صعدة برس-متابعات -
*د. فضل الصباحي
يعتبر الحوار من أجمل الصفات الإنسانية ، وعنصراً مهماً من عناصر التعامل الإنساني التي لجأ إليها الإنسان من اجل الوصول للحلول الوسط ، بدلاً من العنف والمواجه وذلك بعد وصول الأطراف إلى نقطة التّوازن لا غالب ولا مغلوب
فهل تسمح الدول اللاعبة في الساحة اليمنية بأن يصل اليمنيون إلى حلول من اجل بناء دولتهم التي اوشكت على الإنهيار …

نصيحة ميكافيلي للسياسيين ” إذا تركتم المشاكل تتفاقم ، فسوف يأتي الحـــــل بعد فوات الأوان ” والأطراف اليمنية المتحاورة في محادثات السلام في الكويت لم تدرك حتى الأن خطورة استمرار خلافاتهم على ترتيب البنود الخمسة وفي حقيقة الأمر يكمن الخلاف الحقيقي في جوهر الأهداف الشخصية او الجزئية لدى الطرفين المتحاورين وفد صنعاء وكذلك وفد الرياض الأضواء والقصور والفنادق خطفتهم قليلاً عن معانات الشعب اليمني الذي تحملهم كثيــــراً ولا أتوقع يطول صبـــر هذا الشعب الجبار الذي فقد كل وسائل العيش الكريم …

ما أحوج اليمنيون إلى من يذكرهم بتاريخهم وحضارتهم التي كانت ترفد العالم بأهم المبادئ الإنسانية في التعامل مع مختلف القضايا ونذكر الجميع بملكة سباء التي أسست اول مبدى للشورى في التاريخ ( قَالَتْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَؤُاْ أَفْتُونِى فِىٓ أَمْرِى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ) تلك مبادئكم في الحرب والسلم ععندما كان العقل هوا الحكــــم …

ونحن لا نريد من المشاركين في حوار الكويت التركيز كثيــــــراً في اجتماعاتهم المغلقة على المصالح الجزئية الزائلة على حساب المصلحة الوطنية العليا لأن ذلك سوف يعيدنا إلى الخلف ولن نخرج من براثين الأطراف اللاعبة في الساحة اليمنية أبداً وسوف تتحول اليمن إلى دويلات صغيرة متناحرة فيما بينها …

نجاح حوار السلام في الكويت اذا تم بقناعة جميع الأطراف فإن ذلك يعتبر اللبنة الأولى نحو بناء اليمن الجديد وسوف تدعم ذلك الإنجازالتاريخي جميع القوى الوطنية والشعبية في الداخل والخارج ويصبح اليمنيون محل تقدير
من المجتمع الدولي المحب للسلام ولا ضرر بأن يتفهم اليمنيون مصالح الدول الإقليمية والدولية برؤية المصلحة المشتركة وما يخدم التنمية والإقتصاد اليمني ولا يضر بالمصلحة القومية العليا لليمن …

وأنا على ثقة بأن القوى الحاقدة التي لا تريد الخير لليمن سوف تختفي أمام الإرادة الوطنية الصادقة لأنها تخفي ظعفاً كبيراً ظاهرة القوة وباطنه خوفها الحقيقي على مصالحها في المنطقة …

على اليمنيين أن يؤمنو بأن الطريق الوحيد لبناء مستقبل اليمن لن يمر عبر الفوضى والحروب التي لا تنتهي
إذا اردو الوصول إلى أهدافهم في بناء دولتهم القوية يجب أن يزيلو جميع العقبات التي تواجههم بهدف الوصول إلى بناءالحياة الكريمة التي يريدونها عبر مجتمع قائم على العلم والمعرفة واحترام النظام والقانون ، والمحافظة على هيبة الدولة القائمة على المؤسسات القوية الضامنه لحقوق الجميع …

لا مكان في هذا العالم للجبناء الذين يخافون على مصالحهم الشخصية ويهملون مصالح المجتمع والأمة لا بد أن يكونو جميعاً على استعداد للتضحية بأغلى ما يملكون لتبقى الدولة مهما كانت التضحيات !! كل ذلك من اجل اليمن التي بدأت محركة لتاريخ البشرية وسوف تعود لتلك المكانة بتعاون الجميع من خلال مشروع نهضوي حقيقي يقودة النخب المسلحة بالعلم والمعرفة المحملة بخبرات التاريخ ومرارات التجارب …

الوضع في اليمن لم يعد يحتمل وما يخفف من معاناة اليمنيين تلك الأمطار والأجواء الجميلة وألوان الطيف التي تزين سماء صنعاء لتقول للجميع بأن عروس عروبتكم تنتظركم جميعاً لتعيدو البسمة إلى حياة الناس إنها رسالة السماء لأهل اليمن الصابرين !! الذين يترقبون بصيص آمل في السلام لأنهم لم يعودو قادرين على التحمل أكثر حان الوقت ليصلح الجميع أخطأه في حق الشعب اليمني المطلوب من أطراف الصراع سلام يفضي إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية بوجوه جديدة يكفي تكرار المحنطين الذين فقدو ثقة الشعب كذلك اختيار لجنة عسكرية من خيرة القادة المشهود لهم بالوطنية والإخلاص لليمن ليتولو مهمة إرجاع أسلحة الدولة من جميع الأطراف التي استولت عليها وإعادتها إلى مخازن الدولة اليمنية …

التحرك الدولي الفعّال لحل المشكلات الإقتصادية وإعادة الإعمار ومعالجة شؤن الشهداء والجرحى والوقوف بجدية لمواجهة مشكلة الإرهاب في اليمن في إطار الشرعية الدولية والأمم المتحدة حتى لا يتم توظيف الحرب على الإرهاب في اليمن لمصلحة دول إقليمية او تستخدم كورقة للابتزاز السياسي لدول المنطقة والتدخل في شؤونها او الأضرار بالمصالح القومية العليا لليمن …
نقلا عن رأي اليوم