من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

الإثنين, 04-يوليو-2011
 - عبدالناصرالمملوح صعدة برس-المجلس الانتحاري -
المجلس الانتحاري عبدالناصرالمملوح


لا إساءة لساحات الشباب السلمية أكثر من إعلان (( مجلس انتقالي )) من قبل تكتل المشترك المعارض وشركائه , إذ أن القاعدة المدنية التي انطلقت منها الحركات الشبابية لا تتوافق إطلاقا مع توجه (( المجلس )) وما بعده ..

إعلان مجلس انتقالي في وضع كهذا , حيث كل شيء منقسم ـ الشارع , القبيلة , الجيش ـ , ليس إلا إعلان لحرب أهلية ـــ لا سمح الله ــ قد يعرف صناعها متى وكيف تبدأ غير أن أحدا لا في الداخل ولا في الخارج بمقدوره التنبؤ متى وكيف ستنتهي ...

يأتي إعلان المجلس ـ ان تم ــ لا ليحل مشاكل عالقة وإنما ليضيف الى المشهد اليمني خطأ من أخطاء أجهضت سلمية ما يسمى ثورة الشباب وأعادت خلط أوراقها المدنية , بل وأخرجتها من مسارها الآمن , سواء بانتهاك طابعها السلمي أم جرها الى مسلك غير حضاري ..

شيء من الغباء السياسي هو ما نلحظه في سلوكيات المشترك . أو ليس من الغباء الدخول في معارك الكل فيها خاسر , أما الغباء السياسي الشديد هو تكرار الأخطاء ... فبمثل ما كانت ساحات الاعتصام المطالبة بإسقاط النظام محاكاة لثورتي تونس ومصر , تأتي فكرة إعلان مجلس انتقالي محاكاة أيضا ولكن لما يحدث في الشقيقة ليبيا . وإن كان من معنى لذلك فهو قبول قادة تكتل المشترك أن يحصل في اليمن ما تشهده ليبيا من حرب أهلية , وقصف دولي يدمر بحقده كل مقومات الدولة والسيادة الوطنية , ويعيد ليبيا الى الوراء عشرات السنين , بل وجعلها في الأخير دويلة ممزقة اجتماعيا وسياسيا تعيش تحت الوصاية الدولية . وهذا ما سيكون ــ لا سمح الله ــ في اليمن بذرائع شتى , تارة لفض النزاع بين الأطراف المتحاربة ومكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب , وتارة أخرى لتأمين الملاحة الدولية .

البيان الصادر عن الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي أعلن فيه رفضه القاطع لأي تدخل أجنبي في اليمن , لا يعني ان موقفه هذا سيظل على حاله حتى الأخير , فإذا ما وقع المحذور سنجد الزنداني أول من يشرعن التدخل الخارجي , تماما كما فعل إخوان له في ليبيا .. كان الإخوان المسلمين هناك لا يقبلوا حتى فكرة التدخل الأجنبي , وما ان وقعت الحرب الأهلية حتى وجدنا مرشدهم العام يطالب الأمريكان وقوات الناتو بالتدخل العسكري في بلاده ..

أن معارضة كهذه لا تستحق الثقة . وإذا كان النظام الحاكم قد أدمن اللعبة السياسية , فإن قادة تكتل المشترك يمارسون انتهازية سياسية لن يترددوا بسببها في تقديم تنازلات كبرى من أجل إزاحة النظام من طريقها ..

في الأخير ,,, وقبل أن يقع الفأس في الرأس , وقبل ضياع الفرصة الحقيقية لإصلاح العقد الاجتماعي بعد أن بات في متناول اليد , ينبغي على قادة المعارضة أن يتقوا الله في أنفسهم , وفي الوطن , وأن يراجعوا مواقفهم , وإخضاعها للقاعدة المعروفة : لا مهادنة تسعى لإبقاء النظام , ولا مغامرة تسعى الى تفجير وانتحار البلد ..

جوهر السياسية بحسب الفيلسوف ليوستراوس " هي التغيير أو المحافظة على الأمر الواقع , ويكون التغيير واجبا حينما يكون اخذ الأمور الى ما أفضل وأكثر تقدما , وتكون المحافظة لازمة إذا كانت الأوضاع سوف تسير الى الأفضل ...


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)