صعدة برس-متابعات -
الشارع
هاجم مسلحوا جماعة الحوثي، أمس، منزل رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، في "شارع الستين الغربي"، في العاصمة صنعاء، وواصلوا محاصرته، حتى المساء، فيما قالت معلومات إن الرئيس هادي غادر منزله، دون معرفة الجهة التي اتجه إليها.

رواية جندي

وقال لـ"الشارع" أحد جنود حماية منزل الرئيس هادي إن مسلحي الحوثي عادوا، في الخامسة من عصر أمس، للهجوم على حراسة المنزل، واستمروا في ذلك حتى السادسة والنصف بعد المغرب، ما أدى إلى مقتل جنديين من أفراد حراسة المنزل.

و أوضح الجندي، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، ان الجنديين القتيلين أحدهما من "آل أمارم" مديرية الوضيع- أبين، والثاني من أهالي مديرية لودر، التابعة أيضاً إلى محافظة أبين.

و فيما قالت جماعة الحوثي إن هذه الاشتباكات اندلعت بسبب هجوم جنود حراسة منزل الرئيس هادي على مسلحي اللجان الشعبية، التابعين للجماعة؛ نفي جندي حراسة المنزل ذلك، وقال إن الحوثيين باشروا الهجوم على المنزل دون معرفة السبب.

مكان الرئيس

و أفاد الجندي بأن مدير أمن أمانة العاصمة، العميد عبد الرزاق المؤيد، التابع لجماعة الحوثي، زار الرئيس هادي، بعد المغرب أمس، إلى منزله، ثم خرج للتفاوض مع مسلحي الجماعة المحاصرين للمنزل.

و أكد الجندي أن قائد حراسة منزل الرئيس طلب من العميد المؤيد إقناع مسلحي الحوثي بإيقاف هجومهم على المنزل، وعلى زملائه أفراد حراسة المنزل، وأبلغه أنه سينفذ ما يريده هؤلاء المسلحون.

و قال الجندي إن مسلحي الحوثي أوقفوا هجماتهم على المنزل؛ إلا أنهم استمروا في حصاره حتى لحظة كتابة هذا التقرير، في الحادية عشر من مساء أمس.

السفير السعودي يزور الرئيس

و قال الجندي: "في الثامنة مساءً، دخل السفير السعودي في صنعاء بموكب إلى منزل الرئيس هادي والتقى بالرئيس ثم غادر بموكبه ولم نعرف ما إذا كان الرئيس قد خرج مع السفير أم لا..".

رواية أخرى

و قال للصحيفة، مساء أمس، جندي ثان من أفراد حراسة منزل الرئيس هادي إن العشرات من مسلحي الحوثي هاجموا المنزل وحاولوا اقتحامه، مستخدمين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، حتى تدخلت وساطة أوقفت هجومهم على المنزل.

و أضاف الجندي، مشترطاً عدم ذكر اسمه: "هاجمونا أيضاً بقذائف أربي جي، وأطلقوا النار علينا من الأسلحة الرشاشة.

كانوا يريدون منا أن نسلم أنفسنا ونسمح لهم اقتحام منزل الرئيس والسيطرة عليه، إلا أننا رفضنا الاستسلام؛ رغم أنه كان قد تم تسليم اللواءين الأول والثالث حماية رئاسية لمسلحي الحوثي، الذين سيطروا على اللواءين وعلى النهدين ودار الرئاسة.

و تابع: "وصلتنا، أمس(الأول)، تعزيزات قادمة من محافظة الحديدة، إضافة إلى أننا أفراد حراسة منزل الرئيس قرابة ثلاث كتائب، وكانت معنوياتنا مرتفعة وعالية جداً؛ إلا أننا أصبنا بالإحباط عندما تواصلنا مع زملائنا في المعسكر وقالوا لنا إنهم تعرضوا لخيانة من قبل وزير الدفاع و الداخلية، واللجنة الرئاسية، التي سلمت المعسكر ودار الرئاسة لمسلحي الحوثي".

رواية ثالثة

و قال للصحيفة جندي ثالث من افراد حماية منزل الرئيس هادي إنه شاهد، بعد الثامنة من مساء أمس، موكباً يخرج من منزل الرئيس، وقيل له زملائه إن الرئيس غادر مع عائلته المنزل خوفاً من اقتحام مسلحي الحوثي له. غير أن مصدر عسكرياً كبيراً كان قال لـ"الشارع" إن اسرة الرئيس هادي غادرت اليمن منذ ما قبل اقتحام مسلحي الحوثي للعاصمة صنعاء وسيطرتهم عليها يوم 21 سبتمبر الماضي، مشيراً إلى أن الرئيس ظل في صنعاء مع ابنه جلال فقط.

وحتى مساء أمس، لم يعرف مصير جلال هادي، المتهم بممارسة الفساد، وتفريخ مواقع إعلامية عدة لشتم السياسيين والصحفيين.

رواية رابعة

و أكد للصحيفة جندي رابع من أفراد حماية منزل الرئيس مغادرة الرئيس للمنزل، مساء أمس، غير أنه لا يعرف إلى اين أتجه "هادي" غير أن مصدر عسكرياً كبيراً قال لـ"الشارع"، في وقت متأخر من مساء أمس، إن الرئيس يتواجد في منزله، وهو تحت الاقامة الجبرية من قبل مسلحي الحوثي".

و أضاف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: " جماعة الحوثي تريد إبقاء الرئيس هادي تحت الاقامة الجبرية، ومسلحوها مازالوا محاصرين منزله، والهدف من ذلك الا يغادر هادي العاصمة صنعاء نحو عدن أو الخارج، تجنبا لحدوث تمردات في الجنوب، وتجنباً للضغوط الدولية، كي لا يظهر أن ما قامت به جماعة الحوثي هو انقلاب كامل".

و تابع: "كل الأجهزة ومعدات الرئيس والحرس الرئاسي الخاص أصبحت تحت سيطرة مسلحي الحوثي، الذين أصبحوا يشرفون على كل تحركات الرئيس هادي، بما في ذلك معرفة المتصلين به، والتنصت على محادثاته الهاتفية، فهم يسيطرون ويتحكمون بجميع الاتصالات السلكية واللاسلكية الخاصة بدار الرئاسة ومنزل الرئيس هادي".

رواية مصدر رئاسي

و قال لـ"الشارع" مصدر رئاسي رفيع: "النهدين ودار الرئاسة أصبح بالكامل تحت سيطرة مسلحي الحوثي، والرئيس هادي في منزله، ومليشيات الحوثي محاصرة للمنزل تحت مسمى حراسته.

و أشر إلى أن حراسة الرئيس و منزله فر الكثير منهم بعد الاشتباكات الذي حصل عصر اليوم (أمس) مع الحوثيين الذين هاجموا المنزل".

و أضاف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "هناك مفاوضات تجري، في منزل الدكتور عبد الكريم الإرياني، بين ممثلين للحوثي، ومستشاري الرئيس هادي، فالحوثيون يطالبون الرئيس بأن يوقع على قرار ينص على تنفيذ البنود الاربعة التي طرحها الليلة (الماضية)، في خطابه، حيث كان الحوثيون قد طلبوا من هادي، منذ المغرب، التوقيع على قرار ينص على تنفيذ هذه المطالب".

و تابع: "مازال هادي رافضاً ويهدد [ان المجتمع الدولي معه، ويقول إن العالم لا يعترف بأي يمني يقود سواه، وبدأ مستشاروه يضغطون عليه بأن يوقع من أجل البلاد والشعب؛ إلا أنه رافض ويظهر كما لو ان ما حدث لم يهز له شعرة. والمعلومات لدينا أن جمال بن عمر، والمبعوث الاممي إلى اليمن، تواصل معه، اليوم (أمس)، من واشنطن، وقال له لا يستسلم لطلب الحوثيين، والمجتمع الدولي معه".

رواية رئيس عمليات الحماية الرئاسية

و قال رئيس عمليات اللواء الأول حماية رئاسية، في اتصال أجرته معه "الشارع" مساء أمس: "ما حدث قد حدث، وإن شاء الله خير، وبالنسبة للرئيس هادي فهو موجود الأن في منزله".

و رفض رئيس عمليات هذا اللواء الإدلاء بأي معلومات أخرى. وصباح أمس، دخل مسلحوا الحوثي إلى دار الرئاسة، و"جبل النهدين" المطل عليها، وسط العاصمة صنعاء، ومعسكري اللواءين الاول والثاني حماية، داخل الرئاسة، وتمركزوا فيها، وتسلموا مخازن الاسلحة التابعة لها.

وتقع معسكرات هذه الألوية الثلاثة على "جبل النهدين" ، وحوله وأسفله، بشكل ملاصق لدار الرئاسة، واللواء الثالث هو أقوى هذه الألوية، واقوى ألوية الجيش اليمني بشكل عام، حيث يمتلك ترسانة أسلحة حديثة بينها أكثر من 200 دبابة حديثة.

دور لجنة الوساطة

وأبلغ "الشارع" جنود في اللواء الثالث حماية أن لجنة الوساطة الرئاسية أدخلت مسلحي الحوثي للتمركز في "جبل النهدين"، ومعسكر اللواء، و معسكري اللواءين الأول والثاني، وتسليم مخازن الأسلحة فيها، بحجة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة.

ما يجري داخل القصر

و قال لـ"الشارع" مصدر عسكري رفيع في اللواء الاول حماية رئاسية: "مسؤول سابق في اللواء الثالث حماية رئاسية استلم، ظهر أمس، 5 ألاف قناص إيكي، حيث شاهدنا هذا المسؤول يأتي إلى مخزن التسليح التابع للواء الثالث الذي يقع أسفل جبل النهدين في جهة دار الرئاسة، وأخذ هذه القناصات على سيارتين فورد وطقمين امام الله وخلقه".

و شوهد العشرات من الضباط والجنود المنتمين للمناطق الجنوبية يغادرون، مع أسلحتهم الشخصية، مقر اللواء الأول حماية في دار الرئاسة، ولم يبقى إلا الجنود والمساعدون والضباط القدامى وجميعهم من المناطق الشمالية.

و قال المصدر العسكري: "قلنا للإخوة الجنوبيين: ليش باتمشوا؟ طبع لنا الحوثي وجهه وقال إن بإمكاننا أن نبقى .. فقال لنا الإخوة الجنوبيون: حدثت خيانة وعملية انقلاب وغادروا".

و تابع: "اليوم سلمنا للحوثيين واستلموا منا معسكرات الألوية الثلاثة، وتمت عملية التسليم بحسب توجيهات العميد صالح الجعيملاني. وبشكل كبير، توافد مسلحو الحوثي إلى المعسكرات الثلاثة ودار الرئاسة في الرابعة والنصف عصراً بعد أن قطعوا جميع الشوارع المحيطة بدار الرئاسة".

سلمنا كل شيء

و قال للصحيفة أحد جنود اللواء الأول حماية رئاسية: "سلمنا كل شيء، المسلحين الحوثيين سيطروا على جبل النهدين ودار الرئاسة بالكامل .. عدد من الزملاء غادروا المعسكر بأسلحتهم الشخصية، والبعض الأخر لا يزال متواجد في المعسكر حتى الأن. المسلحون انتشروا في كل مكان وحتى البوابات وأصبحوا مسيطرين على الوضع".

و قال جندي ثان من افراد هذا اللواء: "عندما علمت أن الحوثيين سيطروا على اللواء غادرت منزلي واتجهت إلى مقر اللواء، وعند وصلي إلى أمام بوابة دار الرئاسة رفض مسلحوا الحوثي السماح بدخولي ودخول العشرات من زملائي الجنود والضباط، وقالوا لنا إن لديهم توجيهات بعدم السماح بدخول أي جندي أو ضابط، وطلبوا منا العودة إلى منازلنا، وقالوا إنه سوف يتم التواصل معنا في وقت لاحق".

و قال للصحيفة مصدر عسكري في اللواء الثالث حماية رئاسية إنه، وزملاءه أفراد هذا اللواء واللواءين الأول والثاني ، تعرضوا "لخيانة كبيرة" تمكن من خلالها مسلحو الحوثي من الدخول إلى معسكرات الثلاثة الألوية وسيطروا عليها مع دار الرئاسة، بالكامل، دون أي مقاومة، بعد أن كان مسلحو الجماعة لم يتمكنوا من اقتحام دار الرئاسة و"النهدين"، رغم هجومهم الكبير عليهما، أمس الأول، وتصدى لهم الجنود وألحقوا بهم خسائر كبيرة.

و أضاف المصدر، الذي أشترط عدم ذكر اسمه: " كبدنا مسلحي الحوثي خسائر كبيرة في الاشتباكات التي جرت بيننا وبينهم، أمس (الأول)، والتي استمرت أكثر من 10 ساعات، ولم يتمكنوا من اقتحام جبل النهدين أو دار الرئاسة، وأعلن عن وقف إطلاق النار تنفيذاً لتوجيهات الرئيس هادي، وشكلت اللجنة الرئاسية التي وصلت إلى اللواء والتقت بالقائد، العميد صالح الجعيملاني، وأركان حرب ورئيس العمليات وقادة الكتائب".

اللجنة الرئاسية داخل القصر

و تابع: "ظلت اللجنة الرئاسية عندنا في المعسكر من مساء أمس (الأول)، والتقت بقيادة اللواء في الفيللا التي تقع على رأس جبل النهدين، وظهر اليوم( أمس) خرجت اللجنة الرئاسية من الفيللا، ونزلت إلى المعسكر وطلبت من الجنود عدم إطلاق النار على مسلحي الحوثي، وفجأة دخلت أطقم الحوثيين وانتشرت في كل ارجاء المعسكر، وكان الوقف صعباً علينا، وبعض الجنود بكوا من هذا المشهد وهذه الخيانة".

و قال المصدر: "مسلحو الحوثي تمركزوا أمام مخزن الأسلحة الثقيلة، وأمام الكتائب، واعتلوا التباب والمواقع، وتولوا حماية البوابات الرئيسية للمعسكر، وبدؤوا بمنع دخول وخروج الجنود أو المعدات العسكرية، كما انتشروا فيما بعد، في معسكري اللواءين الأول والثاني، وفي دار الرئاسة بالكامل".

و أضاف: "حدثت عملية خيانة كبيرة سهلت دخول الحوثيين وسيطرتهم على النهدين والرئاسة والثلاثة الألوية، حدثت هذه الخيانة رغم أن مسلحي الحوثي فشلوا في اقتحام النهدين ودار الرئاسة في الهجوم الذي شلوه علينا أمس(الأول) .. هناك تواطؤ من قبل اللجنة الرئاسية، وكذلك من قبل قائد اللواء و الاركان ورئيس العمليات وحتى قادة الكتائب".

ما قاله قادة الكتائب

و قال للصحيفة مصدر عسكري ثان في اللواء الثالث حماية: "قال قادة الكتائب لجنود اللواء الثالث، قبيل تسليم اللواء والرئاسة للحوثيين: خذوا أسلحتكم الشخصية، وروحوها، وسوف يصرف لكم أوالي مكافآت. وفي تلك الأثناء، اختفى مسلحو الحوثي من الشوارع القريبة والمحيطة بالنهدين وبدار الرئاسة، وسلم لكل جندي سلاح الي، وخرج المئات من الجنود من المعسكر وغادروا النهدين بأسلحتهم الشخصية، التي روحوا بها إلى منازلهم باعتبارها مكافآت لهم، وعند عودتهم إلى مقر اللواء كان يفترض صرف اسلحة ألية جديدة للجنود؛ إلا أن الجنود فوجئوا بانتشار المسلحين وسيطرتهم على المعسكر وعلى الرئاسة بشكل كامل، وسيطرتهم أيضاً على مخازن الأسلحة".

و أضاف: "جزء كبير من الجنود غادروا المعسكر بأسلحتهم الشخصية كي يعودوا لاستلام أسلحة جديدة، وجزء استلموا أسلحة ألية صينية؛ إلا أن مسلحي الحوثي طالبوهم، بعد ذلك بإعادتها، حسب كشوفات الصرف لهم. وكان الهدف من الإعلان عن صرف سلاح ألي لكل جندي، والسماح لهم بمغادرة المعسكر مع أسلحتهم هذه أو أسلحتهم الشخصية التي معهم، كي يتم إدخال مسلحي الحوثي والمعسكر فارغ، ما فيه إلا عدد قليل من الأفراد، كي يدخل الحوثيون بدون مقاومة كبيرة. عاد الجنود إلى المعسكر بدون أسلحة ففوجئوا بسيطرة مسلحي الحوثي على المعسكر وعلى دار الرئاسة، والحوثيون منعوا الجنود من دخول المعسكر؛ إلا أن الجنود تمكنوا من الدخول؛ لكنهم ظلوا بدون سلاح والحوثيون قالوا لهم إن لديهم توجيهات بعدم صرف أي قطعة سلاح، حينها عرف الجنود أنهم تعرضوا لخيانة كبيرة".

قوة الحماية الرئاسية

و قال للصحيفة مصدر عسكري ثالث في هذا اللواء: "اللواء الثالث حماية يحتوي على ثماني كتائب عسكرية: 4 كتائب دروع، وكتيبة مدفعية، وكتيبة مشاة، وكتيبة الرئاسة، وكتيبة الدفاع الجوي. وهناك أكثر من 200 دبابة داخل اللواء، وأكثر من 120 راجمة صواريخ (كاتيوشا)، وقرابة 500 طقم مع أسلحتها الرشاشة، وأكثر من 400 رشاش 23 مضاد للطيران، وأكثر من 120 (سيارة) صالون مدرعة كانت داخل مقر دار الرئاسة، إضافة إلى أكثر من 5 الاف قناصة AKوm16، وغيرها من الاسلحة والمعدات، وكل هذه الأسلحة أصبحت تحت سيطرة مسلحي الحوثي. وعدد أفراد اللواء الثالث حماية رئاسية يزيد عن 2500 فرد وضباط".

وأضاف المصدر: "شوهد المسلحون الحوثيون أثناء سيطرتهم على مخازن الأسلحة الخاصة باللواء الثالث، والتي تقع تحت تبة جبل النهدين من جهة دار الرئاسة، وشوهدوا وهم يستولون على المدرعات والدبابات والمدافع وانتشروا في العنابر والبوابات، ومنعوا دخول وخروج الجنود .لكن لم نشاهد حتى الأن، مسلحي الحوثي يخرجون هذه الاسلحة من المعسكر، ولا نعرف ما إذا كانوا سينهبونها كما نهبوا أسلحة اللواء الرابع حماية، المتمركز في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، في 21 سبتمبر الماضي.

مصير الجعيملاني

و أوضح هذا المصدر العسكري، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، ان اللواء صالح الجعيملاني غادر مقر اللواء قبل مغرب امس. وقال: "بالنسبة لقادة الكتائب قيل انهم باقون في مقرات كتائبهم، وهناك أنباء بأنهم غادروا؛ إلا أني لم أعرف هل غادروا أم لا بالنسبة للعقيد الركن عبد الوهاب القشيبي، قائد الكتيبة الثالث، تم اختطافه من قبل مسلحي الحوثي، في الثانية عشرة من مساء أمس (أمس الأول)، أثناء تمركزه في موقع جولة الثقافة، الواقعة اسفل جبل النهدين.

كما أختطف مسلحو الحوثي، من نفس الموقع، 25 جندياً من كتيبة المدفعية. حدثت خيانة للقشيبي ولهؤلاء الجنود؛ حيث هاجم مسلحوا الحوثي هذا الموقع، رغم أن عملية إطلاق النار كانت متوقفة. وسيطروا على هذا الموقع واختطفوا القشيبي و25 جندياً منه. وهناك اتهامات وجهت لعدد من قادة الكتائب بالتواطؤ مع الحوثيين، حيث سلموا لهم مواقع أخرى. وظل هذا الموقع يقاوم حتى الثانية عشرة ليلاً، ولم يتم تعزيزه لا من اللواء ولا من أي جهة أخرى".

لماذا بكى الجنود

و أضاف المصدر: "العشرات من الجنود بكوا بصوت مرتفع حينما شاهدوا اللجنة الرئاسية تدخل المسلحين الحوثيين إلى اللواء، بعد أن كان الجنود منعوهم من ذلك. بكى الجنود بصوت مرتفع عندما شاهدوا الحوثيين ينتشرون في المعسكر ويسيطرون عليه. والجنود الذين عادوا من منازلهم تفاجؤوا بالحوثيين يسيطرون على المعسكر والرئاسة، فبكى العشرات منهم ايضاً.

وتابع: "نحن تعرضنا لخيانة قادها عبد ربه منصور هادي، ووزير الدفاع، وقائد اللواء، وقادة الكتائب. ولدينا معلومات تشير إلى أن قائدي الكتيبتين وضباط أخرين ساعدوا في سقوط اللواء وإدخال الحوثة إلى اللواء .. خانوا دماء زملائنا، وباعوا شرف الدولة وأسلحتها. كان لدينا استعداد لمقاتلة الحوثيين لسنوات، لأننا نعرف قدراتنا، ثم إن لدينا اسلحة ومعدات حديثة تمكننا من الصمود الطويل ودحرهم، وعدم السماح لهم بدخول النهدين أو الرئاسة".

مصدر عسكري رفيع في قيادة الجيش

و قال للصحيفة مصدر عسكري رفيع في القيادة العامة للقوات المسلحة إن قائد قوات الحماية الرئاسية. العميد صالح الجعيملاني، خرج من "النهدين"، في العاشرة من صباح أمس، ولا أحد يعرف اين ذهب.

و أضاف المصدر: "الجعيملاني يتحمل مسؤولية ما جرى من انهيار لقوات الحماية الرئاسية، فهو رفع الجاهزية القصوى لهذه القوات ، قبل أمس،(الأحد الماضي)، وطلب من وزارة الدفاع إرسال برقيات إلى كل من قيادة قوات الاحتياط، وألوية الصواريخ، ومعسكر الحفا في نقم، وقيادة قوات الأمن الخاصة، والشرطة العسكرية، بمطالبة هذه الجهات بإخراج قوات إلى شوارع العاصمة كي تتولى حفظ الأمن بدلاً من مسلحي الحوثي؛ إلا أن هذه الجهات العسكرية والأمنية رفضت ذلك وقالت عن هذا ليس من مهامها".

و تابع: "وعندما تفجرت المواجهات بين قوات الحماية الرئاسية ومسلحي الحوثي، رفضت هذه القوات العسكرية والأمنية إرسال تعزيزات إلى الجعيملاني في دار الرئاسة.

و قالت قيادة هذه الوحدات والجهات العسكرية: هذه ليست معركتنا.. هذه معركة الجعيملاني وهو يتحمل مسؤوليتها. وكيف يطلب تعزيزات ولديه أكثر من 280 دبابة حديثة تعمل بالأشعة، لديه أيضاً قوة كبيرة ومعدات عسكرية حديثة وضخمة، وأكبر مخزون أسلحة؟". وأعلن قائد قوات الحماية الرئاسية، العميد صالح الجعيملاني، أن مسلحي الحوثي" فرضوا سيطرتهم الكاملة على القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء"، واصفاً ذلك بـ"الانقلاب".

و قال الجعيملاني، لوكالة " اسوشايتد برس" الانجليزية، أمس، إن مسلحي الحوثي" اقتحموا القصر الرئاسي، بعد مواجهات دارت بينهم وبين قوات الحماية الرئاسية، بعد ظهر الثلاثاء". وأوضح أن الرئيس هادي لم يكن، أنذاك، في القصر الرئاسي؛ وإنما كان في منزله. غير أن جنود اللواءين الثالث والأول يؤكدون تعرضهم لخيانة سلم بموجبها معسكر اللواءين، ودار الرئاسة، إلى مسلحي الحوثي دون حدوث أي اشتباكات معهم.

و قالت وكالة "خبر"، التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، إن صالح الجعيملاني، قائد قوات الحماية الرئاسية، غادر دار الرئاسة، "بعد أن تم احتجازه"، أمس، من قبل مسلحي الحوثي؛ إلا أن جنودا في اللواء الثالث نفوا ذلك، وقالوا الجعيملاني غادر معسكر اللواء دون أن يتم احتجازه.

و قالت الوكالة إن الجعيملاني حاول الخروج بأسلحة تتبع الحماية الرئاسية؛ إلا أنه تم احتجازه من قبل اللجان الشعبية، وقدامي الافراد والضباط، وذكرت الوكالة أن مسلحي الحوثي تسلموا، أمس، "جهازي الأمن السياسي والأمن القومي، دون مقاومة تذكر".

و ذكرت الوكالة أن "عمليات نهب واسعة تتعرض لها مقتنيات تابعة لدار الرئاسة، وكذا الأسلحة التابعة للحماية، من قبل بعض منتسبي قوات الحماية الرئاسية".

من جانبه، قال موقع" أنصار الله"، التابع لجماعة الحوثي، في "فيسبوك"، إن "جنودا يتبعون الحماية الرئاسية حاولوا (أمس) نهب مخازن أسلحة الدولة، إلا أن اللجان الشعبية توجهت إلى الرئاسة، ومن ثم منعتهم من نهب الاسلحة".

عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، علي القحوم، نفي سيطرة مسلحي جماعته على دار الرئاسة أو أي مؤسسة أخرى، مشيراً إلى أن مسلحي جماعته "يقومون بحماية مؤسسات الدولة من النهب أو الفيد".

و قال القحوم لوكالة "خبر": .. "الذي حصل أن قائد اللواء أول حماية رئاسية (الجعيملاني) وجه الضباط والجنود بنهب الاسلحة والمعدات التي بداخل دار الرئاسة، وقام أيضاً بخرق تثبيت إطلاق النار للمحاولة لتهريب تلك المعدات والأسلحة التي قد نهبها هو ومجموعة من الضباط والجنود، وما قامت به اللجان الشعبية هو منع تهريب الأسلحة ونهبها، ولم يسيطروا على دار الرئاسة بل هم الأن من يحمونها من النهب والفيد".

و أمس، أغلق مسلحو الحوثي"ميدان السبعين" الملاصق لدار الرئاسة. كما أغلقوا جميع الشوارع المحيطة بالدار، بالتزامن مع تعرض مخازن أسلحة معسكرات اللواء الثالث، واللواءين الأول والثاني حماية رئاسية، لعمليات نهب واسعة.

و كان الرئيس هادي أعلن ، ظهر أمس الأول، تشكيل لجنة رئاسية لإيقاف المواجهات مع مسلحي الحوثي، وهذه اللجنة برئاسة صالح الصماد، مستشار الرئيس، رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي، وعضوية وزيري الدفاع والداخلية، ومهدي المشاط والشيخ دغسان أحمد دغسان.

و في الرابعة والنصف من عصر أمس الأول، أعلن وزير الداخلية، اللواء جلال الرويشان، بدء سريان إطلاق النار.

رواية مصدر عسكري

من جانب أخر، قال لـ" الشارع" مصدر عسكري مطلع إن مسلحي الحوثي يحاصرون معسكر السواد، مقر قيادة قوات الاحتياط الواقع على المدخل الجنوبي للعاصمة، والتي تعد أكبر قوة عسكرية في العاصمة، وكانت مقراً لما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري.

و قالت وكالة "خبر" أمس، نقلاً عن مصادر عسكرية لم تسمها، إن "تعزيزات وصلت إلى الحماية الرئاسية، والتي هي عبارة عن سرية تتبع اللواء 22( حرس جمهوري سابقاً)، والذي تم استقدامه قبل أشهر إلى العاصمة صنعاء من محافظة تعز، وتمركز في منطقة "عمد" بقاع القيضي وأوكلت له مهمة حماية مخازن قوات الاحتياط".

و نقلت وكالة "خبر" عن مصدر في إدارة أمن عدن، أن اللجنة الأمنية بالمحافظة أقرت إغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية.

و قال المصدر إن اللجنة الأمنية ناقشت، في اجتماعها عصر الثلاثاء، إغلاق كافة المنافذ، البرية والبحرية والجوية، المؤدية إليها، في حال تسارعت الأحداث وتطورت الأوضاع في العاصمة صنعاء.

وأضاف انهم سينفذون القرار فور حدوث أي تصاعد للأوضاع الأمنية والسياسية في العاصمة.

أخر أنشطة هادي

على صعيد متصل، كان أخر أنشطة الرئيس هادي المعلنة، أمس، رئاسته اجتماعاً ضم هيئة المستشارين من القوى السياسية والحزبية واللجنة الأمنية العليا.

و قالت وكالة "سبأ" الحكومية، التي يسيطر عليها الحوثيون، أنه "جرى خلال الاجتماع مناقشة عدد من المواضيع المتصلة بالوضع الأمني وأهمية استقراره وتجنيب اليمن ويلات الانقسام والفتنة والاهتزازات".

وطبقاً للوكالة، فقد "أعرب الأخ الرئيس خلال الاجتماع عن أمله في أن تعي كل القوى السياسية حجم المشكلة وأثرها على مستقبل اليمن والعملية السياسية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاقية السلم والشراكة الوطنية".

و قال الرئيس هادي: "نحن اليوم أمام مفترق طرق إما أن نكون أو لا نكون، وإن ما يمكن أن نعالجه ونناقشه اليوم قد لا يكون ممكنا يوم غد أو بعد غد".

و أضاف: "إننا اليوم في اليمن لا بد من أن نكون أمام العالم قادرين على تحسين الصورة وتخطي الخلاف والارتفاع فوق المكايدات والمماحكات والوصول إلى ما يغلب مصلحة الوطن العليا على ما عدا ذلك من المصالح".

و ذكرت الوكالة أن الرئيس هادي "وجه بعقد اجتماع عاجل للموقعين على اتفاق السلم والشراكة الوطنية واللجان الأمنية والميداني لحل كافة الخلافات المطروحة وفقاً لما هو منصوص في الاتفاقات الموقعة".

و حسب الوكالة، فقد "أكد الرئيس أن الأمور ستحل بصورة نهائية، ولا بد أيضاً من العمل الجاد والمخلص والصادق من أجل سلامة وأمن واستقرار ووحدة اليمن، وعلى الجميع تقع مسؤولية وطنية لا يستطيع أحد التنصل منها".

و دعا الرئيس إلى "تطبيع الأمور فوراً في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات ومختلف مصالح الدولة، في التربية والتعليم والصحة العامة، وغيرها من الوزارات والمؤسسات والهيئات بصورة عاجلة".

من جانب أخر، تعرض موكب وزير الدفاع، اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي، لإطلاق نار، أمس، " عن طريق الخطأ، من قبل اللجان الشعبية"، التابعة لجماعة الحوثي في العاصمة.

و نقلت وكالة "خبر" عن مصادر لم تسمها قولها إن "اللجان أقدمت على إطلاق النار على موكب الوزير في جولة عصر، بعد خروجه من منزل الرئيس هادي، وأن ذلك كان عن طريق الخطأ"، مشيرة إلى أن "اللجان قدمت اعتذارها للوزير اللواء الصبيحي، عن ذلك".