من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - كاتب بريطاني شهيرلـــ "صحيفة الاندبندنت"..للمرة الأولى تتعرض السعودية لهجوم من قبل زعماء السنة..

السبت, 24-سبتمبر-2016
صعدة برس -متابعات -
نشرت صحيفة "الاندبندنت" مقالاً للكاتب الشهير روبرت فيسك، تساءل في مستهل مقالته: "ينبغي للسعوديين أن يسألوا أنفسهم، ماذا حدث للزعماء المتملقين الذين كانوا عادة منبطحين أمام المملكة؟".

ويقول فيسك، إن السعوديين غاصوا، بصورة أعمق، في المشاكل منذ أسبوع تقريباً. ومع غرقها في حرب سخيفة في اليمن، تعرضت السعودية لمعاناة أخرى، حين أصدر أكثر من 200 رجل دين سني بياناً في اجتماع عقدوه في غروزني، أشاروا فيه، بوضوح، إلى "الوهابية" التي تمارسها المملكة بكونها تشويهاً خطيراً للإسلام السني.

وحضر الاجتماع الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي يعد أهم مركز للدراسات الدينية في العالم الإسلامي، والذي كان قد هاجم، قبل عام واحد، التفسيرات الفاسدة للنصوص الدينية.

وعقد هذا المؤتمر في غروزني بالشيشان، وتم تجاهله لأسباب مجهولة من كل وسائل الإعلام في العالم تقريباً - باستثناء الزميل الكبير السابق في كلية سانت أنتوني، شارمين نارواني، ولوموند بنيامين بارت - ولكنه قد يثبت أنه أكثر دراماتيكية من رعب الحرب الأهلية السورية. وقد أخرج البيان، الذي وافق عليه "فلاديمير بوتين" تماماً، السعوديين ـ تقريباًـ من نطاق أهل السنة والجماعة، بحسب ما يراه فيسك.

وأشار الكاتب البريطاني، أنه وعلى الرغم من أنهم لم يذكروا المملكة بالاسم، إلا أن البيان كان إهانة كبيرة لدولة تنفق ملايين الدولارات كل عام على آلاف المساجد والمدارس والمراكز الدينية التي تروج للوهابية حول العالم.

وشدد فيسك، أن الانحراف الأخطر للوهابية، من وجهة نظر السنة الذين اجتمعوا في الشيشان، هو تبنيها للعنف ضد غير المؤمنين، ومن بينهم المسلمون الذين يرفضون تفسير الوهابية للإسلام. لافتاً أن داعش والقاعدة وحركة طالبان هي من أتباع عقيدة المملكة العربية السعودية وقطر الخارجية الرئيسة.

ويقول روبرت فيسك، إن رد فعل السعوديين على إعلان مؤتمر غروزني كان مدهشاً. وقد أعلن عادل الكلباني، إمام مسجد الملك خالد بن عبد العزيز بالرياض، صراحةً: "إن العالم يستعد لحرقنا".

واستمرت الأخبار السيئة بالورود. ففي بداية أيام الحج الخمسة، نشرت جريدة الأخبار اللبنانية اليومية قاعدة بيانات على شبكة الانترنت قالت إنها تخص وزارة الصحة السعودية، توضح أن أكثر من 90 ألف حاج حول العالم لقوا مصرعهم خلال زيارتهم لمكة عاصة الحج على مدار 14 عاماً.

ورغم أن السعودية أنكرت ذلك، إلا أن البيانات قد تم تصديقها في إيران الشيعية، والتي فقدت مئات المواطنين في الحج، من بينهم غضنفر ركن أبادي، عضو جهاز المخابرات والسفير السابق في لبنان. وكان المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، قد بدأ للتو هجوماً غير مسبوق على السعودية متهمهاً إياها بـ"تعمد القتل". وفي رسالته بمناسبة الحج قال: "قام القتلة قساة القلب بشحن المصابين مع القتلى في حاويات".

ورد مسؤول سعودي على اتهامات خامنئي بأنها "تدنٍ جديد".

وقاطع الإيرانيون الحج هذا العام، بعدما زعموا أنهم لم يتلقوا ضمانات كافية من السعوديين لإجراءات السلامة الأساسية الخاصة بالحجاج. ووفقاً لخامنئي، فإن حكام السعودية "أغرقوا العالم الإسلامي في الحروب الأهلية".

وعلى الرغم من المبالغة الزائدة في كلماته، كما يرى الكاتب، إلا أن الشيء الوحيد الواضح تماماً، هو أن السعوديين يلاقون عداءً شرساً من كلا الفريقين، السني والشيعي، معاً ولأول مرة تقريباً.

واعتبر الكاتب البريطاني، أن أكثر ما أغضب السعوديين في مؤتمر غروزني هو حضور الإمام الأكبر لمصر أحمد الطيب، ولاسيما أن السعودية ضحت مليارات الدولارات في الاقتصاد المصري منذ أن قام الجنرال عبد الفتاح السيسي بانقلابه العسكري المؤسف منذ ثلاث سنوات.

ولفت فيسك، إلا أنه ومن أحد القلائل الذين غطوا المؤتمر، كتبت الصحفية نارواني: "في عام 2010، كانت السعودية تجوب الحدود بسلام كقوة وسيطة تعمل مع إيران وسوريا وتركيا وقطر من أجل إيجاد حلول لأزمات الأماكن الساخنة في المنطقة. وفي عام 2016، كانت قد دفنت ملكين، وتخلت عن نهجها القياسي في السياسة الخارجية، واحتضنت الجنون التكفيري وأفرغت خزائنها".

وتم تمثيل الكويت وليبيا والأردن والسودان في غروزني، بجانب أحمد حسون المفتي الأكبر لسوريا، والذي نعلم، بالطبع، ولاءه للأسد. وما يثير الفضول هنا، أن الإمارات لم تشارك بأي دور رسمي رغم سياسة الحد من التطرف التي تعرف بها جيداً في العالم العربي.

لكن، وبحسب فيسك، توجد روابط وثيقة بين رئيس الشيشان رمضان قديروف، المستضيف الرسمي للمؤتمر، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان. وتم افتتاح المؤتمر نفسه عن طريق الرئيس بوتين، وهو ما يوضح موقفه تجاه السعودية. ورغم ذلك، لم يتوجه له أى من ممثلي السنة يطالبه بالتوقف عن قصف سوريا. ولكنهم تحدثوا عن أثر تنظيم داعش وإمكانية هزيمته.

وكان اختيار الشيشان، البلد الذي لطالما عانى من إراقة دمائه على يد روسيا والمتمردين الوهابيين المنتمين إليها، مكاناً للمؤتمر، مفارقة تثير السخرية لابد أن لا تكون قد مرت على الحاضرين.

واختتم الكاتب البريطاني روبرت فيسك مقالته في "الاندبندنت" متسائلاً: إذاً، من هم الممثلون الحقيقيون للمسلمين إذا ما تم تنحية السعودية جانباً؟ وما هو مستقبل السعودية؟ مثل هذه الأسئلة، هي من صُنع الثورات

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)