صعدة برس-متابغات -
أخيرا وصلت رياح التغيير الى السعودية، وأدرك الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، بانه اذا لم يحدث تغييرا ولو طفيفا وشكليا على بعض الاجهزة المعينة لا المنتخبة، فإنه سيواجه عاصفة لا يمكنه بعدها الصمود تجاهها.


فماذا يعني تعيين 30 إمرأة في مجلس الشورى السعودي المعين لا المنتخب؟ وهل هو بداية لتغييرات جذرية في السعودية أم انها خطوة يكون القصد منها إسكات الاصوات المطالبة بالتغيير؟ وهل ان هذه الخطوة سوف توقف تدخل الشرطة الدينية في شؤون الناس أم أن التعيين سيكون بداية لمواجهة بين الحكومة السعودية و الوهابيين الذين لا يقبلون اي تغييرفي العادات والتقاليد في الجزيرة العربية منذ سيطرة آل سعود على الحكم في الجزيرة العربية وشراكتهم مع محمد بن عبد الوهاب وفرض الافكار الوهابية المتزمتة على شعب الجزيرة العربية ورفض المذاهب الاسلامية الاخرى ومحاربتها بقوة السلاح.


الجزيرة العربية حالها حال الدول العربية الاخرى في الخليج تواجه مطالب شعبية حقة، لا يختلف حولها الا مكابر، فالجزيرة العربية تحكمها اسرة ال سعود منذ اكثر من مائة عام حكما فرديا ديكتاتوريا، لا يسمح للمواطن اختيار حكومته .


وال سعود تحكم الجزيرة العربية دون اذن او تصريح من الشعب ولم تقم اية انتخابات في بلد يدعي حكامه بانهم منفتحون على العالم وهم يقررون للشعوب الاخرى كيف يجب ان تعيش وكيف يجب ان تحكم.


الحكام السعوديون يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في البلدان العربية ويقررون هم وآل ثاني مصير الشعوب العربية، ويقدمون المال والسلاح للشعوب الاخرى من اجل الانتفاضة ضد حكامها ولكن لا يسمحون لشعوبهم بانتخابات حرة وديمقراطية لانهم يعتبرون الديمقراطية بدعة غربية تتعارض مع مباديء الاسلام الوهابي .
ان اسرة ال سعود تحكم شعب الجزيرة العربية بالقوة وقد سلطت الشرطة الدينية (المطاوعة) على أبناء الشعب باسم هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي تعارض اي تغيير في الجزيرة العربية حتى ان المطاوعة لا يسمحون للنساء بسياقة السيارات وهو حق تتمتع به كل نساء العالم .


يقوم خمسة الاف امير سعودي بالتحكم بثروات الجزيرة العربية دون ان يكون هناك محاسبة من الشعب لان الشعب يرزح تحت حكم فردي استبدادي لا يؤمن بالديمقراطية وحقوق الانسان ويبذر اموال الشعب على المؤامرات ضد الشعوب الاخرى .


فآل سعود هم ديمقراطيون ومؤيدون لحقوق الانسان فقط للشعوب الاخرى، ولكنهم لم يروا الشعب في الجزيرة العربية راشدا يستحق منحه الديمقراطية وحق الانتخاب. فاذا ارادوا ايجاد تغيير في الجزيرة العربية بضغط من الشعب ، فانهم يقومون بتعيين نساء في مجلس شورى معين وغير منتخب وهو في الواقع برلمان مشوه لا سلطة لاعضائه، بل أعضائه ادوات وبيادق بيد الملك واسرة ال سعود وليس لهذا المجلس اي صفة قانونية وهو مجلس استشاري كما يصرحون هم علانية .
ان اسرة ال سعود ترى من حقها أن تحكم الشعب في الجزيرة العربية كالشعوب المتخلفة في القرون الوسطى، بالحديد والنار وانها تتعامل من يعارض حكمها الديكتاتوري والمستبد بالقوة.


ان الجزيرة العربية مفتوحة امام الامريكان والاوروبيين والقواعد العسكرية ممنوحة للامريكان يفعلون ما يشاؤون وشركة ارامكو يديرها الامريكان منذ عشرات السنين ولا يحق للشعب في الجزيرة العربية الاعتراض على ذلك لانه ليس من اختصاص الشعب التدخل في شؤون الاسرة السعودية الحاكمة المتسلطة على رقاب الشعب .


ان رياح التغيير وصلت الى الجزيرة العربية، والسؤال الكبير هو: هل يفهم آل سعود رسالة الشعوب التي تطالب بالحرية والديمقراطية، أم انها ستكتفي بتغييرات شكلية وطفيفة لمواجهة مطالب شعب الجزيرة العربية؟