صعدة برس-متابعات -
فجر تسجيل مسرب نشره ناشطون على مواقع الأنترنت، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، جدلاً في هذه الصفحات، بعد أن أظهر صادق الأحمر، الوريث الأكبر للشيخ القبلي المعروف عبدالله بن حسين الأحمر، وهو بين مجموعة من المسلحين، يقول مسربو التسجيل إنهم حوثيون أثناء اقتحامهم لمنزل الأحمر الأسبوع الماضي، بينما يقول الناشطون التابعون لـ"أنصار الله" إن تسريب التسجيل يأتي بغرض الإساءة لهم.

ونقلت يومية "الأولى" عن مصادرها إن التسجيل تم في الليلة التي تم فيها محاصرة منزل الشيخ صادق الأحمر، بعد لجوء ابن عمه سام الأحمر إليه، ويظهر جزء من المفاوضات التي تمت بين الأحمر ومسلحي الحوثي لتسليم سام للأمن، وأن تسليم سام لم يتم في نفس الليلة وإنما استمرت المفاوضات حتى صباح اليوم التالي حيث سلم للأجهزة الأمنية.

وبحسب الأصوات الواردة في التسجيل فإن صادق الأحمر يطالب المسلحين بعدم التقاط صور له، بينما يقوم المسلحون بالتصوير بكاميرا محمول ويقولون إن أوامر صدرت لهم بالقيام بذلك، ويلتزمون له بالمقابل بعدم نشر التسجيل في "قناة المسيرة".

وبعد نشر التسجيل بلحظات، امتلأت المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات على الأمر، وتباينت ردود الفعل لدى الناشطين المحسوبين على المكونات السياسية، والتي تشكل بمجملها قوام الأزمة السياسية القائمة في البلاد.

ونفذ عشرات المحتجين، أمس، أمام منزل صادق الأحمر، وقفة احتجاجية، بعد دعوة من ناشطين "إصلاحيين" أمس الأول للاحتجاج على التسجيل، وما سموه "اقتحام" الحوثيين لمنزله.

ونقل موقع "الرشاد برس" التابع لحزب الرشاد السلفي الموالي لحزب الإصلاح، أمس، تصريحات لصادق الأحمر لدى لقائه الناشطين، قال فيها: "إن ما حصل لنا بالذات هو نتيجة مواقفنا في ثورة فبراير". وأضاف صادق بحسب الموقع: "نحن متعودون على المحن سواء نحن أو آباؤنا أو أجدادنا"، ولم ينفِ أو يثبت صحة ما ورد في التسجيل.

وغير ما خرجت به وسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي، فأن صادق الأحمر هو من سلم "سام الأحمر" للأجهزة الأمنية، عاد موقع حزب "الرشاد" للقول إن مسلحين حوثيين اقتحموا منزل الشيخ عبدالله الأحمر وقاموا باختطاف سام الأحمر، وتعمد المسلحون تصوير الشيخ صادق وقالوا له "لن يتم نشر ما تم تصويره، أنت في وجه السيد، وأنت عارف أيش وجه السيد"، لكنهم قاموا بتسريب المقطع ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي، حد قول موقع الحزب.

وقال بيان صادر عن المتضامنين مع الأحمر-حصلت "الأولى" على نسخة منه- "إن ما تقوم به جماعة الحوثي المسلحة لهو تهديد للسلم الاجتماعي ولمخرجات الحوار الوطني، وبنود اتفاق السلم والشراكة الذي وقعت عليه كافة الأطراف اليمنية مؤخراً".

واستنكر البيان بـ"أشد العبارات لما تعرض له منزل الشيخ صادق الأحمر عضو مؤتمر الحوار الوطني وعضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية من اعتداء ممنهج، مؤكداً أن هذا الاعتداء هو اعتداء على ثورة فبراير والحوار الوطني واعتداء على اتفاق السلم والشراكة واختراق لكافة القيم النبيلة التي زرعتها ثورة فبراير"، بحسب البيان .

ودعا البيان "رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ووزير الداخلية إلى القيام بواجبهم وبسط نفوذ الدولة على أرجاء الوطن كافة لحفظ الأمن والاستقرار".

وفي الوقت ذاته، أطل القيادي القبلي في حزب الإصلاح حميد الأحمر، الأخ الشقيق لـ"صادق"، والذي يتخذ من تركيا منفى له- منذ دخول الحوثيين إلى صنعاء وسيطرتهم عليها في سبتمبر الماضي، اطل من على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك للتعليق على الأمر، حيث كتب:

"فسدت أخلاقهم وقيمهم وذممهم ، ويتهمون الشرفاء الأنقياء بالفساد المالي ،لكننا بإذن الله لن نتركهم حتى نعريهم، وكما سقط مفسدو الأمس ومجرموه سيسقط أذنابهم من مفسدي ومجرمي اليوم".

وفيما امتنعت صفحة "موقع أنصار الله" على الفيسبوك عن التعليق على الأمر، دافع ناشطون وكتاب عن كون التسجيل لا يخص جماعة "أنصار الله": وكتب علي جاحز تحت عنوان "كلمة لله" إن "الذي صور الشيخ صادق بالفيديو ليس من انصار الله وليست أخلاق انصار الله كما يبدو من أسلوبه وتهكمه وكلامه المتعالي في تلك اللحظة الحرجة".

واعتبر جاحز أن "أخلاق أنصار الله هي أخلاق رسول الله مع الطلقاء في مكة، لم يهن أحداً بتلك الطريقة"، وتابع بالقول: "وأجزم أن السيد عبدالملك يحرص على أن يتخلق هو ويتخلق الناس بأخلاق جده دائماً".

ناشطون حوثيون من جانبهم، نشروا وثيقة تعود للعام 2004، موقعة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والجنرال الذي كان يعمل تحت سلطته علي محسن الأحمر، وفيها "وجه أمان" لحسين بدر الدين الحوثي، فيما إذا سلم نفسه للدولة، في محاولة للرد على اتهام خصومهم لهم بـ"خيانة العهد".

أحد أهم المصادر الإعلامية لجماعة الحوثيين على موقع فيسبوك ويعمل تحت اسم "الأمين"، فبرر الأمر أن ما جرى عبارة عن "مسرحية بغرض جلب التعاطف، والانتقاص من الخصم وإظهاره معدوم القيم والأخلاق ؟". ولم يستبعد أن يقوم بتسريب الفيديو من قبل "أشخاص يعتقدون أنهم بهذا العمل يخدمون صادق الأحمر ويكيدون للسيد واللجان الشعبية عبر إظهار الشيخ في وضع يستدعي الشفقة والتعاطف"، حد قوله.

أما الدكتور عادل الشرجبي، وهو أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء، فاعتبر أن تسريب الفيديو وراءه طرف ثالث، حيث قال: "تسريب فيديو الشيخ صادق الأحمر ليس عملاً فردياً، بل هو عمل تقف وراءه جماعة منظمة".

وأردف بالقول: "لكني لا أعتقد أنها جماعة أنصار الله، بل جماعة أخرى تريد أن تنتقم من الشيخ صادق بسبب عبارة "سنخرجه حافياً" التي قالها بعد اندلاع ثورة 11 فبراير".

واستطرد قائلاً: "وانتقاماً من التجمع اليمني للإصلاح وجماعة أنصار الله معاً، بسبب اللقاء الأخير الذي تم بين قيادتيهما في صعدة مؤخراً. حيث أرادت الجماعة المنتقمة أن تظهر جماعة أنصار الله بأنها لا تفي بوعودها".

وفي السياق، اكتفت قيادات في المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" بالدعوة إلى التحقيق الجاد في الموضوع، حيث كتب علي البخيتي: "يجب التحقيق مع من صور وسرب الفيديو للشيخ صادق الأحمر أثناء مداهمة منزله بعد هروب سام الأحمر إليه".

وأضاف: مثل تلك التصرفات تسيء إلى أنصار الله ومعاقبة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، سيثبت أنه تصرف فردي وسيكون رادعاً يمنع تكرار مثل تلك الأخطاء. أدين وأستنكر وبأشد العبارات نشر ذلك الفيديو".

من جانبه، قال القيادي في جماعة "أنصار الله" علي العماد، مخاطباً الذي سرب التسجيل: "ان صح ذلك عنك فهذا أنت وهذه أخلاقك ستحاسب لأننا لن نسمح لأمثالك وأربابك بان يدنسوا وجه أعز الناس وأوفاهم للعهود، أما الشيخ صادق فالحق له علينا سنوفيه حتى يرضى".