- “الوضع الأمني للدبلوماسيين والرعاية الغربيين في أسوأ حالاته”، لم يحدث أن طُرح مثل هذا الإعلان أو الحكم غير القابل للاستئناف أو النقص، إلا عندما تدق طبول ..

السبت, 17-أغسطس-2013
صعدة برس-متابعات -
“الوضع الأمني للدبلوماسيين والرعاية الغربيين في أسوأ حالاته”، لم يحدث أن طُرح مثل هذا الإعلان أو الحكم غير القابل للاستئناف أو النقص، إلا عندما تدق طبول الحرب في دولةٍ ما، أو يبلغ الاحتقان والتأزم السياسي حدود المواجهة الأهلية أو الداخلية، إلا أن الوضع الحالي في اليمن يختلف حيث يبدو الاستنفار الغربي في صنعاء بمثابة إعلان حالة طوارئ بين دبلوماسي ورعايا الدول الغربية، بما يبث إشارة واضحة بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن حراكاً من نوعٍ ما بدأ يتشكل في مواقف القوى الدولية الكبرى، ذات الهيمنة شبه المطلقة على سيادة الدول الصغرى وكرامة الشعوب المغلوبة على أمرها..

الأمم المتحدة حذرت جميع موظفيها العاملين في اليمن من التنقل في شوارع العاصمة صنعاء أو السفر إلى مناطق خارجها دون التزود بحراسة أمنية مشددة تحميهم، خشية تعرضهم للاختطاف أو الاعتداء، وتزامن تحذير الأمم المتحدة مع إجراءات أمنية مشددة اتخذتها سفارات الدول الكبرى في صنعاء التي أصبح العاملون فيها مقيدي الحركة بطريقة ٍ غير مسبوقة، أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد دعت رعاياها إلى مغادرة اليمن في ظل التدهور الأمني الواضح في مختلف المناطق بينها العاصمة صنعاء..

وحذر مراقبون من تداعيات هذه الإجراءات الاستثنائية، واعتبروها تمهيداً لتحركات غربية قادمة، وخصوصاً من قبل واشنطن، التي أعلنت خلال الشهور الماضية مقتل الرجل الثاني في تنظيم قاعدة جزيرة العرب (اليمن والسعودية) نائب رئيس التنظيم سعيد الشهري، أكثر من مرة، لكن اعلانها لم يحدث أي استنفار كالذي يحدث الآن، إلا أن إعلان تنظيم القاعدة بصفةٍ رسمية مقتل الشهري وهو سعودي الجنسية، أثار تداعيات خطيرة، تسعى أمريكا والقوى الحليفة لها إلى استغلالها لتحقيق المزيد من المكاسب في اليمن أرضاً وشعباً وسيادة، بل وقد يصل الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك ويتخذ شكلاً من التواجد العسكري المكثف، أو فرض الوصاية الكاملة بحجة عدم قدرة الحكومة اليمنية على فرض الأمن وتحقيق الاستقرار في أراضيها، وبالتالي عجزها بدرجةٍ أولى عن حماية المصالح الغربية الديبلوماسية والاقتصادية، والاستثمارية، فضلاً عن المصالح العسكرية والأمنية بأبعادها السياسية والاستراتيجية العالمية..

وفي هذا الصعيد فقد شهدت الفترة الماضية تصاعد وتيرة الاختطافات التي تطال الرعايا الأجانب في اليمن وآخرها اختطاف زوجين افريقيين في تعز، واختطاف الصحافية الهولندية “جوديث شبيغل” وزوجها في صنعاء واللذان قد ظهرا في فيديو يقولان إنهما مهددان بالقتل خلال عشرة أيام من قبل خاطفيهما، وتتجه الاتهامات صوب القاعدة، بأنها ترغب في إبرام صفقات استخباراتية مربحة من وراء عمليات الخطف، كالتي عقدتها مع المخابرات القطرية عند الإفراج على المعلمة الاسترالية..

وبالعودة إلى حالة الاستنفار الغربي، وسيناريوهات التدخل بطريقة أو بأخرى في الشأن اليمني أمنياً وسياسياً، يرى مراقبون أن توجهاً أمريكياً قد يفرض نفسه عبر التحكم بمخرجات مؤتمر الحوار، أو خلط الأوراق السياسية والخروج بشكل هجين للنظام يقوم على التبعية للخارج كما أن هذا التدخل قد يتعلق بالقضية الجنوبية لفرض خيار ما يرغب به الغرب ويحقق مصالحهم، وربما يكون متعلقاً بقضية صعدة لخلق واقع جديد يلبي رغبة الحليف الاستراتيجي والتاريخي لواشنطن والمتمثل بالمملكة السعودية، وربما يستعمل هذا التدخل على كل ما سبق في إطار رسم خارطة جديدة لليمن (تقسيماً ودمجاً) وفقاً لأهداف ومخططات القوى الدولية الكبرى المتنافسة على مقدرات المنطقة والتحكم بإرادتها..
م/يمنات
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 09-مايو-2024 الساعة: 07:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-15242.htm