من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - انــــــقسامٌ تكــــــتيكي!..

الإثنين, 22-أبريل-2019
صعدة برس -
*عبدالله علي صبري
وقد دلفنا العامَ الخامسَ من الحرب العدوانية على بلادنا، ثمة ظاهرةٌ سياسيةٌ اجتماعيةٌ لعلَّها غيرُ جديدة، لكنها بدت لافتةً أكثرَ من أي وقت مضى. وقد تبدو صحيةً في ظاهرها، إلا أن التجربةَ التأريخيةَ تؤكدُ أنها على العكس من ذلك..

انقسمت الأحزابُ السياسيةُ التقليديةُ على نفسِها في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي، فاتخذت موقفاً مخاتلاً، وذهب كُــــلُّ فريق إلى ادّعاء أنه يمثِّلُ الحزبَ السياسي سواءٌ أكانت قياداتُه قد التحقت بركب الخيانة في الرياض، أو أن بعضاً منها التزم الثباتَ في صنعاء، واختار خطَّ الصمود والمواجهة في موقف تأريخي لن ينساه لهم الوطن والشعب.

بيد أن ذلك لا يمنعُ القول إن هذه الأحزاب التي أعلنت مؤخّراً عن تحالف داعم لما يسمى بالشرعية، هي نفسها التي وقعت على اتّفاق السلم والشراكة مع جماعة أنصار الله وتظهر اليوم مصطفةً إلى جانب الوطن في مواجهة العدوان، لكن بواجهات أخرى!!.

حزبُ الإصلاح فقط هو الذي لم يلحقه الانقسامُ التنظيمي حتى الآن، ولكنه اختار خطَّ الخيانة للأسف الشديد ومنذ الساعات الأولى للحرب العدوانية على بلادنا.

مع ذلك فإن هذا الانقسامَ قد يحسبُه البعضُ من باب الذكاء السياسي، وقد يندرجُ في إطار “التكتيك” وتبادل الأدوار؛ تحسباً لنتائج ما بعد الحرب. وما يؤسف له أن هذا الأسلوب من التفكير والمواقف يظهر في مواقف مشايخ القبائل التقليديين، فقد تجد الشيخُ الأبُ مثلاً مصطفاً مع القوى الوطنية، بينما نجله في المقلب الآخر، وقد ظهر هذا الانقسام في بعض الأسر التي قد تجد فيها الأخ الأكبر ملتحقاً بالعدوان ومرتزقته، بينما الأصغر في الموقف المضاد.

بل إن البعضَ من نُخبة الحراك الجنوبي وصلت مواقفهم حدَّ الانفصام، فترى منهم مَن يتصدى لعدوان الشريك الوطني حَدَّ زعمهم، بينما يرحِّبُ بالمحتل الأجنبي، حسب توصيفنا.

ولا شك أن الاختلافَ في وجهات النظر والقبول بالرأي والرأي الآخر مطلوبٌ ومقبولٌ في المجتمعات الديمقراطية، إلا أن المسألةَ غيرُ مستساغة حين يتعرضُ الوطنُ للعدوان الخارجي، ويغدو الفرزُ السياسيّ على أساس وطني أو غير وطني، الأمر الذي يتطلبُ من المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ بصنعاء موقفاً أكثرَ صرامةً تجاه الأحزاب والمواقف “المخاتلة” أينما ظهرت.

وإلى أن يمُنَّ اللهُ على اليمن بالسلام وبالحلِّ السياسي العادل وبمصالحة وطنية شاملة، يبقى “الانقسام التكتيكي” على رأس العوامل التي ساعدت حتى الآن على إطالة أمد الحرب والحصار، وخلقت فئةً انتهازيةً تلعَبُ على كُــــلِّ الحِبال!!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)