صعدة برس-متابعات -
أثار مقطع فيديو حصلت عليه الجزيرة نت الاثنين يظهر جثث 17 جنديا يمنيا أعدموا على أيدي مسلحي جماعة "أنصار الشريعة" المحسوبة على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب السبت الماضي خلال هجوم على موقع عسكري بمنطقة الحرور بين محافظتي لحج وأبين في جنوب البلاد، مخاوف من انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى والانفلات الأمني.
ويظهر الفيديو -الذي صوره أحد أقارب القتلى- الجنود وهم في صف واحد وآثار الرصاص على أجسادهم من الخلف خاصة في منطقتي الرأس والظهر.
وفي اتصال هاتفي مع أحد سكان المنطقة أكد أن الجنود تم إعدامهم بعد استسلامهم لمسلحي القاعدة، أما الجندي الذي يبدو أنه ذبح فقال إن قيام مسلحي القاعدة بهذا العمل كان بسبب مقاومته الشديدة لهم وقتله لعدد منهم قبل أن تنفذ ذخيرته ويستسلم.
وفي تعليقه على الحادث قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة باليمن نبيل البكيري إن مثل هذه الحوادث تؤكد صدق مقولة بأن القاعدة باليمن هي ظاهرة مخابراتية وسياسية أكثر من كونها ظاهرة إرهابية، لأن القاعدة جماعة أيديولوجية تقول إنها تحمل أيديولوجيات إسلامية، والشريعة الإسلامية لا تسمح بقتل الأسرى والمعتقلين أو التمثيل بجثثهم.
وأشار البكيري -في حديث للجزيرة نت- إلى أن ذلك يؤكد التحليلات القائلة إن المشهد باليمن يسير نحو فوضى عارمة تحت فزاعة الجماعات الإسلامية التي تحاول الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق استخدامها لتثبت للعالم صدق مقولات قادتها بأن اليمن سيُحكم من قبل تلك الجماعات في حال مغادرتها لمناصبها.
ونبه البكيري إلى ضرورة النظر في مطالب الثوار الداعية لتغيير القيادات المحسوبة على النظام السابق واستبدال قيادات وطنية تمتاز بالكفاءة والمهنية بها، لكون بقاء هذه القيادات في مناصبها سببا رئيسا لاستمرار العنف والفوضى في اليمن وخصوصا في المناطق الجنوبية.
يذكر أن الهجوم المسلح الذي شنه عناصر من القاعدة السبت الماضي على نقطة للجيش اليمني بمنطقة الحرور أسفر عن مقتل قرابة 23 جنديا بينهم 17 قيل إنهم أعدموا بعد استسلامهم، وأوردت بعض الأنباء سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي القاعدة وهو الأمر الذي نفته قيادات التنظيم.

وقد نفت جماعة "أنصار الشريعة" الأنباء التي تحدثت عن قيام مسلحيها بإعدام الجنود بعد استسلامهم مشيرة إلى أن الجنود قتلوا خلال المواجهات.
كما نفت الجماعة الثلاثاء الأنباء التي بثتها وسائل إعلام محلية ودولية والتي تحدثت عن مقتل العشرات من عناصر الجماعة بغارات جوية على مناطق في أبين ولحج.