من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - قالت صحيفة الغارديان البريطانية ان معظم المنازل في مجمع «ريجاتا» الضخم المخصص لرجال الاعمال والتنفيذيين الاجانب على الساحل الغربي في مدينة طرابلس ..

الثلاثاء, 09-أكتوبر-2012
صعدة برس -
قالت صحيفة الغارديان البريطانية ان معظم المنازل في مجمع «ريجاتا» الضخم المخصص لرجال الاعمال والتنفيذيين الاجانب على الساحل الغربي في مدينة طرابلس الليبية اصبحت مهجورة، والعديد منها تم اقتحامه من قبل الميليشيات المسلحة والكثبان الرملية، ولكن لم يكن من المفترض ان تؤول الامور الى ما هي عليه الآن.

وبعد مرور عام على رحيل الدكتاتور معمر القذافي، والذي اثار موجة من التنبؤات لا حصر لها مثل تلك التي قالها وزير الدفاع البريطاني فليب هاموند ان التنفيذيين البريطانيين يحزمون امتعتهم للمشاركة في منجم الذهب «إعادة إعمار ليبيا»، الا ان مجمع ريجاتا يقف مثل مدينة الاشباح وهو مثال على وضع الاعمال التجارية هناك.

ويقول مهندس ألماني من قلائل سكان المجمع انه لا احد يعود فالوضع غير آمن، والشركات الاجنبية العاملة يرفض التنفيذيون فيها احضار عائلاتهم.

وفي شهر ابريل الماضي ألقى السفير البريطاني في ليبيا سير دومنيك اسكويس كلمة في مؤتمر بالمركز التجاري الليبي البريطاني في طرابلس تحدث فيها بقوة عن دهشته وخيبة امله بسبب بطء الشركات البريطانية في التفاعل مع الفرص التجارية.

كذلك في مايو اعلنت عملاق النفط شل عن تخليها عن آبارها ووقف عمليات الاستكشاف في ليبيا مما زاد من حدة الانفصال، وفي الوقت نفسه رفضت مجموعة «وير» لتزويد المضخات العودة الى ليبيا وكانت تعمل في مشروع بمئات الملايين لتطوير محطة طاقة في مصراتة.

كما تتعامل مجموعة الخدمات النفطية «وود» التي اعلنت مؤخرا عن تلقيها 5.8 ملايين دولار اميركي من الحكومة الليبية الجديدة لبعض الأعمال التي قامت بها في عهد النظام السابق بحذر شديد مع الموقف، فوفقا لرؤيتها تقول المجموعة ان النمط الحالي الذي يمكن على أساسه تحديد كيف ستطور ليبيا هو العراق.

غير ان المجلس الليبي البريطاني التجاري يخاطب العالم بطريقة اكثر ايجابية، ويصر المدير العام للمجلس روبين لامب على ان الشركات البريطانية تحافظ على مكانتها قائلا: البعض يسأل اين الشركات البريطانية؟ نحن لسنا متأخرين، وهناك ثلاثة أفرع ل‍‍ «نكست» وأفرع ل‍‍«بي أتش أس» و«وتوب شوب» و«ماركس أند سبنسر».

ومن بين اشارات الأمل الأخرى عودة «بي بي» التي كانت أعلنت عن صفقة للاستكشاف في ليبيا في 2007 لتنسحب خلال الربيع العربي. وقال متحدث عن الشركة: «نحن نعد لإعادة برنامج الاستكشاف الذي تركناه في بداية عام 2011 وبدأنا في توقيع العقود. ونحتاج الى وقت لإعادة بناء قدراتنا ولا نتوقع بدء اعمال الحفر قبل بداية العام المقبل».

ومن ناحية اخرى تتمتع شركة «هيرتيتج» النفطية بتصاريح عمل طويلة الأمد بعد شراء حصة 51 في المائة من مجموعة الخدمات النفطية «صحارا» في شهر أكتوبر الماضي، وتقول الشركة الاميركية ان «صحارا» تعمل، إلا انه إلى الآن لم تحقق أي عوائد. هناك عدة مناقصات وتم عقد مناقشات مع اعضاء بارزين في الحكومة والشركات الوطنية الليبية.

الا انه لا يبدو ان ايا من هذه المشروعات تشكل جزءا من الحلم بالكنز الليبي منذ 12 شهرا، إذن فلماذا تستغرق إعادة الإعمار كل هذا الوقت؟

مازال الأمن يشكل خطرا. فحوادث الانفجارات زادت من التوتر اضافة الى استمرار الصراعات القبلية في المناطق الجنوبية والهجوم على البعثات الغربية في بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية.

ويقول جوناثان تيري من شركة «مابلوكروفت» لاستشارات المخاطر: ان المسؤولين في الحكومة الليبية تحدثوا كثيرا عن ان الشركات من الدول التي ساعدت على التدخل العسكري مثل بريطانيا وفرنسا واميركا سيتم مكافأتها، ولكن الجميع في انتظار مدى الحفاظ على هذا الوعد.

وبالنسبة للكثيرين يرجع التقدم البطيء الى عدم تفهم الغربيين طريقة العمل في ليبيا. ويقول احد التنفيذيين النفطيين العرب ان المجلس الانتقالي الوطني الليبي كان شديد الحرص في عدم التحدث عن نيته اعطاء اي عقود طويلة المدى الى ان يتم انتخاب حكومة ديموقراطية، ولم يكن هناك استعجال في ابرام العقود.

ولا يوجد اي مكان في ليبيا يجسد الركود مثل سوق الاوراق المالية في طرابلس، وفي دولة متلهفة لإعادة التعمير يفترض ان يهرع اليها المتداولون ولكن عوضا عن ذلك يمضون ايامهم محدقين في حلقات برتقالية من الاصفار على لوحة كبيرة معلقة هناك.

ويقول متداولون ان الحكومة المعبأة بمسؤولين من النظام السابق ليست مهيأة لعملية التحول الى سوق حر. ويمتلئ مكتب مدير البورصة محمد صلابي بمجموعة من الملفات التي تحتوي على نماذج لقانون التنظيم قدم كمسودة من قبل المسؤولين بناء على تجارب في بورصات لندن وباريس ونيويورك، وحتى الآن لم تقم الادارة بأي خطوة لتطبيق هذه القواعد التنظيمية والتي على حد قوله ستعطي المستثمرين الثقة لشراء الاسهم، فوزير الاقتصاد لم يتفهم بعد اهمية سوق الاوراق الليبي.

الا ان هناك شركات اجنبية اخرى بدأت في الدخول، حيث منحت مؤخرا شركة «نكسنس» الفرنسية عقد كابلات كهربائية بقيمة 80 مليون جنيه استرليني، وبدأت شركة «وينترشال» الالمانية في العمل في خط انابيب نفطية رئيسي جديد. وتعلق على ذلك مريان ماجوير من شركة الاستشارات البريطانية «انتركلتشرز» بقولها ان فرنسا وايطاليا وتركيا والمانيا لديها ثقافة مختلفة لابرام الصفقات، بينما الثقافة البريطانية اكثر تحفظا.

وهناك بعض الدول اظهرت تعطشاً تجارياً اقوى في ليبيا الا انه ينتظر مدى فعالية مخططاتها.

وقام هانس مير اورت من اتحاد الاعمال الافريقي الالماني بأول زيارة له الى ليبيا خلال الحرب واحضر معه خمسة اطنان من المساعدات الطبية وطائرة ممتلئة بالتنفذيين، واوضح انهم يسعون الى ان تكون لهم الاولوية وليس من المهم الحصول على الصفقات بأسرع وقت ولكن المهم الذهاب ورؤيتها.

وبعيداً عن التحفظ البريطاني، هناك عوائق اخرى، فهناك شكوى دائمة من الشركات من الاتجاه الذي تحذوه وزارة الخارجية البريطانية بمنع السفر الى هناك الا للرحلات الضرورية، وذلك يضاعف من تكاليف التأمين ويمنع الشركات من السفر الى ليبيا.

ومازال مدير مجلس الاعمال البريطاني الليبي متفائلاً فهو يرى ان عملية اعادة الاعمار تأخرت ولكن لم تهجر، ويأمل ان تسرع الحكومة الجديدة من عملية الاصلاح كما ينصح الشركات بأن زيارة ليبيا الآن ضرورية.

وتبدو الى الآن وتيرة المبيعات جذابة، فبعد اربعين عاما من الدكتاتورية يشعر الليبيون (6 ملايين نسمة) بالتعطش الى كل شيء من الطرقات والمستشفيات والى التلفونات والازياء وفق الموضة، والدولة لا يوجد فيها سكك حديدية او خدمات نقل عام، ويتوقع مكتب التجارة والاستثمارات البريطاني ان ليبيا لاحقا ستنفق اكثر من 125 مليار جنيه استرليني في عملية الاعمار.

ويقول مدير احد افرع محلات «سيننمون» الاميركية في ليبيا - الشركة الاجنبية الوحيدة لبيع الاغذية التي فتحت فرعا لها خلال الشهور 12 الماضية، ايهاب عبدالمجيد: ان ليبيا مثل الارض العذراء اي عمل فيها سينجح ومثال ع‍لى ذلك محلات التجزئة، اذ ان كل الشباب يشترون ملابسهم من الخارج فلماذا سيسافرون الى الخارج اذا كان يمكن شراء ما يريدون في ليبيا؟

اذا امكنهم ذلك فبلا شك سيقومون به، ولكن يسأل المتشككون: الى متى سيستطيع الليبيون المهتمون بالازياء الحديثة السفر للتسوق بينما يخشى الآخرون من ان سفك الدماء لن ينتهي قبل مرور اعوام؟

ويقول احد الخبراء انه لن يحدث شيء تجاري الى ان يهدأ الوضع وقد يستغرق ذلك عدة اعوام، فالليبيون ينهون نزاعات قديمة وقد تمتد الى حروب قبلية وحرب اهلية محتملة.

المصدر: القبس الكويتية

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)