صعدة برس -متابعات -
أجلت بريطانيا والسعودية، أمس، دبلوماسييها من عدن بعد يوم على استكمال الولايات المتحدة إجلاء خبرائها العسكريين من قاعدة العند، فيما نزح عشرات السكان من المدينة جراء سقوطها في فوضى أمنية، وتواصل أعمال النهب، لليوم الثالث على التوالي. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه قوات الجيش الاستنفار في محيط جبل حديد- أكبر مخازن أسلحة الجيش في الجنوب- عقب محاولة مسلحي مليشيات هادي المعروفة بـ(اللجان الشعبية) اقتحامه. سلاح الجو العماني مصادر ملاحية في مطار عدن الدولي قالت لـ"اليمن اليوم" إن طائرة خاصة، تابعة لسلاح الجو العماني، أجلت، مساء، 13 دبلوماسياً بريطانياً يعملون في القنصلية البريطانية في عدن. وأشارت المصادر إلى أن الطائرة أقلعت من المطار باتجاه سلطنة عمان. كما غادر عدد من الدبلوماسيين السعوديين إلى الرياض، على طيران اليمنية، وقالت المصادر إن وزير النقل في الحكومة المستقيلة غادر برفقة الدبلوماسيين السعوديين. واستأنفت السفارة السعودية، في فبراير الماضي، عملها من عدن "تأكيداً لشرعية هادي"، وفقاً لبيان للخارجية السعودية، بينما اقتصر العمل الدبلوماسي البريطاني على قنصليتها في عدن. في سياق متصل نقلت قناة الـ"سي.إن.إن" الأمريكية عن مصادرها إن الولايات المتحدة أجلت، اليومين الماضيين، قرابة 100 خبير وجندي عسكري أمريكي من قاعدة العند. نهب منازل وقالت مصادر محلية وأمنية متطابقة لـ"اليمن اليوم" إن أغلب النازحين ينتمون لمحافظات شمالية وتوجهوا إلى محافظة تعز، كما شوهدت مركبات لأهالي نازحين من عدن في طريقها صوب محافظتي (لحج- أبين). وبدت شوارع عدن، أمس، كما تصفها المصادر، خالية تماماً من الحركة اليومية للمواطنين، لليوم الثالث على التوالي، عدا من أسر تعد لمغادرة المدينة ومسلحين يبحثون عن (فيد) في منازل المواطنين بعد ما أكملوا عملية نهب مخازن مؤسسات عسكرية ومستشفيات حكومية وحتى مدن سكنية. وقالت المصادر لـ"اليمن اليوم" إن أقسام الشرطة في المحافظة تلقت، أمس، قرابة 15 بلاغاً بنهب منازل في عدة مناطق، أبرزها في خور مكسر. وأغلب المنازل التي تم نهبها لضباط في المنطقة العسكرية الرابعة- بعضهم امتنعوا عن تسجيل بلاغات في الأمن تحاشياً لأعمال عنف قد تتعرض لها أسرهم- وفقاً لضباط اتصلت بهم "اليمن اليوم"، وقالوا إن الأمن خاضع أصلاً للمليشيات التي تنفذ عمليات النهب. وفي السياق أعلنت منظمات مجتمع مدني في عدن تشكيل فرق طوارئ لمواجهة "اللجان وأعمال النهب"، وسط دعوات لوحدات الجيش باستعادة السيطرة على المحافظات. استكمال نهب المؤسسات نهب المنازل جاء في أعقاب نهب المؤسسات الحكومية، والذي تواصل، أمس، لليوم الثالث على التوالي. وقالت مصادر عاملة في ميناء عدن لـ"اليمن اليوم" إن مسلحين مجهولين حاولوا اقتحام الميناء، مما دفع بأمن الميناء إلى الاستعانة بعمليات اللجان بغية الاستنجاد بها، غير أن مسلحي اللجان قدموا إلى الميناء وباشروا بكسر خزينة أمن الميناء ونهب 6 صناديق ذخيرة دوشكا. كما قام المسلحون باقتحام القاعدة البحرية "وعندما لم يجدوا في خزينتها شيئاً"، وفقاً للمصادر، باشروا بتركيع ضباط وجنود البحرية ونهب أسلحتهم الشخصية. وفي المنصورة اقتحم عناصر من القاعدة مسنودة بمسلحي لجان هادي، أمس، سجن المنصورة للمرة الثالثة وأخرجوا قرابة (21) سجيناً. وقالت المصادر لـ"اليمن اليوم" إن قوات من الجيش- المكلفة بحراسة السجن- لم تحرك ساكناً. يأتي ذلك بعد يوم على ضبط الجيش لنحو 180 سجيناً فروا من سجن المنصورة المركزي ضمن 697 فروا من السجن، الجمعة. الجيش يحيط بمخزنه عمليات النهب وصلت إلى مخازن الجيش في المنطقة العسكرية الرابعة، إذ تسللت مجاميع مسلحة تابعة للجان هادي، أمس، إلى جبل حديد ودخلت في مناوشات مع أفراد الحراسة. وقال مصدر عسكري إن المنطقة العسكرية الرابعة أرسلت تعزيزات كبيرة إلى محيط الجبل وأعلنت الاستنفار. وكانت مليشيات (لجان هادي) نهبت، اليومين الماضيين، مخازن معسكرات الأمن الخاصة والعام والبحرية ومعسكر النصر، إضافة إلى مؤسسات أخرى. وقالت مصادر في المنطقة العسكرية الرابعة إن الجيش سوف يتصدى لأية أعمال نهب. دعوات لاستعادة السيطرة تداعيات الفوضى والانفلات الأمني دفعت بناشطين جنوبيين، أمس، إلى دعوة الجيش لاستعادة السيطرة على الأمور في المحافظة. ونقل موقع عدن الغد- المقرب من الحراك الجنوبي- عن ناشطين قولهم إن على الجيش التحرك بصورة مستعجلة لوقف حالة التدهور الأمني، "التي بات ينذر بسقوط مدن جنوبية بأيدي القاعدة". دعوات الناشطين قابلها إعلان منظمات مجتمع مدني في عدن، أمس، عن تشكيل فريق طوارئ لمواجهة الوضع، ويضم "القاضي فهيم الحضرمي، محمد قاسم نعمان، فضل علي عبدالله، قاسم داود العمودي، ليلى الشبيبي، صالح ذيبان المحامي، هدى الصراري، مها عوض، بكيل التركي". وأبرز المنظمات التي أعلنت تشكيل فريق الطوارئ "منظمة تجديد للتنمية والديمقراطية، مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان، المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات، مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب، مؤسسة (أكون) للحقوق والحريات، مؤسسة الوضاح للحوار والتنمية، مؤسسة وجود للأمن الإنساني". وقال البيان إن اجتماعاً لقادة المنظمات سالفة الذكر، أقر ضرورة تشكيل الفريق الذي من شأنه متابعة قضايا "أمن المواطنين واستقرارهم، اللجان الشعبية في عدن، انتشار السلاح، الاغتيالات، الاستيلاء على ممتلكات المنشآت والمرافق العامة". ومن شأن عمل الفريق، وفقاً للبيان، رصد وتوثيق الاختلالات والانتهاكات والممارسات التي تحدث في مدينة عدن بوجه خاص، والتي تضر وتمس حقوق المواطنين فيها. إلى ذلك ورغم مواصلة أعمال النهب والسلب في عدن لليوم الثالث على التوالي واحتفال لجان هادي (المليشيات) بنجاحها في اقتحام معسكر قوات الأمن الخاصة، دعا الرئيس المستقيل، عبدربه منصور هادي، جماعة الحوثيين إلى سرعة الانسحاب من صنعاء.