- تدوالت العديد من المواقع الاخبارية حوار للكاتب والصحفي الدكتور فائز أبو شمالة والذي بدأه بالقول : إلى المشككين الأذلاء، إلى من يقول: لم تنتصر ..

الجمعة, 08-أغسطس-2014
صعدة برس-متابعات -
تدوالت العديد من المواقع الاخبارية حوار للكاتب والصحفي الدكتور فائز أبو شمالة والذي بدأه بالقول : إلى المشككين الأذلاء، إلى من يقول: لم تنتصر المقاومة، إلى الذين فقدوا الثقة بأنفسهم، وبقيادتهم، إلى الذين قالوا: هذا فلم هندي، وقصصكم مأخوذه من أفلام هوليود.
اليوم نقول لكم: نعم، هذا ما يحدث في غزة فقط، وهذا ما حدث في غزة فعلاً، بعد عشرين يوماً كان فيها مدفوناً تحت الأرض .
خرج. يوم أمس من النفق سالماً، لقد التقيت معه اليوم، صافحته، وهو متكئٌ على فرشة، ويبدو عليه الإعياء، وسألته:
- شهادتك العلمية يا محمود؟
بكالوريوس .
- كم لبثتم مدفونون تحت الأرض؟
عشرون يوماً لا غير .
- ما عدد الأحياء الذين خرجوا من النفق؟
24
- ماذا حدث معكم؟
قصفت الطائرات الإسرائيلية منافذ النفق، أما باقي العيون، فقد أغلقناها نحن بأيدينا، ولا سيما بعد تسربت الغازات اليهودية السامة داخل النفق.
- كيف أمضيتم الوقت في النفق المظلم؟
كنا نصلي، ونغني، وننشد الأناشيد، ونمزح مع بعضنا، ولم يمت فينا الأمل حتى اللحظة الأخيرة.
- وماذا عن الطعام؟
كان لدينا التمر، وكان نصيب الفرد منا نصف تمرة في اليوم.
- وماذا عن الماء؟
تجمع الماء العذب في إحدى زوايا النفق، وفي الأيام الأخيرة ازدادت كمية الماء حتى خشينا أن نغرق من الماء.
- كم متر كنتم تحت الأرضـ؟
حوالي 25متراً.
- وكيف كنتم تصلون إلى نقطة تجمع الماء، وتشربون، وكيف كنت تتحركون في العتمة القاتمة؟
كان لدينا بعض كشافات الإنارة، نستخدمها عند الضرورة، وأوشكت على النفاذ في آخر يوم، وكان أحدنا يجمع الماء، ويأتي إلينا كل يوم ما مقداره 40 لتراً من الماء
- هل كان لديكم اتصال بالخارج؟
انقطع الاتصال، ولم نعد نعرف ما يجري من حولنا.
- هل كنتم تعرفون اليوم والوقت والتاريخ؟
كنا نحسب الأيام حسب شهر رمضان، لذلك صمنا ثلاثين يوماً، وفي الوقت الذي كان عيدكم يوم الاثنين، كان عيدنا يوم الثلاثاء، وكنا نعرف الليل والنهار من خلال الساعة.
- هل فقدتم الأمل بالنجاة؟
لم نفقد الأمل، كنا نصلي جماعة، وندعو الله، ونحاول الحفر كي نخرج، وقد ارتقى منا شهداء أثناء الحفر، ومع الأيام ضعفنا جسدياً، ولم نعد قادرين على الحفر.
- هل ظل منسوب الأمل لديكم كما هو؟
في البداية كنا الأمل بالنجاة كبيراً، وكنا نقدر حدوث التهدئة يوم العيد، فلما مر يوم العيد دون أن يصل إلينا أحد، بدأ الأمل بالنجاة يخفت، وبدأت قوانا تضعف.
- وماذا عن الهواء في النفق؟
كان يتسلل إلينا هواءً نقياً طرياً منعشاً لا نعرف من أين يأتي إلينا.
- هل أصاب أحدكم مرضاً في تلك الفترة؟
نعم، وكان العلاج بآية من قرآن، وبرش الماء على وجهه.
- هل مرت عليكم لحظات ضعف أو خوف أو يأس؟
نحن بشر، كان الليل علينا ثقيلاً، لم نكن نعرف النوم، وكانت الهواجس بعدم النجاة تهاجمنا أحياناً، ولكن في الصباح، نتحدث مع بعضنا عن أحلامنا، وعن الفرج القريب.
- صف لي حجم الفرح لديكم لحظة اكتشافكم في النفق؟
سمعنا صوت الآلية التي تحفر حولنا، بداية توجسنا الريبة، فتراجعنا إلى داخل النفق، وتقدم أحدنا باتجاه الصوت يستطلع الخبر، وبعد ساعتين تقريباً، سمعناه يقول: الله أكبر ولله الحمد.
فكبرنا من بعده، وأدركنا أننا قد نجونا، وصار النفق يردد أصداء صرخاتنا، الله أكبر ولله الحمد.
صرخت بأعلى صوتي: لقد نجونا، سنخرج، سنعود إلى الحياة. الله أكبر ولله الحمد.
بعد ذلك لم نر ضوء الشمس مباشرة، فقد امتدت يد القسام، ووضعت على أعيننا الأغطية كي لا تبهرنا الإضاءة، لنصل إلى هنا ترفقنا السلامة والانتصار..
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 07:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-21051.htm