- تساءل الكاتب الأميركي بول كروغمانعما إذا كانت النخبة السياسية ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة قد تعلمت من غزو العراق الذي تم من دون أي سبب مقنع وبسبب..

الثلاثاء, 19-مارس-2013
صعدة برس-متابعات -
تساءل الكاتب الأميركي بول كروغمانعما إذا كانت النخبة السياسية ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة قد تعلمت من غزو العراق الذي تم من دون أي سبب مقنع وبسبب تضليل إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش للأميركيين وجر البلاد إلى حرب كلفت الولايات المتحدة والعراق الكثير.

وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه من المؤكد أن لا أحد قد تعلم شيئا موضحا أن الأمر المدهش خلال الفترة التي سبقت الغزو الأميركي للعراق أنه كان يسود وهم بأن النخبة السياسية ووسائل الإعلام على إجماع بوجود أسباب قوية للغزو.

وأضاف الكاتب إن المشكلة في ذلك الوهم هي أن الوقوف مع الحرب أصبح يعني التمسك بالرأي السائد وإن أي رأي مخالف مهما كانت قوة حججه وأدلته أصبح لا يستحق الأخذ في الاعتبار.

وأكد أن ذلك ينطبق على ما يجري في الدوائر السياسية وأغلب وسائل الإعلام التي تخلت عن حيادها ووقفت في صف الحرب آنذاك.

واستشهد كروغمان بالكاتب هاوارد كيرتز من شبكة سي ان ان الذي كان يعمل بصحيفة واشنطن بوست الأميركية خلال فترة الغزو ونقل عنه شرحه للطريقة التي تمت بها عملية خلق "وهم الإجماع" لك من خلال رفض وإضعاف والتقليل من شأن التقارير الإخبارية المشككة في امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ونافية لأي علاقة له بـ"الإرهاب".

وأضاف إن عاملا آخر ترافق مع ذلك التحيز الإعلامي وهو التقديس المبالغ فيه للسلطة مشيرا إلى أن رجال السلطة فقط هم الذين كانوا يحظون بالاحترام والاهتمام.

وتابع قائلا إن تجربة الغزو الأميركي للعراق كان يجب أن تذكر وسائل الإعلام مرة أخرى بمخاطر عدم الإنصات للأصوات المشككة وعدم الفصل بين الأخبار والموقف السياسي.

وأوضح الكاتب أن وسائل الإعلام الأميركية لم تتعلم من غزو العراق ويبرز ذلك جليا فيما أسماه "الهوس بالعجز المالي" الذي هيمن على المشهد السياسي الأميركي خلال الأعوام الثلاثة الماضية حيث إن الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام بشأن العجز المالي لا تستند إلى أساس علمي ولا تأخذ بآراء الأكاديميين ومثقلة بالتحيز السياسي والأفكار المسبقة الضعيفة السند.

وأكد أن الخط الفاصل بين الأخبار والرأي في الإعلام الأميركي أصبح غير واضح فيما يتصل بالعجز المالي أكثر منه في غزو العراق رغم أن التشكيك في العجز المالي لا يجر على القائل به مشاكل أو ضغوطا أكثر مما يجرها التشكيك في دوافع الغزو الأمر الذي يؤكد أن وسائل الإعلام الأميركية لم تتعلم شيئا.

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن غزو العراق يجب أن يعلمنا أن نكون مشككين باستمرار وألا نعتمد على السلطة في تقييم الأمور.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 07:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-11883.htm