صعدة برس -متابعات -
ترجمةفارس سعيد:
حذر المقدم المتقاعد في الجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية، من فقدان الولايات المتحدة كل قدرتها على التحرك الميداني في اليمن، على ضوء سحبها لقواتها الخاصة من ذلك البلد، مرجحا انزلاق البلاد نحو حرب أهلية شاملة مع تصاعد خطير لأدوار القاعدة وداعش، بحسب شبكة CNN.

وقال فرانكونا، ردا على سؤال حول رأيه بانسحاب آخر الوحدات الأمريكية من اليمن: "هذا يعني أننا نفقد آخر قدرة لنا على التحرك الميداني باليمن، بعد أن أغلقنا سفارتنا، وهذا الأمر ضربة قاسية لنا. تلك القوات كانت تعمل مع وحدات مكافحة الإرهاب اليمنية وكان وجودها محاطا بنوع من السرية."

وأضاف: "فقدنا القدرة على التحرك الآن وبات وجودنا على الأرض منعدما، وهذا سيضر كثيرا بقدرتنا على ملاحقة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، أحد أقوى فروع القاعدة، والذي سبق أن حاول شن هجمات على أمريكا. أتمنى أن نسترد بعض القدرة على التحرك في اليمن، ربما من خلال سفن أو منشآت أخرى في المنطقة، لأننا أمام خطر آخر يتصاعد إلى جانب القاعدة، وهو خطر تنظيم داعش."

وحول التناقض بين الوضع الحالي في اليمن والخطابات السابقة للرئيس باراك أوباما التي كان يعتبر فيها تجربة أمريكا في اليمن ناجحة قال الضابط السابق: "عندما قال أوباما إن اليمن تجربة ناجحة كان وضع البلاد مستقرا، ولكن كان هناك الكثير من الاضطرابات الداخلية التي انفجرت الآن، والوضع مرشح للمزيد من التدهور باليمن، إن لم يكن يسير نحو حرب أهلية شاملة، وهذا أمر علينا متابعته.

وأكدت مصادر مطلعة السبت، أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بإجلاء نحو 100 جندي من قواتها الخاصة العاملين في اليمن، بسبب تردي الأوضاع الأمنية في الدولة العربية التي تشهد اضطرابات واسعة.

ونقلت شبكة CNN عن المصادر، أن هؤلاء الجنود، والذين يشكلون آخر دفعة للقوات الأمريكية جرى نشرها في اليمن في وقت سابق، غادروا قاعدة "العند" الجوية، في محافظة "لحج"، جنوبي البلاد، وأشارت تقارير محلية إلى أنه تم نقل الجنود الأمريكيين جواً إلى جيبوتي.

ويأتي إجلاء هؤلاء الجنود وسط تقارير عن فرار المئات من معتقلي تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، من اثنين من السجون على الأقل في اليمن، خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، الأمر الذي زاد من مستوى التهديدات التي تواجهها القوات الأمريكية.

وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء، في وقت سابق من الشهر الجاري، بعد سيطرة الحوثيين على المؤسسات الحكومية، وفرار الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، في جنوب البلاد.

وفي وقت سابق الجمعة، وفي أعقاب التفجيرات التي استهدفت عدداً من المساجد الخاصة بالشيعة في صنعاء وصعدة، وخلفت مئات القتلى والجرحى، دعت الولايات المتحدة "كافة أبناء الشعب اليمني" إلى "توحيد الصفوف في سبيل مواجهة التحدي الإرهابي."

من جانبها، نقلت يومية "الشارع" الصادرة الأحد، عن مصدر عسكري رفيع في قاعدة العند العسكرية قوله: "إن هؤلاء الجنود الأمريكيين غادروا موقعهم الذي كانوا يتمركزون فيه في قاعدة العند، مشيراً إلى أنهم غادروا على متن طائرة عسكرية أمريكية كبيرة "يعتقد أنها نقلتهم نحو جيبوتي".

وأوضح المصدر، أن هؤلاء العسكريين الأمريكيين أحرقوا ودمروا جميع الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت معهم في موقعهم العسكري، الواقع داخل قاعدة العند باستثناء معدات وأشياء خفيفة إضافة إلى الأسلحة الشخصية والقناصات التي غادروا بها.

وقال: "غادر جميع الجنود والعسكريين الأمريكيين من قاعدة العند، ودمروا جميع الأسلحة والمعدات التي لم يتمكنوا من أخذها معهم وفخخوا حتى سيارات حديثة كانت تابعة لهم".

وبحسب ماتره صحيفة "العرب اللندنية"، فإن الظهور المفاجئ للقاعدة على تخوم عدن، أثار علامات استفهام كبيرة بالتزامن مع إعلان تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش عن نفسه في صنعاء بشكل بالغ الدموية.

وكان تنظيم داعش قد تبنى في بيان صوتي له الهجمات الإرهابية التي طالت مساجد صنعاء وقام بتنفيذها أربعة انتحاريين إضافة إلى تمكن اللجان الأمنية التابعة للحوثيين من إلقاء القبض على مهاجم خامس قبيل تنفيذ عملية مشابهة في جامع “الهادي” بمدينة صعدة والذي يعد أهم مساجد المذهب الزيدي و يضم ضريح مؤسس الدولة الزيدية في اليمن.

وبرغم تبني داعش مسئوليته عن تفجيرات صنعاء الدامية، إلا أن واشنطن شككت حول مسؤولية "داعش" عن التفجيرات التي تبناها. وأوضح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست: "ليس هناك ارتباط عملي واضح بين الأشخاص الذين نفذوا هجمات الجمعة بصنعاء، والذي أودى بحياة أكثر من 130 شخصاً وبين مقاتلي "داعش" في العراق وسوريا".