صعدة برس-متابغات -
تصاعدت الازمة العسكرية في البلاد بين رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي واللواء الركن علي محسن الاحمر الذي مازال يرفض القرارات العسكرية الخاصة بهيكلة الجيش وتوحيده، وهي القرارات التي قضت مساء 19 ديسمبر الماضي بإلغاء الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرع وتقسيم المنطقة الشمالية الغربية.

وتدريجيا تتجه الازمة العسكرية لخلق ازمة ظل مشابهة في الجانب السياسي اذ بدأت بوادر خلافات بين الرئيس هادي وتنظيم الاخوان المسلمين في اليمن ممثلا بأداته السياسية التجمع اليمني للإصلاح.

وفيما نقلت مصادر عن قيادات في الاصلاح تأكيدها عدم تخليها عن علي محسن فان مصدرا عسكريا رفيعا اتهم الاصلاح امس بالعمل في دفع اللواء الاحمر لرفض قرارات الرئيس هادي.

وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه ان هناك معلومات امام هادي تقول ان جماعات الاخوان تعمل مع علي محسن لرفض القرارات الخاصة بهيكلة الجيش ، وتم الاستعانة بـ"تركيا الاخوان الذين يتواصلون سرا مع الولايات المتحدة الامريكية ويفاوضونها لطلب وقوفها مع اخوان اليمن ضد الرئيس هادي لاسيما في رفض واعادة النظر في القرارات الاخيرة التي تضمنت الغاء الاولى مدرع وتقسيم المنطقة الشمالية الغربية بما يضعف من علي محسن الاحمر.

واكد المصدر ان علي محسن كان قبل صدور قرارات الهيكلة موافقا عليها ومعنوياته عالية؛ غير انه تراجع عنها لأنه شعر انها سوف تضعف من قدرته وستخرجه من المربع العسكري والسياسي لهذا شعر انه وقع في الفخ.

وقال المصدر لـ"الشارع" ان المعلومات ان تقول ان تنظيم الاخوان المسلمين طلب من علي محسن الاحمر البدء بعمل يشعر بواسطة هادي انه غير موافق على القرارات لأنه يفترض ان موقعه الجديد يفترض ان يكون الى الافضل وليس العكس.

واضاف المصدر الاخوان هم يديرون عملية رفض قرارات هادي وساندت قيادات الاخوان والاصلاح رفض علي محسن للقرارات والتزم عدد منهم له بالتعامل مع الموقف الخارجي بما يضمن عدم اتخاذ عقوبات دولية نتيجة رفض قرارات هادي او عرقلتها.

وافاد المصدر بان هذه المعلومات لدى الرئيس هادي، الذي تلقى ايضا معلومات امنية وتقول ان جماعة الاخوان كثفوا هذه الايام من لقاءاتهم في مارب وارحب وصنعاء والجوف .

وقال المصدر ان جماعة الاخوان تمكنت عبر علي محسن خلال الاشهر الماضية من تعيين قادة لعدد من الالوية والمعسكرات والوحدات العسكرية وهم ينتمون الى الاخوان ، وبعضهم شارك في القتال في أفغانستان كمجاهدين.

واضاف انه قبل اشهر تم تعيين احد هؤلاء قائدا لاحد الالوية العسكرية (الشارع تحفظت عن نشر اسم القائد واللواء) وهو ليس خريج كليه عسكرية ورتبته فخرية ، وعمره لا يزيد عن 42 عاما، وكان قبل تعيينه ضابطا عاديا برتبة رائد، وكان من الذين قاتلوا في افغانستان وعلاقته قوية بالزنداني وقريب لقائد عسكري سابق مقرب من علي محسن.

وكشف مصدر عسكري اخر ان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد لم يحضر امس اجتماع لجنة هيكلة الجيش على خلفية هذا الخلاف المتصاعد.

وعقد اجتماع لجنة هيكلة الجيش امس برئاسة اللواء الركن محمد علي القاسمي مستشار القائد الاعلى للقوات المسلحة عضو لجنة الشؤون العسكرية الذي اكد في الاجتماع ضرورة استكمال كافة المهام المتعلقة بالهيكل الجديد للقوات المسلحة واعداد كافة التفاصيل المرتبطة بالية الانتقال اليه.

وشدد القاسمي على اهمية اخراج الهيكل التنظيمي الجديد الى الواقع العملي بهدف بناء جيش وطني قوي وبما يتوأم مع حجم المهام المنوطة بالقوات المسلحة اليمنية كمؤسسة وطنية محايدة تدافع عن سيادة الوطن وعن خيارات الشعب الاستراتيجية وتوجيهاته الوطنية.

ووقف الاجتماع طبقا لوكالة سبأ امام جملة من القضايا المتعلقة باستكمال المهام والاجراءات المحددة في المادة رقم 3 من قرار رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة رقم 104 بشان تحديد التكوينات الرئيسية للقوات المسلحة مستعرضا النقاط السبع المحددة في القرار وبما يضمن انجازها واستكمال تنفيذها وفق خطة زمنية محددة وبناء على التعليمات التي ستصدر لاحقا.



وفي الاجتماع قدم رئيس فريق اعادة هيكلة القوات المسلحة العميد الركن ناصر الحربي ايضاحات حول الخطوات التي قطعها فريق اعادة الهيكلة وما تم انجازه حتى الان بمساعدة فنية من قبل الاشقاء الاردنيين والاصدقاء الامريكيين.

واعتبر مصدر سياسي تسليم القائم بأعمال السفير السعودي امس في صنعاء الرئيس هادي رسالة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز اشارة الى غضب الرياض وعدم رضاها عن هادي وكانت الشارع معلومات تفيد بان مسؤولا خليجيا كبيرا اتصل بهادي مؤخرا وابلغه اعتراض دول الخليج على القرارات التي استهدفت تقليص نفوذ علي محسن.

وقال المصدر لـ"الشارع" المعتاد بروتوكوليا تكليف السفير او وزير تسليم رسالة من الملك للرئيس وتكليف القائم بأعمال السفير بالأمر يمثل رسالة غضب سعودية وتأكيد على ان علاقة السعودية بهادي سيئة.

وامس استقبل هادي في دار الرئاسة القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في اليمن، هزاع المطيري الذي سلم هادي رسالة من الملك عبدالله تضمنت دعوته للمشاركة في اعمال مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية الثالثة التي ستعقد في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 21 – 22 يناير الجاري من اجل تدعيم العمل العربي المشترك وتدارس انجع الوسائل لمواجهة التحديات التنموية التي تواجهها امتنا العربية .

ومساء امس ظهر الرئيس هادي على شاشة الفضائية اليمنية وهو يستقبل القائم بأعمال السفير السعودي ورئيس واعضاء قيادة مجلس الشورى اليمني في دار الرئاسة، في اشارة الى تغيير الوضع السابق الذي لم تكن فيه الرئاسة مكانا امنا مقارنة بمنزله الواقع في الستين الغربي بالقرب من الفرقة الاولى مدرع.

وذكر المصدر ان هادي تلقى تقريرا يفيد ان شعار ارحل يا هادي مكتوب بخط كبير على احد جدران الفرقة الاولى مدرع في تعبير يظهر للمرة الاولى ويعكس حجم الخلاف بين الجانبين.

على صعيد اخر قال للصحيفة مصدر عسكري رفيع ان الرئيس هادي وجه بعدم عودة العميد الركن حفظ الله السدمي الى قيادة اللواء 29ميكا(العمالقة) مشيرا الى ان وزير الدفاع يعمل منذ امس على ترشيح قائد جديد للواء .

واوضح المصدر ان اللواء علي محسن اصر امس على عودة السدمي وابلغ الرئيس هادي انه قد تم حل المشكلة في اللواء مع الجنود الذين قادوا عملية التمرد، الاربعاء ، ضد السدمي وفيما لم يقدم المصدر اي تفاصيل اخرى قال كل طرف متمسك برايه.

وقال المصدر: المعلومات المؤكدة تقول ان علي محسن طلب في اتصال تلفوني بالرئيس هادي اليوم (امس) عدم التسرع في تعيين بديل عن السدمي وقال انه قد حل الاشكال وقائد اللواء سوف يتم رجوعه، فرد عليه هادي: ايش زدت خليت للرئيس يالواء علي؟! انا ارفض ذلك رفضا باتا ووزارة الدفاع هي التي ستحقق فيما جرى وسترفع الي وسترى القرار الذي يمكن اتخاذه.

واضاف هادي ان الاخير انهى الاتصال بعلي محسن بالقول: يالواء علي انا عارف بما تعمله. لا تقل اني مش عارف، خلي للدولة ورئيسها قيمة مالم فللصبر حدود وصبري نفذ مع السلامة، وارجو ان لا تنجر وراء المخططين لك.

ورجح المصدر ان يكون هادي تلقى معلومات امنية عن الاتفاق الذي عقده امس الاول علي محسن مع السدمي عبر رسول خاص، وتضمن الاتفاق ان يعمل محسن على عودة السدمي الى قيادة لواء العمالقة مقابل ضمان ولاؤه.

واشار المصدر الى ان الرئيس هادي ووزير الدفاع كانا الخميس ضد طرد السدمي ويصران على ارجاعه غير انهما غيرا موقفهما امس.

ويتلقى الرئيس هادي ضغوطا تطالبه بتوضيح لأفراد الشعب التمرد الحاصل من قبل اللواء الاحمر؛ غير ان هادي يرفض ذلك ومازال لا يريد ايصال الصراع الى نقطة اللاعودة.



على صعيد اخر، قال مصدر عسكري لـ"الشارع، ان فريقا من الخبراء العسكريين والامنيين الامريكيين والاوروبيين وصلوا مساء امس الى مطار صنعاء للمشاركة في اعادة هيكلة وزارة الداخلية اليمنية بعد ان رفض الرئيس هادي الاسبوع الماضي تقريرا رفعته اللجنة اليمنية المكلفة بهيكلة الداخلية.

واوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الخبراء الامريكيين والفرنسيين والبريطانيين والاردنيين سيشرفون على عملية هيكلة وزارة الداخلية مشيرا الى انهم متخصصون في مجال تنظيم الاجهزة الامنية.

وطبقا للمصدر فسيقدم الخبراء مقترحات هيكلة الداخلية واجهزة الشرطة بعد اسابيع من عمل لجنة الهيكلة اليمنية في هذا الجانب التي رفعت تقريرا رفضه الرئيس هادي؛ كونه تضمن ثغرات عدة واعدة اربعة محسوبون على اللواء علي محسن.

وذكرت وكالة "خبر" ان اللجان الفنية تعكف منذ اسابيع على اعادة هيكلة الاجهزة الامنية ووضع التخصصات والمهام وهناك تسميات جديدة ستشهدها بالنسبة للأجهزة الامنية خلال الفترة المقبلة.

وصباح امس عقد فريق اعادة تنظيم وهيكلة وزارة الداخلية اليمني اجتماعا برئاسة اللواء الدكتور رياض القرشي رئيس الفريق ناقش النتائج التي يستلزمها اقرار الهيكل المقترح لوزارة الداخلية مثل لائحة التوصيف الوظيفي والتعديلات القانونية وبعض المقترحات التي ينبغي اضافتها او تعديلها في نصوص الدستور فيما يخص وزارة الداخلية.

وذكرت وكالة سبأ ان فريق اعادة تنظيم وهيكلة وزارة الداخلية سيواصل اجتماعاته مع خبراء الاتحاد الاوروبي والخبراء الاردنيين طول هذا الاسبوع.