صعدة برس-متابعات -
احتجت الحكومة المصرية بشكل رسمي, أمس (الأول), على موقف اليمن من الأحداث الحاصلة في مصر, وخروج مسيرات في اليمن مساندة لجماعة الإخوان المسلمين, التي تخوض مواجهات مع قوات الأمن والجيش المصريين, على خلفية فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" اللذين تم تنفيذهما للمطالبة بعودة الرئيس المعزول, محمد مرسي, الى السلطة.

وقال لـ"الشارع" مصدر سياسي رفيع إن السفير المصري لدى اليمن, أشرف عقيل, سلم وزير الخارجية المصري, الدكتور أبو بكر القربي, خلال لقائه, أمس, في صنعاء, رسالة من وزير الخارجية المصري, نبيل فهمي, تحدث فيها عن "ضبابية الموقف اليمني حول ما يحصل في مصر", إضافة الى "ما حدث ويحدث في اليمن من مسيرات مؤيدة لجماعة الإخوان".

وطبقاً للمصدر, فقد تساءل وزير الخارجية المصري عما إذا كان ذلك يُمثل الموقف الرسمي لليمن, لا سيما و"الفضائية اليمنية تُهاجم النظام الجديد في مصر, وتعطي الأحداث بشكل مساند لجماعة الإخوان".

وأفاد المصدر بأن "القربي" أكد للسفير المصري أن "ما يحصل يُعبر عن رأي حزب واحد فقط, هو التجمع اليمني للإصلاح, أما بقية الشعب فهو مع أمن مصر واستقرارها, ومع إرادة الشعب المصري".

وأكد المصدر أن "مصر تنتظر من اليمن موفقاً رسمياً مساند للنظام الجديد, عبر تصريح رسمي, كما قامت بذلك عدد من الدول العربية, التي أوضحت موقفها بشأن الأوضاع الحاصلة في مصر".

وذكر المصدر أن وزير الخارجية أبلغ رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, بعد ظهر أمس, برسالة وزير الخارجية المصري, وشدد على ضرورة سرعة إصدار اليمن موقفا رسميا معلنا بشأن ما يجري في مصر.

وأكد المصدر أن "القربي" شدد, في حديثه مع الرئيس هادي, على أن "اليمن لا يُمكنها الاستغناء عن مصر, التي تربطها بها مصالح كثيرة ومختلفة في عدة مجالات, إضافة الى العلاقة التاريخية بين البلدين, وما قدمته مصر من مساندة لثورة 24 سبتمبر عام 62م, حيث قدمت آلافا من جنودها شهداء من أجل اليمن وثورته".

وحسب المصدر, فقد أكد "القربي" أن "أي تصرف غير دبلوماسي مع مصر سيدفع ثمنه المواطن اليمني العادي".

وكانت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" قالت, أمس, إن "القربي" التقى السفير المصري الذى اليمن, الذي سلمه رسالة من نظيره المصري "تتعلق بالعلاقات الثنائية ومستجدات الأحداث الأخيرة في مصر".

وذكرت الوكالة أن "السفير عقيل قدم شرحاً موجزاً للأوضاع والإجراءات التي اتخذتها القيادة المصرية لإعادة الهدوء والاستقرار وتنفيذ خارطة المستقبل لما من شأنه وضع مصر على أعتاب الديمقراطية والحياة المدنية".

وقالت الوكالة أن "القربي" "أعرب عن القلق لما آلت إليه الأوضاع بجمهورية مصر العربية, مشيراً أن أمن واستقرار مصر جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار اليمن".

وحسب الوكالة فقد "أكد القربي ثقته في أن القيادة ستتجاوز المحنة بما يضمن عودة الحياة الطبيعية ووحدة الشعب المصري وأمن مصر", وأعرب "عن أمله في أن يكون الحوار وليس العنف هو الطريق للتوافق والمصالحة بين كل أبناء الشعب المصري وأن يضع الجميع مصلحة مصر وشعبها فوق كل اعتبار".

ومكن وزير الإعلام, علي العمراني, حزب الإصلاح من السيطرة على كثير من وسائل الإعلام الرسمية, وعلى رأسها الفضائية اليمنية, التي هيمن عليها تجمع الإصلاح, وتساند جماعة الإخوان المسلمين في مصر بشكل فج ومبالغ فيه, دون أي اعتبار للموقف الرسمي اليمني, ومصالح لليمن.

على صعيد متصل؛ قال للصحيفة مصدر سياسي آخر إن "مسؤول دبلوماسي سعودي رفيع أبلغ اليمن استغراب بلاده من موقف الرئيس هادي, وعدم تأييده لموقف الملك عبدالله بن عبد العزيز بشأن ما يحدث في مصر".

وأكد المصدر أن السعودية والإمارات والكويت تلقت معلومات استخباراتية تؤكد عزم الإخوان المسلمين نقل ثورات الربيع العربي الى بلدانها التي ستكون محطة ثوراتها القادمة, لهذا وقفت بقوة ضد الجماعة في مصر, وقدمت دعماً كبيراً للنظام المصري الجديد, فإضافة الى الدعن السابق, أعلن وزير الخارجية السعودي, الأمير سعود الفيصل, أمس, أن الدول العربية ستغطي المساعدات المالية التي تُهدد الدول الغربية بقطعها عن مصر.

وقال المصدر: "حصلت السعودية من دولة الإمارات على مخططات تقول إن الربيع الخليج قادم الى جول الخليج, وخاصة المملكة والإمارات والكويت, التي ستكون المحطة القادمة لجماعة الإخوان لتحريك الأحداث فيما تحت مسمى الثورات, وأن لدى الجماعة خلايا جاهزة في هذه البلدان الخليجية, وأن تركيا قد نجحت بنسبة 30% في إدخال كميات من الأسلحة الى دول الخليج, وخاصة السعودية, عبر الحدود اليمنية, ومن السعودية يتم تهريب الأسلحة الى بقية دول الخليج, وأن دولة قطر على علم بذلك".

وأضاف المصدر: "طبقاً لمعلومات دبلوماسية مؤكدة, فقد كان في قطر, قبل يوم من الزيارة الأخيرة التي قام بها إليها الرئيس هادي, وفد أمني إماراتي كبير برئاسة محمد بن راشد, حذر قطر من استخدام حدودها كمصدر لتهريب الأسلحة الى بقية دول الخليج لصالح جماعة الإخوان".
م/ الشارع