من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - دخلت العلاقات التركية "الإسرائيلية" في مايو 2009 في منعطف جديد غير مسبوق بالنسبة للعلاقة بين الطرفين منذ عام 1949 يوم اعترفت تركيا بـ"إسرائيل" كدولة.

الأحد, 07-أكتوبر-2012
صعدة برس -
دخلت العلاقات التركية "الإسرائيلية" في مايو 2009 في منعطف جديد غير مسبوق بالنسبة للعلاقة بين الطرفين منذ عام 1949 يوم اعترفت تركيا بـ"إسرائيل" كدولة.

فاقتحام وحدات الكوماندوز التابعة للبحرية "الإسرائيلية" سفينة مرمرة التركية التي كانت ضمن "أسطول الحرية" المتوجه إلى غزة لكسر الحصار "الإسرائيلي" عنها، ومقتل تسعة نشطاء أتراك، فجر العلاقة بين الطرفين، ودخل البلدين في مواجهة دبلوماسية طاحنة.

ولعل مشهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وهو يعترض على عدم إتاحة الفرصة له بالحديث في أحد المؤتمرات الدولية لأنه انتقد "إسرائيل" موجها خطابه لرئيسها شيمون بيريز الذي كان يجلس بجانبه، وتركه المؤتمر مغضباً، قد رفعت من رصيد أردوغان على المستوى الشخصي، ورصيد تركيا بشكل كبير في الرأي العام العربي، الذي وجد في أوردغان بطلاً لا يشق له غبار في زمن الخنوع والتوسل العربي.

غير أن مسلسل التصعيد التركي لم يتوقف عند هذا الحد، فقد وقف أوردغان في أكثر من منبر يتهدد ويتوعد "إسرائيل"، مطالباً إياها باعتذار رسمي عما حدث، وأخذت الأزمة تتصاعد لدرجة كاد فيها بعض العرب، خاصة من يحنون إلى زمن الخلافة والسلاطين، أن يعلنوه الحاكم بأمر الله، وأخذنا نسمع بدولة الخلافة تداعب أحلام الكثيرين.

إلا أن حسابات السلطان في واد، وأماني العرب المتعلقين كعهدهم بالماضي، في واد آخر، فتركيا لم تختلف في الجوهر، رغم البروباغاندا الإعلامية التي أحاطت بصاحب الهيلمان رجب طيب أوردوغان.

فما سمعناه من المسئولين الأتراك من انتقادات لـ"إسرائيل" كانت وعلى ما يبدو للاستثمار الإعلامي، تمريراً لدور مفترض تطمح إليه تركيا في المنطقة، متكئةً على عاملين أساسيين هما عداوة العرب لـ"إسرائيل"، والبعد التاريخي لتركيا بالنسبة للعرب، خاصة في ظل المد الديني في المنطقة، والذي يحن بعضه فيما يحن، إلى تركيا دولة الخلافة العثمانية.

في الحقيقة بقي ترمومتر العلاقات الدولية وهو الاقتصاد، بعيداً عن الفرقعة الإعلامية التركية تجاه "إسرائيل"، فغالباً ما يستخدم الاقتصاد كمعيار لمتانة العلاقات السياسية بين البلدان، وغالباً ما تلوح الدول بالعقوبات الاقتصادية خاصة في حالة الخلافات الحادة بينها.

وهذا ما لم يحدث في العلاقة بين تركيا و"إسرائيل"، فقد سجل حجم التبادل التجاري بين الطرفين خلال عام 2011 ارتفاعاً ملفتاً، حيث سجلت الصادرات التركية ارتفاعاً بلغ20%، في المقابل ارتفعت الصادرات "الإسرائيلية خلال نفس العام إلى 40%، وبالتالي فإن حجم الصادرات التركية إلى "إسرائيل" بلغ 2.17 مليار دولار، في مقابل واردات من "إسرائيل" بلغت 1.85 مليار دولار، أي أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين بلغ 4 مليار دولار.

والأكثر إدهاشاً من الأرقام هو ما تناقلته مصادر إعلامية تركية، حيث كشفت أن حجم التبادل التجاري بين تركيا و"إسرائيل" شهد ارتفاعا خلال عام 2011 لم يشهد له مثيل في السنوات الخمس الماضية بالرغم من الأزمة السياسية بين البلدين.

فبينما تعلن تركيا على الدوام أنها لن تعمل على تطبيع علاقتها مع "إسرائيل" ما لم تقدم اعتذاراً عن الاعتداء على أسطول الحرية الذي راح ضحيته 9 ناشطين أتراك، نرى أن أنقرة تعزز من تعاونها التجاري والاقتصادي مع "إسرائيل"!.

وفي "إسرائيل" عبرت العديد من الأوساط السياسية هناك عن ارتياحها لما وصفوه بـ "مؤشرات إيجابية على تحسن العلاقة التركية الإسرائيلية"، التي ستساعد في استعادة العلاقات لما كانت عليه ما قبل عملية اقتحام سفينة مرمرة.

وقد رصد محللون سياسيون السلوك الإيجابي التركي من خلال عدة مؤشرات اعتبروها ذات دلالة واضحة في رغبة تركيا غير المعلنة في تجاوز أزمتها مع "إسرائيل"، ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط هي:

- عدم مهاجمة "إسرائيل" بشكل واضح من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان خلال الفترة الماضية، خاصة أنه اعتاد مهاجمة "إسرائيل" في كثير من المناسبات، معتبرين ذلك من أهم هذه المؤشرات.

- نظرت الحكومة "الإسرائيلية إلى الموقف التركي الذي عارض قبل عدة أسابيع الطلب الفلسطيني بقبول فلسطين كعضو مراقب في منظمة التعاون والأمن الأوروبي، بتقدير بالغ، واعتبره "الإسرائيليون" مؤشر ثاني ومهم.

- عدم وضع قيود على التعاون الاقتصادي بين البلدين من قبل تركيا، ما أسهم في ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى معدل لم تشهده العلاقات بين الطرفين خلال الخمسة أعوام السابقة.

وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن العلاقات الدبلوماسية منقطعة بين الطرفين، نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن مصادر تركية في شهر مايو الماضي أن مبعوث رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" قد أجرى زيارة قصيرة لـ"إسرائيل" التقى خلالها رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، معتبرة أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ستتطور خلال الفترة القادمة، بعيداً عن التصعيد الإعلامي الذي يستثمره الساسة الأتراك لأهداف أخرى بعيداً عن "إسرائيل"!.

لذلك، لا يستطيع أي متابع للعلاقة بين تركيا و"إسرائيل" أن يضع العديد من علامات التعجب والاستفهام فقط، بل لابد له أن ينظر للسلوك التركي خلال الفترة السابقة على أنه سلوك انتهازي محض، يستثمر في أحلام العرب وأمانيهم، ليحقق مصالح خاصة بالدولة التركية الأتاتوركية، بعيداً عن حلم الخلافة وهيلمان السلاطين.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)