صعدة برس-وكالات - قالت صحيفة "هاآرتس" العبرية إنه "على الرغم من العقوبات الأمريكية ضد إيران، فإن إسرائيل تعرف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يرغب في إجراء مفاوضات مع طهران".
وأضافت: "الرئيس الأمريكي أعاد لصدارة المشهد السياسي أمرًا كان قد اختفى في الأشهر الأخيرة؛ ألا وهو المفاوضات مع إيران، وذلك بعد إطلاق الأخيرة سراح عالم أمريكي كان محتجزًا لديها منذ 3سنوات، وفي المقابل، أطلقت الولايات المتحدة سراح مواطن إيراني تم اتهامه بانتهاك العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية".
وذكرت أنه "بعد تصريحاته المستمرة ضد طهران والتي تميزت بالهجوم والعداء، تغير موقف الرئيس الأمريكي الذي شكر الإيرانيين قبل أيام على إطلاق سراح العالم المحتجز وأكد (إمكانية عقد صفقة معها)".
واعتبرت أن "هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها الرئيس الأمريكي منذ فترة طويلة بيانًا إيجابيًا حول إمكانية إجراء مفاوضات مع الإيرانيين، فيما يخص البرنامج النووي".
ورأت أن "المثير للدهشة أن تغير موقف ترامب، يأتي في وقت أعلن فيه الأخير تفكيره في نشر ما يصل إلى 14000 جندي أمريكي في الشرق الأوسط لمواجهة الإيرانيين"، مضيفة "لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي إزاء الشرق الأوسط مربكة وغير مستقرة ولا يمكن التنبؤ بها، حيث تنتقل بسرعة من التهديد بالمواجهة العسكرية مع طهران إلى طلب إجراء مفاوضات معها؛ هذه التغييرات المستمرة تخلق تحديا مستمرا لحكومات الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل ، حيث تحاول فهم الاتجاه الذي تتجه إليه الإدارة الأمريكية".
وقالت: "يبدو أن صعوبة توقع تحركات البيت الأبيض تزداد بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، في وقت لم تجر فيه اتصالات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وترامب لفترة طويلة، وهو الأمر الذي رأى فيه محللون إسرائيليون تأكيدا على خيبة أمل ترامب من فشل نتنياهو الثاني على التوالي في الفوز بالانتخابات".
وواصلت: "إسرائيل لا زالت قلقة من مغازلة الرئيس الأمريكي لإيران، حيث يتركز خوف المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية في أن يؤدي عقد اجتماع بين ترامب ونظيره الإيراني روحاني إلى تقليل الضغط على طهران".
وأوضحت: "يأتي الأمر وسط غضب أمريكي من الغارات الجوية الإسرائيلية في العراق والتي استهدفت معظمها ميليشيات وقوافل تدعمها إيران، حيث تخشى واشنطن أن تؤدي هذه الهجمات إلى أعمال انتقامية ضد القوات الأمريكية المتمركزة في العراق".
وأشارت إلى أنه "رغم تهديد نتنياهو بشن ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران، يبدو أن هذا التهديد لن ينفذ في الوقت الحالي، في وقت يعرف فيه رئيس الوزراء أنه سيواجه اعتراضات من الولايات المتحدة، في المقابل هدد مسؤولو طهران مؤخرا بتدمير تل أبيب، ردا على تصريحات وزير الدفاع نفتالي بينيت، الذي طالب بإخراج القوات الإيرانية من سوريا".
الشبكة العربية |