صعدة برس-متابعات -
قال لـ"الشارع" مصدر سياسي رفيع إن رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, تمكن من إقناع سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية, بضرورة تمديد الفترة الانتقالية؛ باستثناء السفير السعودي, علي بن محمد الحمدان, سفير المملكة العربية السعودية.

وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن الرئيس هادي أكد لسفراء الدول العشر (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي), في اللقاء الذي جمعهم به, صباح الثلاثاء الماضي, أن "تمديد الفترة الانتقالية الحالية مسألة ضرورية", وتمكن من إقناع السفراء بذلك؛ باستثناء السفير السعودي, الذي قال إن عليه إبلاغ قيادة بلاده بهذا الأمر.

وأفاد المصدر أن الرئيس هادي "أقنع السفراء أن الوقت غير كاف لاستكمال مهام الفترة الانتقالية, وأنه لا خيار ولا بديل إلا عبر تمديد الفترة الانتقالية, لاستكمال الحوار الوطني وبقية متطلبات الفترة الانتقالية, للتجهيز لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية, وإعداد الدستور الجديد وطرحه للاستفتاء على الشعب".

وقال المصدر: "السفراء اقتنعوا بما طرحه هادي؛ غير أن السفير السعودي قال إنه سوف يبلغ قيادة المملكة للتباحث حول هذا الموضوع. وعليه فإن جميع السفراء وافقوا, والسفير السعودي لم يرفض التمديد للفترة الانتقالية؛ بل قال إنه سوف يبلغ قيادته ويتباحث معها بشأن هذا الموضوع".

وذكر المصدر أن الرئيس هادي قال للسفراء, في الاجتماع الذي بدأ معهم العاشرة و20 دقيقة من صباح الثلاثاء, إنه "أراد أن يطلعهم على المستجدات, ولمح لهم أن الطرف الآخر (يقصد علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام) يختلق معوقات كلما حدث تقدم لإخراج البلاد من عنق الزجاجة".

وقال المصدر, نقلاً عن مصدر حضر الاجتماع: "الرئيس هادي قال للسفراء إنه يعمل على إحلال التوازن, ويتحمل طرفي الصراع كي لا ينفجر الوضع ويخرج من سيطرته, وأن استخدم القوة ضد أي طرف لا تنفع ولا تفيد في الوقت الحالي, ولكن الضغط هو أفضل طريقة كي لا ينفجر الوضع".

وأكدت مصادر متطابقة أن الرئيس هادي يعمل, منذ أكثر من شهر, على إقناع الأطراف المعنية بضرورة التمديد له, تحت يافطة ضرورة التمديد للفترة الانتقالية, التي يُفترض بها أن تنتهي, وفقاً لآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية, في فبراير الماضي, بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية؛ غير أن ذلك لم يتم بسبب التأخر في إنجاز الحوار الوطني وبقية مهام الفترة الانتقالية, بما فيها إعداد دستور, والتهيئة لإجراء الانتخابات.

وكانت وكالة "سبأ" قالت, الثلاثاء الفائت, إن الرئيس هادي التقى سفراء الدول العشر الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة, و"جرى استعراض الانجازات التي تمت على صعيد نجاح الحوار الوطني الشامل المشارف عللا الاختتام".

وأفادت الوكالة الحكومية أن الرئيس هادي "تناول طبيعة النظام الداخلي للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة, والمرتبطة بالمهام المحددة والواجب استكمالها على النحو المطلوب, وبما يلبي التطلعات والآمال في العبور الى المستقبل الأفضل, وعلى قاعدة الحكم الرشيد والحرية والعدالة والمساواة, وبدون إقصاء أو إجحاف بحق أحد".

وطبقاً للوكالة, فقد "شدد الرئيس هادي على أهمية الابتعاد عن المناكفات والمزايدات ومحاولة العرقلة", و"تناول بعض التفاصيل الخاصة بأعمال الفرق وكيفية التعاطي مع القضايا المطروحة بمختلف أشكالها وأنماطها".

وأشار الى أن "التأخير بعض الوقت هو من أجل الخروج بالنجاح والتغلب على بعض التحديات والعوائق التي يصطنعها البعض من الذين ر يريدون لليمن الخروج إلى بر الأمان بسبب بعض المصالح الضيقة والشخصية والجهوية".

وفيما أعتبر هادي "ما تبقى هو الشيء اليسير, وقد تم قطع أشواط كبيرة وبالغة الأهمية"؛ "أعرب عن ثقته الكبيرة في أن تعمل الدول العشر الداعمة والراعية لتنفيذ التحول السياسي في اليمن على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن الدولي 2014- 2051, على بذل أقصى الجهود من أجل خروج اليمن من الظروف الصعبة والأزمات الى بر الأمان".

وقالت الوكالة إن السفراء "أكدوا وقوف الدول الخمس الدائمة العضوية ودول مجلس التعاون الخليجي, الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية, إلى جانب الأخ الرئيس ودعمه حتى استكمال المرحلة النهائية بكامل المهام المناطة بها".

وعبروا عن تقديرهم للجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس هادي على مختلف الصعد الوطنية, ومن أجل تنفيذ المبادرة الخليجية, رغم ما اكتنف المسيرة من تعقيدات شديدة واعتراض مسيرة العبور بأشكال من المعوقات والمعاذير".