صعدة برس-متابعات -
رغم الحديث عن انسحاب الحوثيين من عمران عقب تهديدات الرئيس التي تكررت أكثر من مرة وطلب مجلس الأمن لدولي فإن المواجهات لم تتوقف، كما لا يزال تبادل الاتهامات متسيدا المشهد في ظل عدم تسليم جثة القشيبي الذي تعددت روايات مقتله، وبهذا الخصوص وبحسب مصدر موثوق لـ"الوسط" فإنه وعقب الاتفاق على تسليم اللواء إلى الشرطة العسكرية فإن القشيبي عاد الى مكتبه في المعسكر، وأن اللواء علي محسن اتصل به للتسليم والمغادرة مع اللجنة العسكرية، إلا أنه تردد حتى جاءت مجاميع قبلية وحاصرت المعسكر لنهبه، وكشف المصدر أن الحوثيين ابلغوا الرئيس في اتصال هاتفي عقب مقتل القشيبي أن القبائل خرجت عن سيطرتهم، حيث قاموا بنهب الأسلحة الثقيلة، ومن أن عددا من عناصرهم صعدت إلى مكتب القشيبي الذي كان معه مجموعة من مرافقيه حيث بادؤوه بإطلاق النار فردوا عليهم، وتم قتل قائد اللواء.
وفيما يبدو أن الإصلاح فقد أعصابه عقب سقوط عمران لم يكتفِ رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي بمهاجمة الحوثيين، بل هاجم الكتاب والصحفيين وحملهم مسؤولية سقوط عمران، وفي اول رد بعد سقوط عمران هاجم رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي جماعة الحوثي المسلحة ووصفها بـ"داعش اليمن"، وبعصابة الإجرام وقطاع الطرق المتخصصة في قتل المواطنين وهدم منازلهم وتشريد النساء والأطفال، وتفجير بيوت الله ونسف المدارس ودُور تحفيظ القرآن الكريم، وغير ذلك من الجرائم التي تقشعر لهولها الأبدان، وأشار اليدومي إلى أن ما وصفها بجرائم الحوثي تتشابه مع ما يقوم به الصهاينة المستعمرين لفلسطين المحتلة، وبالأخص ما يرتكبونه من فظائع ومذابح في حق أبناء "غزة" الصمود والبطولة والتضحية، وخاطب ما أسماهم بشركاء السقوط بالقول: "السقوط المدوي لمحافظة عمران لم يكن له أي تأثير مستفز لضمائر من شاركوا في صناعة هذا السقوط".
ولم يتوقف هجوم رئيس حزب الإصلاح على الحوثين وحسب، بل هاجم الكتاب والصحفيين على صفحته الرسمية بالفيس بوك، بل ارجع اليدومي سقوط عمران إلى وجود "أقلام مأجورة وأصوات غوغائية وبيانات جوفاء... مضيفاً "فحواها يصب بالدفع بهذه العصابة الداعشية لأن توغل في القتل والتدمير والتفجير دونما وازع من وطنية لا يؤمنون بالانتماء إليها، ولأوازع من دين لا يلتزمون بأبسط أبجدياته."
وشدد بقوله: "إن على هذا الصنف ممن لا يستحقون الذكر والذين يقرون جرائم داعش الحوثية أن يقروا ويباركوا ويهللوا لكل الدواعش القادمة، والتي من الإنصاف أن يتعاملوا معها بصدر رحب كما يتعاملون بالضبط مع داعش الأم."
وقال اليدومي: "أن هناك من لا يرون ما حولهم من مخاطر تحيق بالوطن الاَّ من خلال أمعاء بطون لا تفرق بين ما يقذف في جوفها من حلال أو حرام، وما يُتقيأ منها من قاذورات وجيف أزكمت الأنوف وصرعت بنتنها عقول من لا يتقن الا صناعة الخيانة، وختم بقوله: "مبروك عليكم يا صناع التطرف والإرهاب."
إلى ذلك يسود التوتر مديرية همدان شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء، على إثر وصول المئات من مسلحي جماعة الحوثي إلى المديرية قادمين من محافظتي عمران وصعدة.
وقالت مصادر محلية: إن اشتباكات استمرت لمدة ساعة، فجر امس الثلاثاء، بين المسلحين الحوثيين ورجال القبائل في منطقة ضروان بمديرية همدان، وذكرت المصادر: أن الاشتباكات جاءت عقب توتر شهدته المنطقة، بعد وصول المئات من مسلحي الحوثي إلى منطقتي "الغيل، والكبار"، وقالت المصادر المحلية: إن لجنة يقودها العميد علي أحمد الذفيف قائد اللواء التاسع، تعمل على نزع التوتر في مديرية همدان.
وأشارت إلى أن قوات من اللواء التاسع توجهت إلى جبل ضين الاستراتيجي شمال العاصمة صنعاء، لتحل مكان قوات اللواء 310.
في سياق متصل قال مصدر مقرب من العميد محمد يحيى الحاوري، قائد المنطقة العسكرية السادسة لـ"المصدر أونلاين": إن الحاوري حث أبناء القبائل على "التهدئة والحذر" في الوقت الحالي، وأشار المصدر إلى أن الحاوري أبلغ القبائل بأنه سيكلف لجنة لإنهاء التوتر في المديرية.
وفي محافظة الجوف تجددت المواجهات المسلحة بين مسلحي الحوثي ومسلحي حزب الاصلاح في منطقة الصفراء وقرب مدينة براقش الاثرية على مدخل مدينة الجوف، ونقل "براقش نت"عن مصادر محلية أن المواجهات اندلعت بعد منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء بعد هدوء نسبي شهدته جبهات القتال خلال اليومين الماضين، وأشارت المصادر إلى أن الطرفين يستخدمان الأسلحة الثقيلة في المواجهات التي امتدت الى مناطق في مديرية مجزر, وأن المعلومات الاولية تشير الى سقوط قتلى وجرحى.
وفي سياق تبادل الاتهامات اتهم القيادي الحوثي حسين العزي، مسؤول العلاقات السياسية في المجلس السياسي لأنصار الله "الحوثيين"، حزب الاصلاح وحلفاءه لمواصلة ممارساتهم العدوانية وتصرفاتهم الاستفزازية، وقال العزي - في تصريح نقلة موقع "أنصار الله" - بعد أن شهدت منطقة ارحب كمينيين اثنين في ليلة واحدة (الأول في بيت مران والثاني في الصمع) تم تنفيذهم لثلاثة زحوفات من الجهة الجنوبية لجبل (ضين) مساء السبت, ناهيك عن القصف المدفعي المستمر للمناطق المجاورة لجبل ضين من بلاد همدان وبني ميمون, وإضافة الى ذلك ما حدث من انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركز بدر العلمي بالعاصمة صنعاء، وزراعة أخرى بالقرب من منزل عبدالملك ابو طالب الكائن بمنطقة الروضة, واستهداف - الأحد - الدكتور حسن مجلي بقنبلتين تم القائهما الى حيث يعمل في مكتبه لولا ان قوائم النافذة ولحسن الحظ قد صدتهما لتنفجر في الفناء الخارجي.
وأشار العزي إلى أن كل تلك الممارسات العدوانية تتم في الوقت الذي تتراسل فيه من جانب أنصار الله كل المواقف الايجابية الداعمة للسلام، حيث واصلنا استكمال عملية تسليم المنشآت العامة التي سلمها أنصار الله كما هي في موقف جسد كل معاني النزاهة والامانة وكل القيم النبيلة، ونواصل استعدادنا الدائم للتفاهم بكل صدق في كل ما يخدم أمن واستقرار البلد.
الى ذلك دعت اللجنة التحضيرية لحملة 11 فبراير في مؤتمر صحفي عقدته بعمران، جميع مديري المكاتب التنفيذية وموظفي المحافظة مباشرة أعمالهم وتواجدهم في مكاتبهم الرسمية والاستمرار في إنجاز المهام المناطة بهم.
وطالب وكيل المحافظة الشيخ عبدالرحمن الغولي جميع المواطنين التكاتف والترابط ونبذ العنف والطائفية ورفض المناطقية لتجاوز الأزمة والعودة إلى الحياة الطبيعية، مؤكداً ان اللجان المختصة بدأت باستلام بقية المرافق الحكومية من "الحوثيين".
وناشد الغولي رئيس الجمهورية بتوجيه الحكومة بسرعة إعادة الخدمات الأساسية المتمثلة بالكهرباء والماء والاتصالات وبقية المشاريع الخدمية الى المحافظة.. من جانبه أكد يحيى عليان داحش، الوكيل المساعد بالمحافظة، على تحسين أوضاع المواطنين والعمل على تطوير البنية التحتية للمحافظة أسوة بالمحافظات الأخرى وإنهاء معاناة المحافظة مما عانته من إهمال.. وفي ختام المؤتمر ألقى الدكتور ناصر العرجلي - عضو اللجنة التحضيرية - البيان الختامي الذي أعرب عن الشكر للرئيس على دعمه الجهود الرامية لإنهاء الحرب، من اجل استتباب الأمن بالمحافظة وإقامة مجتمع مدني يسوده العدل والمساواة والقانون والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
نقلاعن الوسط