من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - معسكر عشرين .. بين خُطى " أروى " وآثار " هينس "..

الثلاثاء, 29-مارس-2016
صعدة برس -
*عباس السيد
يعرف في عدن بإسم " معسكر عشرين " وقد أخذ اسمه من ملحمة بطولية سطرها منتسبوه في إنتفاضتهم على المحتل البريطاني في 20 يونيو 1967 . استخدم المعسكر منذ سنوات كمقر لقوات الأمن الخاصة ـ الأمن المركزي سابقا ـ .
بعد فرار هادي إلى عدن في 21 نوفمبر 2015 ، كان التخلص من المعسكر في طليعة أهدافه ، نظرا لموقعه الهام بالنسبة للمديريات الرئيسية الثلاث ، كريتر ، المعلا ، التواهي ، والتي يقع فيها المقرات الرئاسية و مبنى الحكومة والميناء وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة ومبنى التليفزيون ، وباشرت ميليشيات هادي أوائل مارس في محاصرة المعسكر.
رفض ضباط المعسكر وأفراده مطالب الميليشيات بالاستسلام وخاضوا مواجهات بطولية أعادت إلى الأذهان المواقف النضالية التي سطرها أسلافهم في 20 يونيو 1967 ، ضد قوات الاحتلال البريطاني من داخل نفس المعسكر الذي كان يعرف باسم " معسكرالبوليس المسلح " وهي الإنتفاضة التي ادت الى تحرير مدينة كريتر وسقوطها بايدي ثوار الجبهتين - القومية والتحرير - بعد تلقيهم دعما مباشرا ولوجستيا من داخل المعسكر الذي تمرد على سلطات الاحتلال التي استعادت المدينة بعد اسبوعين من الحصار والمجازر المروعة سقط فيها المئات معظمهم من المدنيين .
على نفس الخطى ، سار ضباط وأفراد قوات الامن الخاصة في معسكر عشرين عام 2015 في مواجهتم لعملاء الاحتلال الجديد . لم يكن منتسبو المعسكر " حوافيش او حراكيش " ولا غير ذلك من التسميات التي يطلقها المغفلون والحمقى من مثقفي الأرصفة في كل الاتجاهات .
لم يتخذوا تلك المواقف ولم يقدموا تلك التضحيات إلا لأنهم يمنيون ، يحملون نفس القيم والمبادئ التي دفعت أسلافهم للانتفاض على المحتل البريطاني رغم الفارق في العدد والعتاد.
" معسكر عشرين " الذي يقع سوره الاطول على طريق الملكة أروى الممتد بين كريتر والمعلا ، أثبت أنه ليس مجرد مكانا أو عنوانا يكتفي براوية التاريخ . بل أرواح وأجساد تتوالد وتتناسخ وتقتفي الخطى الوطنية الوحدوية للملكة أروى على نفس الطريق . وخلف ظهره ، يُلقي معسكرعشرين بآثار " الكابتن هينس" المطمورة بأطراف حي الخُساف.
سقط معسكر عشرين بأيدي ميليشيات هادي في 19 مارس ، بعد أكثر من اسبوعين من الصمود البطولي لأفراده الذين سقط منهم العشرات شهداء وتم التمثيل بجثث العديد منهم في مشاهد مروعة تحاكي مشاهد الارهاب التي مارستها قوات " الأرجيل " البريطانية في إخمادها لإنتفاضة " معسكر البوليس المسلح " عام 67 . وتتماهي أيضا مع جرائم القاعدة و داعش.
وفي خطوة إنتقامية أخرى ، أطلقت ميليشيا هادي على المعسكر إسم معسكر " الشهيد خالد الجنيدي " وهو أحد قيادات الحراك الإنفصالي ، استشهد خلال مسيرة للحراك الجنوبي بكريتر منتصف ديسمبر 2014 .
وبغض النظر عن مكانة الشهيد الجنيدي في قلوب الحراكيين الجنوبيين ومظلوميته ، إلا أن إلغاء إسم " عشرين يونيو " كان إنفعالا غير محسوبا ، ويبدو أن من أطلقوا الاسم الجديد لا يعرفون القيمة العربية واليمنية والعدنية ليوم " 20 يونيو " ذلك اليوم الذي لاح كبارقة أمل للعرب أجمع ، بعد أيام من الصدمة التي تلقوها من إسرائيل فيما عرف بنكسة حزيران يونيو 67. ومع ذلك ، يبقى السؤال :
من له المصلحة في محو هذه الذكرى من تاريخ المدينة وتاريخ اليمنيين والعرب. ؟؟
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)