صعدة برس -
ناقش مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، عدد من الموضوعات السياسية والخدمية والأمنية والعسكرية والمستجدات على المستوى الاقليمي .


وفي بداية الاجتماع استمع المجلس الى تقرير وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، عن الاوضاع في جبهات مواجهة العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقتهم، وحجم ونوعية العمليات العسكرية التي نفذها رجال الجيش والأمن واللجان الشعبية والمتطوعين خلال الاسبوع المنصرم بإسناد صاروخي ومن الطائرات المسيرة وما اسفر عنها من إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة عكست نفسها على معنويات الغزاة وعملائهم وأذنابهم.

ولفت إلى ما تشهده قدرات الردع الصاروخي من تطوير مستمر بأيادي يمنية خالصة وآخرها الصاروخ البالستي الجديد بدر- f الذي تم الاعلان رسميا عنه امس الاول ويعد نسخة من صاروخ التوشكا الروسي .

وأكد وزير الدفاع ان جميع الجبهات تحت السيطرة وأن أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية والمتطوعين على استعداد دائم للتعامل مع أي أعمال عدائية ومواصلة إلحاق الهزائم بالمعتدين ومرتزقتهم وإجبارهم على الفرار وهم يجرون اذيال الْخِزْي والعار .

وبارك المجلس كافة الانتصارات والعمليات الهجومية الناجحة التي ينفذها ابطال اليمن الميامين في عموم الجبهات بإسناد رسمي وشعبي ازداد حجمه بالتزامن مع خوض الشعب اليمني غمار السنة الخامسة من العدوان الآثم.

وأكد أن الشعب اليمني اليوم بات يدرك تماما ان المعتدين والغزاة المحتلين بأعمالهم التصعيدية وتضييقهم وخنقهم له بتجويعه وعدم السماح بدخول المواد الدوائية والغذائية والمشتقات النفطية إلى موانئه اثبتوا انهم لا يؤمنون بالسلام .. موضحا في الوقت ذاته ان السلام وكان ولا زال وسيظل خيارا ومطلبا للشعب اليمني والقيادة السياسية في العاصمة صنعاء.

واعتبر الخطوات التصعيدية التي لجأ اليها العدوان مؤخرا لا تخدم الجهود الاممية المبذولة في هذا الاتجاه وبالتالي فان الشعب اليمني في هذه اللحظة كما في بداية العدوان ليس امامه من خيار سوى مواصلة المقاومة والذود عن ارضه وعرضه وكرامته .

وأشاد المجلس في اجتماعه الدوري، بالنجاح الباهر للانتخابات التي جرت السبت الماضي في 24 دائرة انتخابية شاغرة في امانة العاصمة وعدد من المحافظات، والأجواء الديمقراطية الايجابية التي سادتها.

وسجل تقديره العالي لرئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء والعاملين فيها على كافة الجهود التي بذلوها من اجل انجاز هذا الاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد وتجاوزهم لكافة التحديات والصعوبات التي واجهتهم اثناء الاعداد والتحضير والتنفيذ لعملية الاقتراع وصولا الى اعلان النتائج وأسماء المرشحين الفائزين فيها ..مهنئا بهذا الشأن جميع الفائزين في هذه الانتخابات وبعضوية البرلمان وفقا للإجراءات والخطوات الدستورية والقانونية وبحضور واسع للمؤسسات والمنظمات الرقابية .

وأدان المجلس الاجتماع المسخ الذي عقدته العناصر التي ارتمت في احضان العدوان يوم السبت المنصرم بمدينة سيؤن محافظة حضرموت بأوامر أمريكية بريطانية سعودية اماراتية ولغايات مكشوفة لجميع ابناء الشعب اليمني.

وأكد أن لا قيمة دستورية أو شرعية لهذا الاجتماع الذي تم بعناصر شاركت بصورة مباشرة في العدوان على اليمن وخانت الوطن وأصبحت اداة من أدوات المعتدي لشرعنة جرائمه بحق الشعب اليمني وتمرير مشاريعه العدائية والمنتهكة للأراضي والسيادة اليمنية ومواصلة التضييق على ابناء اليمن .

وأشاد المجلس بالشخصيات البرلمانية الوطنية التي اثرت مصالح وطنها ورفضت الإغراءات وقاومت الضغوط التي مورست عليها للمشاركة في هذا الاجتماع المسخ الذي جمع العملاء والخونة والمهرجين وبائعي وطنهم بثمن بخس .

كما أدان المجلس استخدام الرئيس الامريكي دونالد ترامب للفيتو بحق قرار الكونغرس الامريكي المؤكد على انهاء مشاركة امريكا ووقف دعمها لتحالف العدوان السعودي الأماراتي على اليمن.

واعتبر هذا العمل دليل جديد يعزز من قناعات الشعب اليمني ان الادارة الامريكية هى الطرف الرئيسي في العدوان والحصار والحرب الاقتصادية القائمة الخانقة لأغلبية المواطنين اليمنيين.. محملا الرئيس الامريكي المسؤولية المباشرة عن الجرائم التي يرتكبها التحالف الاعرابي وانتهاكاته الجسيمة للقانون الانساني الدولي.

وثمن المجلس قرار الكونغرس الامريكي الذي يخدم السلام في اليمن والمنطقة عموما .. وطالبه بمواصلة ممارسة الضغوط على الرئيس ترامب وإدارته المتصهينة التي لا تأبه بالمأساة الانسانية التي صنعها العدوان وكل همها هو إبرام صفقات السلاح والحصول على المال دونما أدنى مراعاة للآثار الكبيرة التي يخلفها هذا السلوك المشين على الانسان في اليمن وغيره من دول المنطقة.

وندد المجلس بقرار الادارة الامريكية بشأن ادخال الحرس الثوري الايراني الى قائمة الارهاب الامريكية .. واستنكر هذا التصرف الذي اصبح ديدان الإدارات الامريكية المتعاقبة بحق كل من يخالف سياستها او يدافع عن كرامته في وجه النظام الدولي الذي يزداد تغولا في ظل هيمنة القطب الواحد.

وأكد تضامنه مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية وحقها المشروع في امتلاك كافة اسباب القوة والمنعة .

وبارك المجلس للشعبين السوداني والجزائري ثورتهما في وجه الطغيان والتسلط .. معربا عن امله في تحقيق الثورتين لغاياتها الوطنية والأخلاقية والإنسانية ، وعدم الانحراف بمسارهما او تحولهما الى وسيلة للهدم وتنفيذ مخططات الخارج الذي لا يريد لأي من الشعوب العربية الخير او الاستقرار .

وطالب المجلس الشعب السوداني وثورته المجيدة ضد البشير ونظامه الدكتاتوري الذي زُج بجزء من ابنائهم للقتال في اليمن الى سحب جنودهم .

واعتبر مواصلة تواجدهم في اليمن في ظل الثورة الشعبية رسالة بينه على ان نظام الدكتاتور البشير لا زال هو الحاكم وان تغيرت الأسماء والشخوص.. مشددا على أن لا مصلحة استراتيجية للسودان الشقيق في العداء مع الشعب اليمني الذي تربطه علاقات تاريخية وأخوية حميمة مع الشعب السوداني الشقيق.

واستمع المجلس الى تقرير نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد حول متطلبات محافظة حجة والنازحين فيها جراء تصعيد العدوان واستهدافه للعديد من المناطق في الساحل الغربي ومنها بني حسن وحرض وميدي .

كما استمع المجلس إلى خلاصة التقرير النهائي لعمل اللجنة العليا لمواجهة جائحة الكوليرا والإجراءات التي اتخذت للحد من انتشار الوباء وذلك على المستويين المركزي والمحلي .

وأحاط نائب ريس الوزراء محمود الجنيد ووزيرا الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل والمياه والبيئة المهندس نبيل الوزير، المجلس بنوعية وحجم الجهود الوطنية التي بذلت من قبل الوزارات المعنية وذات العلاقة والسلطة المحلية في امانة العاصمة والمحافظات الموبوءة لمكافحة الوباء ومعالجة اسبابه الرئيسة.

وأكدوا ان الدراسة الميدانية اثبتت أن أسباب انتشار المرض منها ٤٥٪‏ بسبب المياه و ٤٥٪‏ بسبب الاكل و ١٠ ٪‏ بسبب العدوى .. وأوضحوا ان هذا التشخيص ساعد في اتخاذ مجموعة من الاجراءات التي ساهمت بشكل كبير في انحسار المرض وتراجع عدد المصابين من (١٢٠٠) حالة يوميا الى اقل من (٦٠٠) حالة إصابة .

وبينوا ان التركيز على نظافة المطاعم وإغلاق من ثبت انها مصدر لانتشار المرض بعدم تقيدها بشروط النظافة وكذا منع دخول الخضروات الملوثه ساهم بشكل كبير في هذا الانحسار .

وثمن المجلس هذا الجهد الوطني الاستثنائي والمهام التكاملية التي انجزتها كل من وزارات الصحة العامة والسكان والمياه والبيئة والزراعة والري والإعلام والأوقاف والإرشاد وأمين العاصمة ومحافظي المحافظات المستهدفة في مواجهة هذه الجائحة الجديدة لهذا الوباء المميت والدور الداعم الذي تقوم به منظمات اليونيسف والصحة العالمية وأطباء بلا حدود وصندوق الامم المتحدة للسكان لهذه الجهود.

وحث الجميع على مواصلة مهامهم الجماعية والتكاملية لمواجهة الوباء ومحاصرته ومنع انتشاره مع التركيز على التوعية المستمرة بسبل الوقاية منه كواحد من العوامل المهمة لتحقيق هذه الغاية.

واستمع المجلس الى تقرير وزير النفط والمعادن احمد دارس، عن الاختناقات التي تشهدها السوق المحلي من المشتقات النفطية وما تقوم به الوزارة للحد منها والنهج المتبع لإدارة الكميات المتاحة والمخزنة ومواجهة السوق السوداء وحماية المستهلك من مخاطر المشتقات المفتقدة للمواصفات وأضرارها على الصحة والبيئة.

وبين ان استمرار منع العدوان السعودي الاماراتي لدخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية البالغ عددها عشر سفن إلى الموانئ اليمنية، هو السبب المباشر لهذه الاختناقات.. مستعرضا الاثار والتداعيات الكبيرة المترتبة عن استمرار احتجاز البواخر على مختلف الجوانب الانسانية والخدمية والمعيشية المرتبطة مباشرة بالحياة اليومية لأغلبية الشعب اليمني وعلى اسعار المشتقات النفطية محليا .

وأدان المجلس هذا الفعل المجرم الذي تقوم به السعودية والإمارات في سياق خطواتها المدعومة أمريكيا وبريطانيا لتضييق الخناق على الشعب اليمني.

وطالب الامم المتحدة الى الاضطلاع بواجباتها في مواجهة هذا العبث والاستهتار بحياة نحو خمسة وعشرين مليون شخص والذي يعد جريمة حرب وفقا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

وأكد المجلس دعمه للإجراءات التي تتخذها وزارة النفط للحد من الاختناقات القائمة وترشيد عملية التوزيع للكميات المتوفرة .

واطلع المجلس على الترتيبات الجارية لإحياء الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الرئيس المجاهد صالح علي الصماد ، الذي ارتقت روحه وأرواح مرافقيه الى بارئها اثر الاستهداف الاثم لطائرات العدوان لسيارته اثناء نزوله الميداني الى مدينة الحديدة.

وأكد المجلس على اهمية إيلاء هذه المناسبة الاهتمام الكبير والعناية اللازمة من قبل الجميع بما يليق ودور الشهيد الصماد ومكانته الوطنية وتضحياته الكبيرة من اجل وطنه والدفاع عنه ومراعاة مصالحه الوطنية العليا.. لافتا إلى أن احياء هذه الذكرى المؤلمة تأتي لتخليد القامة الوطنية الصماد الذي سجل خلال قيادته للبلاد على قصر فترتها حضوره الوطني المؤثر ومواقفه المشرفة وحقق انجازات مهمة لفائدة الشعب اليمني.