صعدة برس -
أكدت مصادر صحيفة إن الانتحاري الذي قالت السلطات إنه كان يعتزم تنفيذ عملية انتحارية في السفارة البريطانية بصنعاء، ينتمي إلى "خلية السنينة" التابعة لتنظيم القاعدة.
وكان مسؤول أمني يمني قد كشف لمراسل قناة بي.بي.سي أن هذا الانتحاري شاب في العشرينات من عمره، توجه الاثنين الماضي وهو يرتدي حزاماً ناسفاً لفته خلية تتبع "القاعدة" "حول جسده وأقنعته بتفجير نفسه في مبنى السفارة البريطانية؛ لكنه تردد وهو في طريقه إلى السفارة وقام بنزع الحزام الناسف عن جسده وألقاه في كومة نفايات قرب مستشفى الثورة، غير أنه توجه إلى مبنى السفارة خشية إن يكون مرصوداً من قبل خلية "القاعدة" وهناك سلم نفسه إلى حراس السفارة، واعترف بالمهمة الانتحارية التي كلف بها، طالباً تأمين حياته.
وقال مصدر مقرب من تنظيم القاعدة لـ "صحيفة الشارع" إن هذا الانتحاري تطوع قبل 6 أشهر لتنفيذ عملية انتحارية، حيث ابلغ عناصر عليا في التنظيم رغبته في تنفيذ عملية انتحارية وقد تم احتضانه من قبل التنظيم، وتم تدريبه وكان من المفترض أن يقوم بعملية التفجير قبل شهر رمضان بأسبوع، غير أنه طلب التأجيل حتى شهر رمضان كي يكون صائماً خلال تنفيذ العملية.
وطبقاً للمصدر فقد تم تجهيز الانتحاري بالحزام الناسف قبل شهر رمضان من قبل إبراهيم العسيري خبير المتفجرات السعودي ونتيجة التأجيل تم فصل البطاريات التي تعمل على إحداث التفجير وتم تدريب الانتحاري على تركيبها وفصلها.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الانتحاري من "خلية السنينة"، وقد تم تجهيزه في منزل يقع في منطقة "مذبح" بالعاصمة صنعاء، وانطلق مع زميل له على متن دراجته النارية حتى وصل "باب اليمن" فطلب من زميله أن يتركه هناك كي يتجه بمفرده إلى السفارة البريطانية التي تقع قرب "فندق موفمبيك".
وأضاف:"وبحكم أن الطريق إلى السفارة يمر من جوار مستشفى الثورة، قرر الانتحاري التخلص من الحزام الناسف في كومة نفايات كانت موجودة قرب المستشفى، وعرفنا ذلك لأن زميله الذي كان يقود الدراجة النارية أستمر في مراقبته واخذ الحزام وعاد به ".
وأكد للصحيفة مصدر آخر مقرب من القاعدة أن "الانتحاري" أبدى رغبته في تنفيذ عملية انتحارية ، لكن القيادات العليا للتنظيم لم تثق من صدقيه رغبته في تنفيذ العملية، وكانت تشك في أن يكشف العملية في اللحظات الأخيرة، ولهذا لم تهتم له كثيراً و وكانت تراقب تصرفاته".
مصدر مقرب من السفارة البريطانية قال إن الأجهزة الأمنية لم تجد بالفعل أي حزام ناسف عند كومة القمامة التي ادعى الانتحاري انه رمى فيها الحزام الناسف.
وقال المصدر: "ربما يكون الانتحاري مختلاً عقلياً أو يعاني من حالة انفصام في الشخصية".
وكانت مصادر أمنية قالت لـ"بي.بي.سي" إن التحقيقات مكثفة تجري مع الانتحاري لكشف ملابسات العملية التي فشلت في اللحظات الأخيرة.
وأوضح مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية حين انتقلت إلى مكان القمامة الذي دل عليه الانتحاري لم تجد الحزام الناسف فيه, غير أنها أعلنت إفشال العملية كمحاولة لاستثمارها إعلامياً.
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية لم تتمكن من القبض على أي متهمين من "القاعدة" كان يفترض بالانتحاري الكشف عنها.