-

الأربعاء, 12-يناير-2011
فيصل الصوفي - -
يعترف تنظيم (القاعدة) بمسؤوليته عن قتل عشرات الضباط والجنود والموظفين العموميين والمواطنين العاديين ، ويتباهى بهذا النوع من “ الجهاد الإسلامي الخالص” ويتوعد بالمزيد ، ولكي يؤكد اعترافاته تلك يقدم معلومات وبيانات عن الضحايا وعن المواقع التي نفذ فيها جرائمه ، وبعد هذا يخرج علينا سلفيون يحدثوننا عن براءة (القاعدة) من هذه الجرائم ويدافعون عنها ويسمون إجراءات أجهزة الأمن في مواجهة الإرهاب باسم قتل وملاحقة المواطنين الأبرياء.

وتتزامن الأفعال البشعة لتنظيم (القاعدة) مع قيام أولئك السلفيين بترويج إشاعات عبر الصحف ومنابر أخرى مؤداها أن الولايات المتحدة الأمريكية تنتهك السيادة الوطنية وأن “ التنصير” في اليمن جار على قدم وساق وغير ذلك من الشائعات العدوانية التي يتم بها مؤازرة الإرهاب والإرهابيين .

عشرات الضباط والجنود والمواطنين العاديين يقتلون على أيدي عناصر (القاعدة)، ولم يقل أي من هؤلاء السلفيين كلمة تتعلق بإدانة هذه الجرائم أو مواساة أسر الشهداء ، بل على العكس من ذلك يدافعون عن الإرهابيين بنفي أفعال الإرهابيين الذين هم أصلاً لا ينفون مسؤوليتهم عنها فحسب بل يتباهون بها.

* لقد قلنا مراراً إن الإرهاب يولد في الرأس أولاً، بفعل النشاط السلفي الذي يمجد الإرهاب ويسميه “ جهاداً” ويغذي الرؤوس بالثقافة المحفزة على تكفير النظام والمجتمع ومن ثم مخاصمتهما ، وإيجاد مبررات “ شرعية” للقتل والتدمير.. وهذه الثقافة تلقن تلقيناً ولها مراكز دينية وجامعات ووسائل أخرى يمتلك السلفيون كثيراً منها.

إن مكافحة الإرهاب بالوسائل الأمنية والقضائية أمر فعال ويجب استخدام هذه الوسائل حيثما وجدت الدواعي .. لكن إلى جانب ذلك لا بد من استخدام الوسائل والطرق القانونية الأخرى لتجفيف منابع الإرهاب .. فالإرهابي الذي يقتل ويدمر أو يقبض عليه أو يقتل لم يخلقه الله إرهابياً.. هناك سلسلة تتكون منها العملية الإرهابية.. فهؤلاء الذين ينفذون العمليات الإرهابية هم الحلقة الأخيرة في السلسلة، وقبلها هناك السلفيون المنظرون للإرهاب والمدارس أو المراكز السلفية التي تخرجهم وهناك من يحفز ويمول ويخطط ويوجد ملاذاً آمناً للإرهابيين .

* حتى الآن تقتصر عملية مكافحة الإرهاب في بلادنا على الوسائل الأمنية.. وقد قلنا إن هذه أحدى الوسائل فقط ، وهي لا تكفي مهما كانت فعالة .. الوسائل الأمنية تؤدي إلى إحباط عملية إرهابية أو إلقاء القبض على إرهابيين أو قتلهم أثناء الهجوم أو المواجهة ..أي التركيز على المنفذين أو الحلقة الأخيرة ، وهذا وحده غير مجد.. لأن المنبع المفتوح سوف يظل منتجاً لغيرهم.. فمن الضروري مكافحة الإرهاب في الجبهات الأخرى .. أو قل كسر حلقات السلسلة كلها.. حلقة التعليم والثقافة المنتجة للإرهاب .. حلقة الموجهين.. حلقة الممولين.. حلقة المروجين للعمليات الإرهابية والمدافعين عن الإرهاب..حلقة الحماية أو توفير الملاذ الآمن .. إلخ. وبعبارة مختصرة .. إذا كان قد تبين للحكومة أن السلفية الوهابية هي الإرهاب بشحمه ولحمه فلماذا إلى الآن لم تكتشف ضرورة سد منابعه.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 11:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-1053.htm