صعدة برس-متابعات -
يقرأ الكاتب الصحفي والإعلامي اليمني المعروف أحمد الحبيشي، مضامين ومحتوى المبادرة التي أعلنتها اللجنة الرئاسية المنتدبة إلى مفاوضة الحوثيين في أزمة أنشأتها قرارات الجرعة السعرية ومطالبات المحتجين بإسقاطها وإسقاط حكومة باسندوة وتنفيذ مخرجات الحوار. ويضع ما يعتبرها “أسئلة مشروعة” على الطاولة، حيال “انتقائية” و”تذاكي” الصيغة المقدمة ومحتواها وتعمدها إلى إهمال وشطب ثالث المطالب متمثلا في تنفيذ مخرجات الحوار.

ومن زاوية خاصة وتحليلية يلاحظ الحبيشي صلة موضوعية وترابطية بين هذه وبين تابعية أعم تتجسد خصوصا في شواهد تتابعية ضمن سيرورة تتسم بالخضوع لمحور أمريكي بريطاني يشغل سفارته لدى مجلس الأمن جمال بنعمر وبما يؤدي إلى تهميش وتهشيم المبادرة الخليجية وآليتها وبصدد تعويق مهمة وعمل المبعوث الخليجي المعين إلى اليمن مؤخرا.

وفي منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيبسوك، قال الإعلامي أحمد الحبيشي: إن الذين يتابعون المشهد السياسي الناجم عن القرارات الجزئية والانتقائية والملتبسة لما تسمى اللجنة الوطنية ، ورفض ما تسمى جماعة أنصار الله لهذه القرارات وتوجيهها دعوة للإحتشاد (غدا) الأربعاء في ساحة جامعة صنعاء وغيرها من الميادين ومخيمات المعتصمين في العاصمة ومحيطها ، سيلاحظون أن الطرفين يمارسان سياسة الممانعة من قبل السلطة والحكومة ، والتصعيد المضاد من قبل معارضيها .

ويتابع: ثمة تساؤلات مشروعة حول الطابع الجزئي لهذه القرارات التي تميزت بالتذاكي في التعاطي بصورة ملتبسة وغير واضحة مع مطلبين فقط من مطالب المظاهرات والاعتصامات الشعبية الحاشدة في العاصمة صنعاء ومحيطها ومختلف المحافظات ، وهما الغاء الجرعة واسقاط الحكومة ، فيما تم تجاهل المطلب الثالث والمتمثل بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

وما من شك – والكلام للحبيشي- في أن تجاهل أو رفض التعاطي مع المطلب الشعبي الثالث يجسد مدى الخضوع لإرادة المحور الأميركي البريطاني في مجلس الأمن الدولي الذي يصر على حصر تفسير المبادرة الخليجية وتنفيذ ومراقبة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني تحت اشراف جمال بنعمر مبعوث هذا المحور الى اليمن تحت غطاء الأمم المتحدة ، وبما يخدم مساعي هذا المحور الاستعماري الجديد ، لإفشال وتعويق مهمة المبعوث الاقليمي للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الى اليمن الدكتور خالد صالح القنيغير، والذي كلفه الاجتماع الدوري الأخيرللمجلس بالاشراف على متابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .

مستطرداً: الأغبياء فقط هم الذين يتجاهلون ـــ بوعي أو بغير وعي ـــ مخططات وتوجهات المحور الامبريالي الأميركي البريطاني التي تستهدف تحويل اليمن الى ساحة مفتوحة لمواجهة مثلث القوة الاقليمي الجديد الذي يتشكل هذه الأيام تدريجيا في الشرق الأوسط بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية وايران ، بهدف حماية المصالح الاقليمية المشتركة لأطراف هذا المثلت ومواجهة خطر الارهاب وحل المشاكل الإقليمية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمات الساخنة في سوريا والعراق واليمن .

المثير للدهشة، بحسب أحمد الحبيشي، هو ان بعض الأحزاب القديمة والمجهرية سعت بغباء شديد الى تحويل مشهد اجتماع ما تسمى اللجنة الوطنية والقرارات الناتجة عنه الى ما يشبه حفلة زار يرقص فيها ممثلو هذه الأحزاب المأزومة وسط صراخ بعض حملة المباخر الذين يحترفون مهنة التطبيل والتضليل والتزمير بوعي أو بدون وعي .

بوسعي القول ـــ وأرجو أن أكون مخطئا ــــ انه يمكن اعتبار قرارات ما تسمى اللجنة الوطنية بمثابة إشهار شهادة وفاة للأحزاب السياسية التقليدية التي أدمنت منذ ثلاث سنوات على تفريغ المبادرة الخليجية من محتواها الحقيقي القائم على على ضرورة تحقيق الوفاق والتوافق والشراكة الوطنية .

وعلى عتبة استخلاص إجمالي يضع الحبيشي عناوين عريضة في ناصية الحدث والساعة، مؤكدا: بوسعي القول أيضا ان ما تشهده البلاد من انهيارات وأزمات ومحاطر مدمرة وتحديات معقدة هو الحصاد المر للإنقلاب على المبادرة الخليحية وتحويل المرحلة الانتقالية الى مرحلة انتقامية يسودها النفاق والشقاق والعزل السياسي والاقصاء والأخونة والمحسنة والمحاصصة قي جميع أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والقضاء ، وهو ما لم تتضمنه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية !!؟؟

ويضيف: المحزن ان معظم الأحزاب التقليدية والمجهرية عجزت عن التعاطي الموضوعي مع واقع حافل بالمتغيرات والتناقضات والتحديات المعقدة التي لا تحتاج الى حلول فوقية تستهدف الحفاظ على المصالح والامتيازات السياسية لهذه النخب الفاشلة والعاجزة عن قراءة هذا الواقع وإعادة اكتشافه بصورة مستمرة .

ولا يجد بدا من تناول ناقد تجاه حزبي المؤتمر والاشتراكي، بأسف يكتب: في السياق ذاته يحزنني أن أرى المؤتمر الشعبي العام يشارك الحزب الاشتراكي اليمني في الانجرار الى مواقع اليمين تحت ضغط مصالح وامتيازات ممثليه السلبيين في السلطة المأزومة والحكومة الفاشلة ، بعد ان كان المؤتمر الشعبي العام مؤهلا لسد فراغ اليسار الوطني في البيئة السياسية للمجتمع ، تاركا هذه الفرصة التاريخية لحزب أنصار الله الذي يتجدد اليوم على تربة الانتفاضة الشعبية الغاضية والواسعة ، حيث يمكن لهذا الحزب الجديد الاستفادة منها لتطوير وتجديد مسيرته السياسية والثقافية .. ولا عزاء للأغبياء !!
وكالة خبر للأنباء