صعدة برس-متابعات -
تشكيل المجلس الوطني في اليمن..الحزب الحاكم اعتبره"خيانة وطنية" وقيادات معارضة ترفضه يترقب اليمنيون ما ستؤول اليه الأوضاع في بلادهم بعد اعلان أحزاب اللقاء المشترك "قوى المعارضة الرئيسية" عن تشكيل "مجلس وطني" لتوحيد ما أسمته العمل الثوري لحسم اسقاط النظام وتشكيل دولة "مابعد" الثورة وسط سخط كبير من قبل الحكومة وقوى سياسية أخرى في الساحة اليمنية.
وخرجت قيادات معارضة بارزة في اليمن عن صمتها ازاء تشكيل "المجلس الوطني" ووصفته بأنه مجرد مشروع للالتفاف والاقصاء والاحتواء وانه اعتمد على سياسة التهميش وخلق ميتا .
من جهته ، اعتبر المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم في اليمن) تشكيل "المجلس الوطني" جريمة تضع فاعليه تحت المساءلة القانونية باعتباره عملا مخالفا للدستور ويرتقي الى مستوى "الخيانة الوطنية".

وجرى الاعلان عن تشكيل المجلس خلال اجتماع لأحزاب المعارضة الأربعاء وقد ضم 143 عضوا على أن يتم اختيار هيئته التنفيذية في وقت لاحق وذلك غداة اعلان الرئيس أنه سيعود "قريبا" للبلاد .
وقال السياسي والبرلماني اليمني المعارض الشيخ سلطان السامعي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني والقيادي في حركة العدالة والتغيير ان تشكيل "مجلس وطني" جاء للاحتواء وللالتفاف على الثورة واقصاء الاخرين وهو بذلك مجلس خلق ميتا ولايمكن أن يقدم أو يؤخر .
وأضاف السامعي في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) ، أن المجلس لم يأخذ بعين الاعتبار شباب الساحات وقوى وطنية أخرى كبيرة موجودة في الساحة كالحراك الجنوبي والحوثيين وقوى اجتماعية لها تأثير كبير ولها دور كبير كذلك في قيام الثورة واستمرارها .
واعتبر أن المجلس همش عددا من المحافظات كمحافظة تعز والحديدة ومحافظات يمنية أخرى ، الا من بعض السياسيين الممثلين عن الأحزاب.
وتابع " كنا نشكو من التهميش والاقصاء والابعاد الموجود في النظام ، فجاء هذا المجلس للعمل بنفس السلوك الذي مارسه النظام منذ سنوات وبالتالي فان قناعتنا بان المجلس الوطني خلق ميتا وهو غير قادر على تقديم أي شئ لانه جمع النطيحة والمتردية وما اكل السبع الا القلة القليلة من الاسماء والتي استخدمت فقط لتزيين شكل المجلس لا أكثر."
واعتبر القيادي والسياسي المعارض سلطان السامعي أن المجلس جاء بهدف الالتفاف وجعل الثورة اليمنية غنيمة خاصة لفئة معينة وهذا ما هو مرفوض .. متسائلا "لماذا قمنا بالثورة .. لا لمواجهة سياسات الاقصاء والابعاد ؟".
ولفت الى ان " محافظة تعز لم تمثل سوى باثنين فقط من الساحة في حين ان دماء 69 بالمائة من الشهداء الذين سقطوا من بداية الثورة في عموم ساحات محافظات الجمهورية من تعز ".
ورأى السامعي ان "المجلس الوطني" عاد باليمن للوراء 30 عاما ، "فالثورة قامت لايجاد دولة مدنية فيها شركاء ولإلغاء عمليات الاقصاء لكن هذا المجلس يريد فقط احتواء الثورة ونحن نؤكد باننا لا نريد غنائم نريد شراكة في السلطة والثروة ولذلك نقول ان المجلس مرفوض رفضا قاطعا ".
وأشار الى ان التمثيل في المجلس كان وفقا لأهواء بعض الاشخاص الذين ينظرون الى محافظة تعز بانتقاص .. وقال " اذا كان التمثيل مثلا على المستوى السكاني فربع سكان الجمهورية اليمنية من تعز ، اذا ليكون ربع تمثيل المجلس الوطني لمحافظة تعز" .
وختم القيادي المعارض بقوله نحن لا نريد اكثر من دولة مدنية بنظام فيدرالي برلماني وقائمة نسبية بعيدا عن اهداف القائمين على المجلس الوطني الذين يريدون استبدال نظام بدلا عن نظام فقط .
من جهته، اعتبر الحزب الحاكم في اليمن ان تشكيل المجلس الوطني مخالفا للدستور وجريمة ترتقي الى " الخيانة الوطنية" لافتا الى أن اجراءات دستورية ستلاحق منظمي المجلس .
وقال عبدالحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الاعلامية في المؤتمر الشعبي العام (الحاكم في اليمن) انهم في الحزب الحاكم ينظرون الى "المجلس الوطني" والذي اعلنت عن تشكيله احزاب اللقاء المشترك امس باعتبارها "كيانا انقلابيا خارج الدستور والقانون" ويتعارض مع مبدأ التداول السلمي للسلطة ويتجاوز المؤسسات والاليات الديمقراطية القائمة .
وأضاف " انه (المجلس الوطني) مجرد استنساخ جديد لمؤتمر التشاور الوطني ولجنته التابع لحميد الاحمر (قيادي معارض) ولايختلف عن المجالس التي ولدت ميتة مثل مجلس الانتقالي الذي تبنى الاعلان عنه مجموعة من الشباب في ساحة الجامعة".
ورأى النهارى في تصريح مماثل لـ (شينخوا) أن المجلس " ولد ميتا بسبب ارتجاليته واعتباطيته خاصة ان منظميه لم يكلفوا انفسهم حتى اشعار الشخصيات التي اقحموها في قائمتهم بغرض محاولة تزيين عملهم الضلالي".
واوضح النهاري قائلا " لا اتصور ان يقبل الشعب اليمني كيانات انقلابية مثل المجلس الوطني وسيكون وجوده مثل عدمه " ، واستطرد " لكن عملا مثل هذا في هذا الوقت يضع فاعليه تحت المساءلة القانونية باعتباره عملا مخالفا للدستور يرتقي الى مستوى الخيانة الوطنية ، وهو ما يستلزم اجراء دستوريا صارما باتجاه محاسبة المنظمين له" .
واعتبر النهاري ان احزاب اللقاء المشترك وشركاءهم من خلال تشكيل المجلس الوطني" يهربون من استحقاقات الحوار الوطني ، للخروج من الازمة الراهنة ، ويتجهون الى جر البلاد الى العنف والتنصل من المبادرة الخليجية وغيرها من المبادرات الوطنية للخروج من الازمة ."
وترى المعارضة اليمنية انها وبتشكيل المجلس الوطني تكون وحدت الفعل الثوري لحسم اسقاط النظام .
وقال نائف احمد القانص القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي، عضو الهيئة التنفيذية لأحزاب "اللقاء المشترك" ، ان " المجلس اصبح حاجة ملحة خصوصا اننا نواجه عصابة وليس نظاما ولابد من توحيد الخطى الثورية من اجل الوصول الى حسم كامل ولن يتم ذلك الا من خلال قيادة ثورية موحدة تعمل على لملمة الجهود وتؤسس لدولة النظام والقانون وتستكمل تحقيق اهداف الثورة."
وأوضح القانص ان "المجلس سيشكل حلا سياسيا وثوريا ".
ورأى أن " الذين يقولون ان المجلس الوطني سيعقد الوضع هم من تبقى من العصابة الحاكمة التي تستفيد من عدم وجود قيادة ثورية موحدة.
وينظر الكثير من شباب ساحات الاعتصام في العاصمة صنعاء ومدن يمنية اخرى الى ان " المجلس الوطني " بداية الطريق لانهاء ثورتهم ضد النظام .
وقال محمد العماد الناشط في (ساحة التغيير) بصنعاء ان تشكيل المجلس الوطني انتظرناه طويلا ونتمنى ان يكتب له النجاح لانه توافق لمعظم القوى الفاعلة في المجتمع اليمني .
واضاف ان المجلس " هو رسالة واضحة لكل المتآمرين على اليمن من الداخل والخارج اننا لن ننتظر المبادرات بعد اليوم وسنشق طريقنا مهما كانت الصعاب."
*وكالة الأنباء الصينية " شينخوا "