من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - منظر من سور صعدة التاريخي

الأحد, 03-نوفمبر-2002
صعدة برس - عبدالله السالمي - -
قبل سنوات ثمان كان عليّ- وعلى مدى ستة أشهر- أن أقطع يومياً قرابة 500 متر من الجهة الجنوبية الغربية لسور مدينة صعدة التاريخي ماشياً على سطحه جيئة وذهاباً..

لم أكن بمفردي.. فقد كنت وزميلين في عملٍ مسائي يناسبنا في رحلة الذهاب إليه والعودة منه اتخاذ السور كأقصر الطرق، وأوسعها، وأكثرها متعة وهدوءاً وجاذبية..

كانت المتعة التي نظفر بها- عدا عن اتساع الدرب وهدوئه- تتمثل فيما قد يتبدى لنا على جانبيه من مشاهد وصور فيها من الحياة ما يسفر عنه وجه فتاة خجول كما في الجهة إلى الداخل من السور، أو يكشفه وقع أقدام المارة وضجيج السيارات خلفه جهة الخارج على امتداد المدينة الحديثة..

حينها.. كان هذا كل شيء.. فليس ثمة ما عناني سواه.. لربما تعودت على النظر فيما يبُنى من الطين على هيئة الـ (مداميك) فبدا لي هذا المعلم التاريخي المميز كما لو كان تكراراً للوحة باهتة منسوخة عن تلك التي أطالعها صباح مساء..

ويا لأسفي!!.. فلكم كنت غبياً فاقد الرؤية ومحدود الأفق.. ولكم كان هذا السور- وما يزال- متدفقاً كنهر يروي في جريانه ذكريات العصور الأولى.. يوم كان المجد تاريخاً يصعنه جهد المجتهدين كمعالم فيها من مقومات البقاء ما يضمن لها الكثير من استمرار العمر، لتظل شاهدة تروي للأجيال سلسلة حكايات الحضارة..

منذ أيام قد تقارب جمعها الثلاثة أسابيع كنت هنا، أو هناك، أو هنالك.. لست أدري أية إشارة يصح استخدامها حال الإيماء إليه، فغير القريب والبعيد والأقرب والأبعد قد يكون ثمة بديل..

لقد كنت على امتداد الجزء الأثير من السور.. وفي هذه المرة وجدتني أحلق مفكراً في أجواء محيط واسع من أصداء حيوات أناس كان يحتويهم بداخله هذا السور المنيع، وعلى إيقاع تعرجات بنائه عزفوا أعذب الألحان لوجود يتوارثه الأبناء عن الآباء أمة بعد أخرى..

أغمضت عيني أتخيل كم عساه يبلغ تعداد الذين يحيط بهم هذا البناء منذ تشييده قبل ما يقارب الخمسة قرون وحتى اللحظة.. ترى أية تفاصيل لا نهاية لها كانت تنطوي عليها حياتهم.. وماذا تبقى منها في صفحة الزمن للاحقين بركبه عاماً بعد آخر

يالهول المفاجأة!! فوحدها المعالم التي ما كان يشك صانعوها في أنها خرساء ووحدهم الناطقين هي اليوم من تذكّر بهم، وتحدث عنهم، وتحكي أدق التفاصيل فيما مضى من حياتهم التي صارت تاريخاً يؤكد- حينما يُسمعنا شيئاً عنهم- وجودهم بيننا رغم رحيلهم المبكر وغيابهم الطويل..

على مقربة من الباب الذي أعرفه بباب اليمن، من اسمه المتداول ليس إلاّ، وقفت من علٍ أنظر إلى القاع كأني أسمع وقع خطاهم، وهم بين داخل يقصد ثنايا حمى السور حيث يسكن إلى مأواه

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)