- الرأفة بأهالي شهداء الإرهاب

الإثنين, 26-مايو-2014
صعدة برس -
*عبدالله بجاش -
بداية .. أصدق وأسمى آيات التعازي لأسر الشهداء ضحايا الإرهاب اللعين .. ففي هذه اللحظة الاستثنائية التي تعيشها اليمن هي لحظة فارقة في تاريخ يمننا لأن قواتنا المسلحة والأمنية تواجه حربا يقودها ذراع من أذرع تنظيم القاعدة الإرهابي ينفذ بأيادي العملاء والوكلاء المحليين ممن يحسبون على هويتنا الوطنية يساندهم عدد من عناصر التنظيم ذوي جنسيات عربية وأجنبية تسللوا خلسة إلى اليمن بينهم خبراء في تصنيع المتفجرات (عبوات ناسفة) وتجهيز السيارات المفخخة والانتحاريين لعمليات الغدر القبيحة التي تستهدف أبطال القوات المسلحة والأمن المرابطين في مواقعهم العسكرية والأمنية لحماية السيادة الوطنية العامة للمواطنين في كل ربوع اليمن ، ناهيك عن مهاجمة المنشآت العسكرية في صنعاء وعدن وحضرموت والبيضاء وشبوة وأبين سقط خلالها العديد من الشهداء الضباط والجنود والمواطنين. ووسط هذا الكم من الآلام والأوجاع لأسر الشهداء نلاحظ ظاهرة اللامبالاة بمشاعر المكلومين لدى بعض المواقع الإخبارية الالكترونية في نشر صور وبث مقاطع فيديو لضحايا الإرهاب من أبطال القوات المسلحة والأمن ومواطنين مشوهين وأصبحت الصحة النفسية للمتابع للمواقع الإخبارية الالكترونية مهددة بسبب خطايا نشر الصور وبث مقاطع الفيديو ولا أدري هل تتم عن قصد أو عن جهل أو غباء مهني .. نشر أخبار ما يجري على الساحة الوطنية من اغتيالات وأعمال إرهابية كأخبار أمر عادي .. لكن عرض صور ومقاطع فيديوهات حية أو مسجلة للشهداء عقب أي حادث إرهابي دون إخفاء الملامح بصراحة أمر غير عادي .. لأن عرض مقطع فيديو وصور لضباط وجنود شهداء غارقين بدمائهم أعتقد أن الصورة أو مقطع الفيديو لا يضيف معلومة للمتابع أو للمشاهد وإنما تعرض أسر وأقارب وأصدقاء الشهداء إلى حالات نفسية وأزمات قلبية قد تودي بحياة أحدهم أو الإصابة بحالات تشنج من هول الصورة وهذا غالبا ما يحدث, وقد سمعنا الكثير من الحكايات الموجعة من أناس كثر في الأماكن العامة وفي وسائل المواصلات ، ومؤخرا من أحد الأصدقاء عبر الهاتف شرح لي مأساة أم أصيبت بغيبوبة ومازالت طريحة الفراش والسبب جاء إليها أحد أبنائها مكتوم الصوت وعرض لها صورة شقيقه الجندي نسخها من أحد المواقع الإخبارية الالكترونية من مقهى إنترنت, إلى تلفونه الجوال وهو مشوه وغارق بدمائه إثر حادث إرهابي غادر نفذه مجموعة من خنازير القاعدة على نقطة أمنية بحضرموت .. كما أعتقد لا يوجد أي مبرر الزملاء لضرورة عرض الصور ومقاطع الفيديوهات في وسائل الاتصال الاجتماعي أو حتى الفضائيات الرسمية والخاصة لجثث الشهداء من الجنود أو المواطنين وهي مشوهة أخفاء الملامح, و ليس من المنطق نهائيا الناس الإصرارعلى بقائها على جوانب المواقع الإخبارية الالكترونية لتكرار العرض لتزداد مواجع وتزداد الحالات النفسية .. بعد هذا الطرح عندي أمل كبير من الإعلاميين الذي يمتلكون المواقع الالكترونية وصفحات ومدونات على وسائل الاتصال الاجتماعي الاستجابة لوقف نشر الصور ومقاطع الفيديو احتراما للشهداء ورأفة بالأمهات والآباء والأشقاء والزوجات والأبناء والمقربين فيكفي الصدمة بالمصاب الجلل ، واللعنة ثم اللعنة على للإرهاب ومن يتزعمه ويموله وجميعهم إلى الجحيم.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 02:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-19754.htm