صعدة برس -
نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية اليوم الاثنين تقريراً عن ارسال الرئيس الاميركي باراك اوباما كبير مستشاريه لشؤون مكافحة الارهاب الى العاصمة اليمنية صنعاء للاجتماع بكبار المسؤولين اليمنيين وذلك في اعقاب الكشف عن مؤامرة اعدها تنظيم "القاعدة في شبه جزيرة العرب" لتفجير طائرة ركاب اميركية. كما يقول التقرير ان قوات اميركية شاركت القوات اليمنية في شن هجمات على عناصر "القاعدة". وفي ما يأتي نص التقرير الذي شارك في كتابته من صنعاء ايونا كريغ ومن واشنطن مايكل ايفانز:

"بدأ هجوم لم يسبق له مثيل شاركت فيه قوات يمنية بمساندة قوات اميركية ضد القاعدة في شبه جزيرة العرب في اعقاب استخبارات قدمها في الآونة الاخيرة عميل بريطاني ضد هذه المنظمة الارهابية.

وارسل الرئيس اوباما مستشاره الرئيسي لشؤون مكافحة الارهاب الى العاصمة اليمنية صنعاء امس بينما قامت قوات قبعات خضراء اميركية خاصة وقات استطلاع من الجيش الاميركي بالمساعدة في تنسيق هجمات جوية وبرية للقوات اليمنية.

ويأتي الهجوم في اعقاب ضربات تلقاها التنظيم الذي اقام، بمساعدة حلفائه الاصوليين، قطاعات حكم ذاتي في البلاد.

وكان جون برينان رئيس مكافحة الارهاب الاميركي من قبل على اتصال هاتفي منتظم بالرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تسلم منصبه في شباط (فبراير).

وكان فهد القصع، مدير العمليات الخارجية لـ "القاعدة في شبه جزيرة العرب" وقيادي آخر قد قتلا قبل اسبوع في هجوم لطائرة اميركية من دون طيار في اعقاب معلومات استخبارات قدمها عميل سري تغلغل في التنظيم. وهو الآن تحت الحماية في المملكة العربية السعودية بعد احباط مؤامرة القنبلة في ملابس داخلية لنسف طائرة ركاب اميركية.

ولا بد ان يكون العميل المزدوج – الذي تطوع ان يكون مفجراً انتحارياً كي يجلب القنبلة للخارج – قد اعطى ثروة من معلومات الاستخبارات عن "القاعدة في شبه جزيرة العرب". وقد استفاد الهجوم الاخير من تلك المعلومات. وتركزت الهجمات على المتشددين في بلدات في محافظة ابين الجنوبية التي يسيطر عليها تنظيم "القاعدة في شبه جزيرة العرب".

وحذرت منشورات اسقطت على ابين في عطلة نهاية الاسبوع السكان من هجمات وشيكة وطلبت مساندتهم في مكافحة المتشددين الاسلاميين.

وطوقت القوات الحكومية مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين في محاولة لاسترداد المدينة الخاضعة لتنظيم متفرع عن "القاعدة" يدعى "انصار الشريعة" منذ اكثر من سنة.

وكانت ثلاث سفن حربية من البحرية الاميركية قبالة الساحل اليمني في خليج عدن، بما فيها سفينة هجوم تقل 000،2 من جنود المارينز من وحدة البحرية الطليعية 24، والسفينة "يو اس اس نيويورك" في مهمتها الاولى في ما وراء البحار. غير ان ناطقاً باسم القيادة المركزية الاميركية قال ان هذه السفن لم تشارك في الضربات، بالرغم من تقارير محلية ذكرت ان صواريخ قد اطلقت من البحر.

وارسِلت القوات الاميركية الى اليمن لاعادة تشغيل برنامج تدريب مع القوات اليمنية علق السنة الماضية. وعلم ان هناك ما بين 100 و150 جندياً يشاركون في البرنامج. وبالاضافة الى الهجمات على مدينتي زنجبار وجعار قتلت ضربتان 11 شخصاً مشتبه بانهم اعضاء في "القاعدة" في محافظة مأرب. وقال مسؤول يمني ان مقاتلين صوماليين، ومصريين وسعوديين كانوا بين القتلى.

وقتلت الطائرات الاميركية من دون طيار قياديين لـ"القاعدة" في اليمن، كان آخرهم في 6 ايار (مايو) القوصو المشتبه في تورطه في تفجير قنبلة في السفينة الحربية الاميركية "يو اس اس كول" والذي ادى الى قتل 17 بحاراً اميركياً في العام 2000. وضرب القوصو بينما كان يخرج من سيارته. وكان العميل السري قد عرف عليه بصفته المخطط الرئيسي وراء مؤامرة نسف طائرة ركاب اميركية.

وكان انور العولقي، وهو مواطن اميركي مسؤول عن تنظيم الضابط الاميركي برتبة ميجور الذي ارتكب عملية قتل عدد من العسكريين في قاعدة هود بولاية تكساس قد قتل في هجوم شنته طائرة اميركية من دون طيار في ايلول (سبتمبر) الماضي. لكن قياديين بارزين آخرين من بينهم ناصر الوحيشي، وهو قيادي في تنظيم "القاعدة في شبه جزيرة العرب" وسكرتير سابق لاسامة بن لادن، ما زالوا طلقاء.

وتعهد الرئيس اليمني مراراً بالقتال ضد ا"القاعدة"، محذراً في اول خطاب عام له الاسبوع الماضي بان "المعركة الحقيقية ضد تنظيم القاعدة الارهابي لم تبدأ بعد".

وفي السنة الماضية سعت "القاعدة للاستفادة من الفوضى المحيطة بالجهود لتنحية الرئيس في ذلك الحين (علي عبد الله) صالح. وتحت اسم "انصار الشريعة" سيطر المقاتلون الاسلاميون على عدة بلدات في ابين وبدأوا تقديم الطعام، والكهرباء وتطبيق الشريعة.



*القدس العربي