من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - الى أبناء عدن والجنوبيين عامة...لا تكونوا وقوداً لحرب لا ناقة لكم فيها ولا جمل..

الخميس, 09-أبريل-2015
صعدة برس -
*علي البخيتي
[email protected]
عدن الحاضرة الأولى لليمن ولأنها كذلك دائماً تدفع الثمن في أي معركة سياسية على السلطة، دفعت الثمن في كل مراحل الصراع ابتداء من حرب الاستقلال من الاحتلال البريطاني وصولاً الى حرب الاستقلال الحالية من الوصاية السعودية الممزوجة بطموح أنصار الله "الحوثيين" في الاستحواذ على السلطة، مروراً بكل مراحل الصراع الداخلي في 86م و94م.
في كل دورات الصراع الداخلي لم تحارب عدن ولا أبناءها قط من أجل مدنيتها وسلمها وأمنها واستقرارها ووحدة نسيجها الاجتماعي، فقط كانت تستباح من أطراف الصراع لأهميتها وعلاقتها بالسياسة والحكم ولرمزية السيطرة عليها.
هرب علي سالم البيض اليها في 94م من صنعاء بعد يأسه من استمرار العمل مع الرئيس السابق صالح، وانفجرت حرب 94م بعد وصوله اليها بمدة ودخل صالح بتحالفاته وقتها مع الاخوان المسلمين وعلي محسن والزمرة من الجنوبيين وعلى رأسهم كان عبدربه منصور هادي الذي أوغل في استعدائه للطغمة من الجنوبين وانتقم منهم أكثر بعد وصوله الى الرئاسة في بداية 2012م.
***
بعد دخوله الى عدن بالدبابات في 94م كحليف للرئيس السابق صالح لملاحقة علي سالم البيض هرب هادي في 2015م الي عدن من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه أنصار الله "الحوثيين"، وهنا تحديداً –عندما وصلها فاراً في جوف الظلام- شعر هادي بأنه يدفع ثمن دخوله الأول الى عدن على ظهر دبابه.
ومن اللحظة التي وطأتها قدم الرئيس الفار هادي وجعل منها عاصمة مؤقتة لليمن دخلت عدن دائرة الحرب والصراع مع أنها كانت بعيدة جداً عنها، وكان يمكن لأنصار الله السيطرة عليها عبر مؤسسات الدولة باعتبارهم السلطة الجديدة الحاكمة لليمن، وكانوا في غنى عن أي اجتياح عسكري لها، لكن هادي فرض عليهم تلك المعركة السياسية والعسكرية على عدن بغض النظر عن موقفي من الحرب من الأساس.
المقاومة التي في عدن اليوم تُحسب على الرئيس الفار ولو لم تكن تابعة له، والدعم الذي يصلها عبر طائرات السعودية دعم للرئيس هادي وخياراته وليس دعماً لخيارات الجنوب ولا لخيارات أبناء عدن وتطلعاتهم في أن تكون عدن خالية من السلاح وبعيده عن الصراعات العسكرية، إضافة الى تطلعات بعض أبنائها –مثلهم مثل اقرانهم في بقية المحافظات الجنوبية- في فك الارتباط.
***
اشفق على أبناء عدن الذين يتم الزج بهم في الصراع على المدينة اليوم بعد أن أصبحت السيطرة عليها مسألة حياة أو موت في المعركة السياسية المحتدمة بين محاور إقليمية، فالسعودية ودول أخرى تتحالف مع هادي وتدخلت في الحرب مباشرة عبر العدوان الأخير على اليمن، وايران وروسيا تدعمان أنصار الله الحوثيين من خلف الستار وان بوسائل اقل كماً ونوعاً وظهوراً، ومن هنا فلا ناقة ولا جمل لأبناء عدن في هذا الصراع على مدينتهم الذي أصبح حرباً إقليمية جديدة في المنطقة، ولن تكون خياراتهم محترمة من أي طرف سينتصر، فان انتصر الحوثيين سيُعد انتصارهم استمرار لسيطرة الشمال على الحكم وسيستمر الحراك ضدهم ما لم يتم حل القضية الجنوبية على المستوى السياسي والحقوقي، وان انتصر هادي وزمرته المحلية وزمرته الدولية سيقمع عدن والعدنيين والحراك الجنوبي كما قمعهم منذ لحظة وصوله الى السلطة، ولا يزال الكثير من أبناء عدن يتذكرون المجزرة التي ارتكبها هادي واخيه ناصر منصور والمحافظ الإخواني وحيد رشيد بحقهم في الذكرى الأولى لجلوس هادي على الكرسي وراح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى، إضافة الى دعم هادي لكل المجازر والجرائم التي ارتكبتها وحدات الجيش والأمن وهي تحت سلطته في مختلف المحافظات في الجنوبية من الضالع الى حضرموت وغيرهما، ورفض هادي تغيير ضبعان بعد كل الضحايا الذين سقطوا في الضالع خير مثال على وقوفه وراء تلك المجازر.
***
لست مع الحرب في عدن، وضد اي اجتياح لها من اي طرف، واتناول الأخبار الآتية منها كأخبار صحفية، لكني معني بتوجيه نصيحة لأبنائها ولكل الجنوبيين الذين يقاتلون اليوم في صف هادي والعدوان السعودي أن يؤجلوا معركتهم الخاصة ومعركة عدن والحراك الجنوبي الى ما بعد اتضاح الصورة وحسم أياً من الطرفين المعركة لصالحه، لأنهم سيكونون وقوداً للحرب ليس أكثر، ولن يكون لهم أي سلطة على المدينة ولا على الجنوب ولن تتحقق مطالبهم الخاصة بغض النظر عن المنتصر في المعركة.
عليهم انتظار ما سيفعله المنتصر الجديد بعد معركة عدن الحالية وكيف سيتعامل معها ومع أبنائها ومع الجنوب بشكل عام، وعندها يمكنهم تحديد خياراتهم في المقاومة ونوعيتها وكيفية تحقيق المطالب، فالمعركة الدائرة اليوم ليست معركتهم ولا تعبر عن مطالبهم.

واذا كان هادي والسعودية وادول التحالف مع خيارات أبناء الجنوب عليهم تحديد أهداف المعركة في عدن والجنوب بشكل عام، وإصدار وعود علنية بالعمل على تحقيق مطالب الجنوبيين في استعادة دولتهم، عندها سأكون أول الداعمين للعدنيين وللجنوبيين –حتى لو كانوا مدعومين من السعودية- في معركتهم ضد أي طرف شمالي بما فيهم أنصار الله الحوثيين، "اللهم اني بلغت اللهم فأشهد"، الأيام القادمة وحدها كفيلة بمحاكمة ما ورد في هذا المقال.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)