من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - بين نظام القوة وقوة النظام!..

الأحد, 28-يناير-2018
صعدة برس -
*عبدالله علي صبري
الشدة والحزم وفرض النظام بالقوة، مسألة بديهية وتقليدية، ولا يمكن لأي دولة أن تستقر، وتبسط نفوذها، إذا لم يكن الأمن على رأس سلم الأولويات..
وما الحالة الأمنية المستقرة للعاصمة صنعاء إلا نتاج عمل دؤوب للأجهزة الأمنية واللجان الشعبية، التي لا تدخر جهداً إلا وتبذل أضعافه، حتى يطمئن الناس كل الناس في بيوتهم ومقار اعمالهم، وفي تنقلاتهم وتحركاتهم اليومية.

وإذا كانت ثمة أخطاء ترتكب هنا وهناك، ويشتكي منها البعض، فإنها لا تقلل من الدور الكبير الذي يضطلع به رجال الأمن، والذي لولاه لأمكن للتنظيمات الإرهابية والخلايا النائمة أن تعبث بالأمن والحياة، وعلى النحو الذي تشهده دولاً ومدناً عربية تعيش ظروفاً مشابهة لما تشهده اليمن في ظل الحرب والعدوان والحصار!
على أن هذا القول لا يعني السكوت عن الأخطاء التي ترتكب باسم الأمن، خاصة إذا كانت مقصودة, أو حتى لو كانت عن جهل بالقوانين التي تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكومين.

وما يثلج الصدر أن ثمة توجهاً لدى القيادة السياسية ومؤسسات الدولة لإعمال النظام والقانون في تسيير شؤون الدولة، بحيث يطمئن المواطن، بأننا في الطريق إلى إحلال قوة النظام ، الذي ترتاح له النفوس والعقول، وبه تقوم دولة الحق والعدالة واحترام كرامة وحقوق الإنسان.

وكما أسلفنا ، فإن ضبط الأمن من خلال الحزم والقوة قد يكون متاحاً لأي جماعة في أي زمان ومكان، بيد أن الفارق الحضاري بين الأمم يكمن في بسط النظام والقانون وبدرجة عالية من المساواة بين المواطنين، فالعدل لا يمكن أن يتحقق في ظل التمييز بين الناس وفئات المجتمع ، فالله سبحانه وتعالى يقول على نحو صريح ” يا أيها الذين ءامنوا لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدولوا.. اعدلوا هو أقرب للتقوى “، واتصالاً بالتوجيهات القرآنية يروى عنه عليه الصلاة والسلان أنه قال : والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها !!

وعليه فإن الشدة في ضبط الأمن، يجب أن يلازمها صرامة في إقامة العدل واحترام القانون والإعلاء من شأنه، وبحيث تنتصف دولة النظام للضعيف من القوي، وتتعامل مع رعاياها على أساس من المساواة وتكافؤ الفرص، بما يساعد على الاستفادة من مختلف الطاقات والكفاءات، في خدمة المجتمع، وبناء دولة حقيقية لا تزول بانهيار “العصبية” التي قامت عليها!
ولنا في تجارب الدول والمجتمعات المعاصرة عبرة، لمن أراد أن يعتبر ويستفيد من دروس النهضة التي قامت في الشرق والغرب، فيما لا يزال العالم العربي والإسلامي يغط في تخلف عميق !


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)