صعدة برس -
اشاد السفير التركي في اليمن بقرار تشكيل اللجنة الفنية للحوار الوطني الذي اصدره الرئيس عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية – امس السبت والذي نص على إنشاء اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتحديد مهامها واختصاصاتها، واعتبر سفير تركيا صدور القرار وتشكيل اللجنة خطوة مهمة في سبيل الوصول إلى الحوار الوطني الشامل لكل الأطراف السياسية الفاعلة في اليمن.
مشيرا الى انهم حرصوا على متابعة تشكيل اللجنة الفنية المكونة من 25 شخص، قائلا : (ورأينا أنها تمت بشفافية).

وفي مؤتمر صحافي له اليوم بصنعاء شدد السفير فضلي شومان على دور جميع الأطراف السياسية في البلاد على التهيئة للحوار الوطني سواء ممن شملتهم قائمة الـ25 شخص ضمن قائمة اللجنة الفنية أو لم تشملهم ، داعيا اياهم الى تغليب مصلحة الوطن على باقي المصالح

ودعا وسائل الإعلام المختلفة إلى المساهمة الفاعلة في خلق بيئة جاذبة للوفاق والوئام بين جميع أطراف العملية الانتقالية في اليمن وبما يمهد ويهيئ لعملية الحوار الوطني المرتقب خلال الفترة القادمة ، وأكد شورمان على أهمية تركيز الإعلام على الايجابيات التي تخلق بيئة جاذبة للحوار الوطني، مشيرا انه لا يعني ذلك تجاهل السلبيات وإنما تناولها بعيدا عن المكايدات أو التضخيم والتهويل ، وأضاف : لقد اعتدنا من الإعلام إبراز كل ما يتصل بالإثارة ويجذب الانتباه ولو كان ذلك على حساب الحقيقة .


لافتا إلى إن هذا النوع من الإعلام يترك تداعيات سلبية خطيرة على أي بلد أرضاً وإنساناً ، وهذه التداعيات قد لا يحس بها أحد إلا بعد السقوط في منحدر الصراعات والنزاعات ، واستدرك حديثه بمثل مفاده: عندما تنمو مئات الأشجار في الغابات لا أحد يسمع صوتها فيما لو سقطت شجرة واحدة فالكل سيسمع صدى سقوطها"

السفير التركي بصنعاء فضلي شورمان لم ينس أن يؤكد مجددا دعم بلاده الكامل لليمن واستقراره، خاصة خلال المرحلة الانتقالية، والخطوات الإيجابية التي تمت خلال الفترة الماضية في عملية نقل السلطة، الهادفة إلى استقرار اليمن.

وقال " إن لتركيا دور فاعل في عملية الانتقال باليمن، كونها عضو في اللجنة الدولية لمراقبة تحقيق الاتفاق المتمثل في المبادرة الخليجية ، وتواصلها مع مختلف التكوينات في اليمن، بما فيها لجنة التواصل.



ويرى أن التهيئة للحوار يمثل نصف النجاح للحوار الوطني الشامل، وعلى اليمنيين من خلال إعلان هذه اللجنة الفنية للحوار الوطني أن يخطوا بثبات نحو إنهاء العملية الانتقالية بنجاح .


وأشار السفير التركي بصنعاء إلى أن مناقشة تفاصيل الحوار الوطني الآن ليست مهمة رئيسية ، كونها خطوة سابقة لعمل اللجنة الفنية التي ستعمل على التهيئة الكاملة لهذا الحوار .. منوهاً بدور جميع الأطراف السياسية في اليمن في تنفيذ الخطوات المنوطة بهم لنجاح المرحلة الانتقالية التي تبشر بخير ومستقبل زاهر لليمن.

وذكر السفير التركي بصنعاء أن نائب رئيس وزراء بلاده سيزور اليمن في سبتمبر المقبل، ومعه وزير الخارجية للالتقاء بالمسئولين في حكومة الوفاق الوطني ، ورجال المال والأعمال للتباحث معهم حول التعاون الثنائي بين البلدين وإمكانية الشراكة الاقتصادية بينهما في مختلف المجالات.


وبما أن العلاقات اليمنية والتركية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ رافعة أساسية لتعميق أواصر التقارب بين اليمنيين والأتراك، إضافة إلى كثير من الأبعاد الإستراتيجية والتاريخية والدينية المشتركة.

فإن ذلك يعطي مؤشراً قوياً على قدرة البلدين في إحداث نقلة نوعية جديدة في العلاقات الثنائية بينهما, تخلق شراكة حقيقية في الاقتصاد والتجارة، وتعطي البعد السياسي عمقاً فاعلاً ومؤثراً في العلاقات الدولية, كما يخدم القضايا العالمية و العربية والإسلامية على حد سواء.

ومن هذا المنطلق فإن وكالة التنسيق و التعاون الدولية التركية التابعة لرئاسة الوزراء التركية وعت جيدا هذا العمق في العلاقات اليمنية التركية الأمر الذي دفعها إلى فتح مكتب التنسيق للوكالة في صنعاء يتم من خلاله تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين .

وقد نال أ.د فاروق بوزكوز ثقة القيادة السياسية في تركيا بتعيينه مديرا لمكتب وكالة التنمية التركية بصنعاء "التيكا" .

وفي المؤتمر الصحفي تحدث بوزكوز عن أنشطة الوكالة التي تبذلها في مجال التعاون التنموي بين البلدين وبما يسهم في تعزيز الجهود العالمية التي تهدف إلى التنمية المستدامة و القضاء على الفقر لمستقبل أفضل للجميع .

وقال : في سياق التعاون بين البلدين تم تأسيس ثلاثة مراكز لغسيل الكلى في ثلاث محافظات يمنية. و إرسال ما يزيد عن 400 مريض لمعالجتهم في المستشفيات التركية إضافة إلى 150 مريضا تجري حاليا إكمال إجراءات سفرهم إلى تركيا، كما تم تدريب خمسين من الأطباء اليمنيين من مختلف التخصصات الطبية و العمليات الجراحية لمدة خمسة أشهر .



مضيفاً : أن الوكالة قامت بتجهيز وتأثيث المعهد اليمني التركي الحرفي بالأجهزة و الأدوات و الآلات الحرفية و المهنية مشيرا أنه من المقرر افتتاحه رسميا في بداية الفصل القادم مدعوما بكوادر أكاديمية تركية.

كما تبنى وكالة " تيكا" فتح قسم اللغة التركية في كلية اللغات بجامعة صنعاء وقال مدير مكتبها بصنعاء – وهو من اشرف على تأسيسه وعمل فيه رئيساً له لمدة خمس سنوات - قال: أن أول دفعة تخرجت منه كان عددهم ثمانية حيث تم ابتعاثهم إلى تركيا لمواصلة الماجستير ، وأوضح أنه تم هذا العام استئناف القبول بعد أن توقف العام المنصرم بسبب الأحداث.
وإجمالا أكد الدكتور فاروق بوزكوز أن عمل "تيكا" في اليمن يشمل المجالات الرئيسية للتعاون في الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي والطاقة وقطاعات الإنتاج والإعلام والصحافة وخدمات البنى التحتية والتدريب المهني وتنمية القدرات المؤسسية وتقديم المساعدات الإنسانية.

مشيرا أن بلاده تعتقد أن التنمية المستدامة العالمية ترتبط مباشرة بالسلام والأمن العالمي، وتؤمن ان دعم الدول الأقل نموا هو مسؤولية جماعية .

وتأكيدا على متانة العلاقات اليمنية التركية ختم البروفسور فاروق فوزكوز حديث للإعلاميين بقوله " ان مثل اليمن لتركيا في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " .
المؤتمرنت- محمود الحداد -