصر التنظيم في اليمن تمت بشكل مفرط ما أثار ردود أفعال كبيرة داخليا وخارجيا، منوها إلى أن هجمات مماثلة قد أثبتت فاعليتها في كل من أفغانستان وباكستان حيث أسفرت وقتها عن مقتل عدد كبير من المقاتلين الأجانب داخل البلدين وليس السكان المحليين.

وأشار جونسون إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (الذي يتخذ من اليمن مسرحا لعملياته) يحاول جديا عدم التعرض إلى المدنيين وقصر هجماته وعملياته على التدخل الأجنبي الخارجي أو القوات العسكرية الخارجية، حيث يرى أفراد التنظيم أن استهداف المدنيين في مثل تلك الحرب أشبه ب "المعركة الخاسرة".

ونوهت أيضا إلى الوجود الواضح والفعلي لتنظيم القاعدة داخل سوريا ممثلا في "جبهة النصرة" والتي تعرف بأنها أكثر التنظيمات القتالية المسلحة فعالية في الصراع الدائر ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد، حيث يشارك بها أفراد من جميع أنحاء العالم ولاسيما بعض الدول الغربية فضلا عن أنها تحظى بدعم من بعض الدول العربية والغربية، مما يسهل الأمور أمام القاعدة لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط من خلال ذلك توفير "ملاذ آمن" لها داخل سوريا.

وأشارت إلى أن استهداف أمريكا لأفراد الجماعات المنبثقة عن التنظيم في تلك الدول عن طريق هجمات للطائرات بدون طيار أو الصواريخ أو حتى القوات الخاصة قد لاتفي جميعها بالنتائج المطلوبة.
واشنطن أ ش أ