صعدة برس -
يوما بعد يوم يثبت حزب الاصلاح بأن "شعرة الود" التي يتظاهر بها للرئيس هادي وللتسوية السياسية بشكل عام رفيعة بالقدر الذي يجعلها عرضة للانقطاع في أي وقت وحين ، وبأنهم لا يرون حرجا في قلب الطاولة عليه متى ما استدعت الظروف والمصالح ، وذلك هو ديدن التنظيم الذي يصنف في قائمة" الاسلامي المتشدد " ، والذي يؤمن عميقا بنظريات الوسيلة والغاية المكيافيلية.
لقد بدأ اعلام الاصلاح بالترويج الى كون "هادي " يمارس ضغوطا على أطراف اقليمية لاستبدال باسندوه .. بعد ان حقق الاخير نجاحات نوعية واحرز تقدما مكوكيا في سير عمل الحكومة اليمنية .. وهذا يحمل انتقادا خبيثا ومبطنا للرئيس هادي بأن الضغوط التي قالوا هم انه يتبناها لاستبدال باسندوه جاءت لتضع حدا للنجاحات ..وتكبح جماح التطلعات والآمال ..الذي يقف امامها هادي محبطا لها ..ربما حسدا او لامسئولية.!..


ياتي هذا التصعيد في الخطاب الاعلامي لحزب الاصلاح اليوم وبعد شهور من الانتقادات الموجهة الى رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة من مختلف الاوساط الشعبية والسياسية اليمنية ، و بعد فشل متوالي في قدرته على الاضطلاع بمسئولياته الوطنية الكبيرة والهامة التي بموجب القسم بتحملها تقلد منصب رئاسة الحكومة ، و ما كان لها ان ترى النور وما كان للاستاذ باسندوه ان يختال على رأس طاولتها ويحاط بكل هذه الهالة من التركيز السياسي والاعلامي لولا حالة الوفاق التي ارتأتها القيادة السياسية الحكيمة السابقة بقبولها بالحل التوافقي الذي يفضي الى وقف نزيف الوطن وبراء جروحه من خلال المشاركة الوطنية الواسعة التي تضمنتها مبادرة الخليج الموقع عليها في الرياض.

في حالة الرئيس هادي اليوم سيؤكد الشعب دفاعه عن خياراته التي بموجبها ارتضى هادي رئيسا واوكل اليه الامانة .. ماذا عن حالة توافقية بعيدة عن الخيار الشعبي افرزت "باسندوه" ورفاقه؟!


لا يزال وصف الرئيس السابق "صالح "هو عنوان المشهد الذي من خلاله ان نستشف شخصية "باسندوه" الرجل الطيب والوطني الهادئ المهضوم ، لكننا سنبصم بالعشر ان كان يملك القرار ، مشاهد كثيرة أوضحت للعامة والخاصة مدى التخبط الذهني و ارتباك النهج الذي ميزت باسندوه كحالة خاصة لرئاسة الحكومة لم تسبق ولن تتكرر في الحكومات المنصرمة والقادمة.

فالرجل الذي تشعر في كل ظهور وخطاب بأنه يعاني كثيرا لحبس دموعه التي لاتحتاج لمشهد دراماتيكي لتذرف .. يعاني ايضا من ضغوط اشد وراء الكواليس لا تلبث ان تذكره بأنه ما كان له ان يكون ..لولا ان ارادوا هم ذلك ، هذا يفسر الى حد بعيد تلك الخطابات الجاهزة التي تلاها في اكثر من مشهد وكادت ان تنسف اتفاقية التسوية ، والوثائق التي تسربت مؤكدة ان باسندوه بحاجة الى التضامن الشعبي الواسع للخروج من عباءة الشيخ ولجنته.


لقد اصبح من ضروريات الحوار الوطني اليوم هو التمهيد له لضمان تحقيقه نجاحات ملموسة من خلال تلافي حالة الاضطراب المخيم على حكومة الوفاق .. والكل يعرف حيثياته واسبابه .واحتياجه الى رجال يتحملون مسئولياتهم دون اعتبارات او ضغوط .. نتحدث هنا عن حكومة وفاق مصابة بالشلل . بدلا من كيل التهم للرئيس ..في اطار مشروع اعلامي تصعيدي يتزامن والجهود المبذولة لتجسيد الحوار الوطني.