صعدة برس -
*-طه العامري
ماذا يجري للمؤسسة الاقتصادية اليمنية ؟ وماذا يجري في المؤسسة الاقتصادية اليمنية ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ ومن المستفيد في تدمير هذا الصرح الاقتصادي الذي يشكل بوجوده ودوره رافدا أساسيا من روافد الاقتصاد الوطني , حتى وأن تخلل دورها بعض الشوائب والمعوقات والسلوكيات الشاذة والخارجة عن المألوف غير أن هذه المؤسسة لعبت دورا محوريا في ترسيخ الاقتصاد الوطني وخدمة المجتمع بغض النظر عن الشوائب التي كانت حتى وقت قريب قابلة للتبرير .. غير أن الحال الذي بلغته المؤسسة تحت إدارة " ياسر الحرازي" أمرا لم يعد مقبولا ولا محتملا ..وبرغم من أن الجهات القضائية قد بلغها الكثير من المخالفات والتجاوزات التي تحدث في المؤسسة بدءا من "المؤهلات المزورة لمديرها العام " والتي حقت بها السلطات القضائية المختصة مرورا بالتجاوزات في صفقات مشبوهة كبدت المؤسسة ملايين الدولارات بدءا بصفقة " زيت النخيل " ولم تقف الظاهرة عند صفقة "الدجاج الفاسدة" التي تم إتلافها في ميناء الحديدة لأنها للأسف وصلت فاسدة ومنتهية الصلاحية , ناهيكم عن صفقات "الشراء المباشر " والتي يحرص المدير العام على إبرامها لقاء حصوله على "العمولة الخاصة به" بغض النظر عن الصفقة كانت صالحة أو تالفة الأمر لا يعنيه ..!!
أقول برغم كل الدلائل والقرائن التي دانت وتدين مدير عام المؤسسة إلا أن موظفي المؤسسة خرجوا يوم أمس الأول بوقفة احتجاجية مثيرة , وهي وقفة كان يمكن أن تجدي نفعا لوا أن الجهات المعنية لا تعلم عن حال المؤسسة وما يجري فيها , لكن ما جدوى وقفة الموظفين الغلابة أن كانت فضائح المدير العام للمؤسسة قد وصلت القاصي والداني وعلم بها الجميع في مراكز صناعة القرار بدءا من أجهزة الضبط القضائي , وهيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة , إلى رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية , أقول أن كانت كل هذه الجهات تعلم يقينا ما يجري في المؤسسة وللمؤسسة , فما هي الجدوى من وقفة موظفيها الغلابة الذين يحرقون أنفسهم ليس إلا , لأن أحدا لن يسمع لصرختهم وخاصة أصحاب الشأن وصناع القرار المعنيين بحماية هذا الصرح الاقتصادي ورسالته ودوره , نعم فالكل يعلم والكل لديه علم ما يجري للمؤسسة وفي المؤسسة قبل أن يخرج موظفيها بوقفة احتجاجية لن يلتفت لها أحد , فالرجل كما يبدوا يجد حفاوة وإسناد كافيين من صناع القرار وبما يمكنه من عمل أي شيء وتدمير سمعة ومكانة المؤسسة ودورها ورسالتها وسمعتها في الوسط التجاري والاقتصادي , بصورة توحي وكأن هناك مشروع غير معلوم بعد هدفه تصفية المؤسسة وإنها دورها ورسالتها ربما لصالح " جهة ماء " من الجهات التجارية الخاصة المنافسة والحالمة بتصفية هذه المؤسسة منذ زمن بعيد,فالمؤسسة مطلوبة لـ" الخصخصة والتصفية" وهناك الكثير من النافذين في مفاصل السلطة والحكومة والوسط الاقتصادي يترقبون اللحظة التي سيتم فيها إزالة هذا الصرح الاقتصادي من طريقهم ليتكفلوا هم بالقيام بدورها وتقاسم أصولها بداعي الانفتاح وتشجيع الاستثمار الخاص ..؟!!
أن ما يحدث للمؤسسة الاقتصادية اليمنية جريمة بحق الوطن والشعب , وجريمة بحق المؤسسة العسكرية والأمنية وجريمة بحق المستهلك الوطني الذي يجد في المؤسسة حاضنة وطنية تقدم له بعض الخدمات الغير مكتملة ولكنها تساعد في التخفيف من معاناة المستهلك بصورة أو بأخرى ثم وهذا المهم إبقاء المؤسسة كمنافس تجاري مثلها مثل أي مؤسسة خاصة .. لكن ما يجري للمؤسسة عمل تدميري منظم كلف به كما يبدو ياسر الحرازي الذي لا يهمنا أن زور مؤهل أن هوية بل يهمنا أن يدير المؤسسة إدارة عليمة تكفل لها النجاح والديمومة بعيدا عن سياسة تشويه السمعة والدور والرسالة وبعيدا عن إبرام الصفقات المشبوهة , حتى العمولات يمكن تبريرها ولكن في سياق منظومة العمل الناجح والمتميز العمل الذي يبقى المؤسسة في صدارة المؤسسات الاقتصادية الرائدة والناجحة بعيدا عن هذا السلوك ألتدميري الذي يقودنا إلى تصفية المؤسسة وتصفية أصولها وتوزيعها على "الغرامة " الذين لا شك يقفون وراء تصرفات المدير العام للمؤسسة ..نعم أن ما يجري لهذه المؤسسة الوطنية عمل غير برئ , بل هو عمل ممنهج ومدبر ومخطط له سلفا بهدف وغاية تدمير هذه المؤسسة والتخلص منها ومن ثم تحويل كوادرها لديوان الخدمة المدنية على غرار ما حدث للمؤسسة العامة للتجارة الخارجية والحبوب وقبلها الجمعية الاستهلاكية لموظفي الدولة , وصوامع الغلال التي تم بيعها برخص الثمن ثم راحت الدولة تستأجر الصوامع وكلفة أشهر فقط عادلة ثلاث أضعاف الثمن الذي بيعت به الصوامع ؟؟!!
أن جريمة إهدار المال العام بالطريقة هذه لوا حدثت في أكثر بلدان العالم تخلفا لقامت القيامة ولطارت عليها رؤوس ونصبت مشانق وفتحت سجون وقامت قيامة الشعب , لكن في اليمن كل واحد فينا يخاف على " شيخه والقبيلة " وشعارنا جميعا " ملعون أبوه وطن" لا فرق بيننا في هذا بين رئيس أو مرؤوس ..؟!!
طه العامري
[email protected]