صعدة برس-متابعات -
كشف الخبير في شئون الجماعات المسلحة، علي الذهب، عن التطور الجديد الذي بدأ تنظيم "أنصار الشريعة" التابع للقاعدة، في الأخذ به.

وأشار إلى أن التنظيم لم يعد يستهدف مصالح غربية أو شخصيات أجنبية هامة، أمريكية وغيرها، في اليمن، خاصة بعد أن تعدد خصوم التنظيم واعداؤه.

وأوضح الباحث الذهب في حديث خاص لوكالة "خبر" للأنباء أن "القاعدة" تحول إلى التركيز على ثلاثة أهداف، هي: القوات المسلحة، وقوات الأمن، وجماعة الحوثيين (أنصار الله).

وبسؤاله من محرر وكالة "خبر" للأنباء، عن أسباب هذا التحول، ومراميه، قال الباحث الذهب أن تنظيم القاعدة استشعر التقدم الذي أحرزه الحوثيون في مناطق وجودهم في صعدة، من خلال بسط نفوذهم فيها، والتضييق على أفراد الجماعات السلفية في دماج وكتاف، ما اضطرهم للخروج منها، وكذا ما أحرزه الحوثيون من تقدم وسيطرة على مناطق أخرى، بحيث أضحت شبه محررة بأيديهم، كمحافظة عمران، وتوسعهم جنوبا باتجاه محافظة صنعاء، وفرض قوتهم على جانب كبير من العاصمة صنعاء؛ استشعر التنظيم ذلك بأنه خطر يحدق به، على إيقاع وهاجس مذهبي تاريخي من عبر ماضوية الصراع السني الشيعي في بعض البلاد العربية.

وأضاف الباحث الذهب:" الحوثيين لم يعودوا بهذا الضيق المحاصر لهم في دائرة المذهب، بل اتسع تنظيمهم لشمل الآلاف من الشوافع تحت مسمى "أنصار الله" تؤازر قناعة هؤلاء فساد وعجز النظام السياسي القائم، الذي لا يجدي معه سوى القوة، التي يتمتع بها كيان جديد صاعد كجماعة أنصار الله.

وتابع:" هنا، دخل الحوثيون دائرة الاستهداف من قبل تنظيم أنصار الشريعة، كما اشتدت الضربات والاستهدافات الموجهة للقوات المسلحة ووحدات الأمن مع طغيان فكر الحوثيين وتزايد أنصارهم في صفوفهم، وسيطرتهم على معسكرات جراء المواجهات التي أسقطت عددا من الوحدات العسكرية في قبضتهم، فضلا عن سلوك الدولة، المتباين، في إعمال القوة تجاه القاعدة وتجاه جماعة الحوثيين، باعتبارهما جماعتان مسلحتان تحاربان جيش البلاد منذ سنوات.

وفي السياق نوه إلى أن الصراع في اليمن ما زال سياسي إلى حد ما، لافتاً إلى أن المجال متاحاً لوقف هذا التدافع، الذي قد تضرب البلاد جراء صراع هاتين الجماعتين، اللتين ستستغل قوتيهما أطراف إقليمية معروفة.

وأكد الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، أن هذا الدعم يذكي جذوة الخلاف الفكري والسياسي بين هذه الجماعات، ليدفعها إلى المواجهة المسلحة، والتجاء الطرف الأضعف فيهما إلى العمليات الانتحارية الغادرة، التي تكون آخر الوسائل الممكنة بالنسبة له.

ونوه الذهب في سياق حديثه لـ "خبر" للأنباء ،إلى عدم وجود قومية أو عرقية أخرى غير العربية،في اليمن، كما لا يوجد ديانة أخرى غير الإسلام، باستثناء الديانة اليهودية، التي لا يتجاوز عدد أبنائها الثلاثمائة، لكننا نتنوع مذهبيا، وهو تنوع محدود جدا.

وأردف في السياق:" هذا التنوع وظف قبل عقدين ونصف، تقريبا، توظيفا سيئا في مساقات العمل السياسي، وهو ما سبب هذه الخصومات والتجاذبات السياسية والصراع على السلطة وفرض إرادات كل طرف ولو بالقوة المسلحة".

وشدد الخبير الذهب، على أن يجري تحييد الأحزاب السياسية، التي تقوم على مرتكز ديني أو سلالي أو جهوي أو نحو ذلك، لكنه عاد لتأكيد عدم قبول البعض بهذه الفكرة؛ لأن شعبيتهم لا تبلغ أوجها إلا على هذا النفس الكريه، وهو ما يفسر الصراع الدائر اليوم، وقد تداخلت معه الجغرافيا، كذلك، أشد تداخل، بحيث بدأت البلاد تتميز بين كتل مذهبية وأخرى جغرافية جهوية.

وذكر في سياق حديثه لـ"خبر" للأنباء، أن اليمنيون لم يذوقوا مرارة الصراع المذهبي المتشح بالدم، كبعض الدول العربية، التي لم تستطع، حتى اللحظة، الخروج من مستنقعه، ولذلك لا يقدرون حجم الخطر وويلاته، في وقت استدرك بالقول " لكننا، حتما، سنعي ذلك قريب".