صعدة برس-متابعات -
يحيى السدمي:سيطر مسلحو جماعة الحوثي فجر أمس, على مدينة الحديدة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر غرب اليمن, من دون مقاومة قوات الجيش والأمن, كما أحكموا قبضتهم على مدينة ذمار جنوب صنعاء وأقاموا نقاط تفتيش فيها.
وقال مصدر محلي لـ”السياسة” إن “المئات من مسلحي الحوثي انتشروا بالزي العسكري في شوارع عدة بالمدينة ووقفوا في نقاط التفتيش محل جنود الشرطة رافعين شعارهم الموت لأميركا الموت لإسرائيل”, كما سيطروا على ميناء الحديدة ومطارها وتمركزوا في معظم المرافق الحكومية بما في ذلك مقر المحافظة والمحكمة التجارية, بعد ساعات من سيطرتهم على مخزن أسلحة في موقع الكمب التابع للفرقة الأولى مدرع المنحلة بمديرية باجل التابعة للمحافظة.
وذكر مصدر أمني لـ”السياسة” أن عشرات المسلحين الحوثيين سيطروا على الكمب من دون أي مقاومة مع كتيبتين عسكريتين سلمتا لهما الموقع بعد رفض اللواء العاشر (حرس جمهوري سابقا) تعزيز الكتيبتين بآليات ومقاتلين لمنع دخول الحوثيين الكمب, بحجة عدم تلقيهم توجيهات من القيادة العليا للجيش ووزارة الدفاع لقتال الحوثيين.
في سياق متصل, اتهم قيادي في “الحراك التهامي” مسؤولين حكوميين بالتواطؤ مع الحوثيين لإسقاط المحافظة وتسليمها لهم تحت مبرر التنسيق الأمني.
وقال القيادي لـ”السياسة”, مفضلاً عدم الكشف عن اسمه, إن “اجتماعاً تم بين الحوثيين وبين محافظ الحديدة صخر الوجيه من أجل هذا الغرض”.
وأضاف إن “حوثيون بلباس عسكري سيطروا على النقاط الأمنية عند الكيلو 7 والكيلو 16 ونقطة الدريهمي وعشرات الأطقم المسلحة التابعة لهم قدمت إلى الحديدة بحماية بعض مشايخ القبائل لإسقاط المحافظة”.
وأكد أن توجيهات عليا صدرت بالسماح للحوثيين بإقامة نقاط تفتيش عند مداخل ومخارج الحديدة جنباً إلى جنب مع رجال الأمن, وأن توترا كبيرا يسود المدينة لكنه استبعد وقوع مواجهات بين الحوثيين ومسلحي الحراك التهامي الذين انتشروا بدورهم في مناطق عدة بالحديدة.
وأضاف “لن ندخل في مواجهات مع الحوثيين ما دامت الدولة قد سلمت بسقوط صنعاء في أيديهم راضية ومباركة, فأي رقم ستشكله الحديدة بعد سقوط العاصمة وعمران في يد الحوثيين”.
من جانبه, رأى الزعيم القبلي عضو مؤتمر الحوار الشيخ عمر مجلي, أن محافظات ذمار وإب وتعز وميناء المخاء وباب المندب ستسقط في يد الحوثيين تلقائيا في إطار تسهيلات ستقدم لهم من أطراف سياسية وحزبية لتحقيق أهداف معينة.
وأوضح مجلي في تصريح لـ”السياسة” أن “هدف الحوثيين منذ نشوء حركتهم المسلحة في العام 2004 هو السيطرة على الدولة واستعادة الحكم الامامي في شمال اليمن مستغلين الظروف السياسية والصراع الحزبي”.
واعتبر أن توسع الحوثيين على هذا النحو يشكل خطراً محدقا بالبلاد لأن مليشياتهم ليس لديها مشروع وطني بل تحمل أجندة تخدم مصالح خارجية.
وأكد أن محافظة مأرب ستبقى لفترة بعيدة عن سيطرة الحوثيين.
إلى ذلك, سيطر مسلحو جماعة “أنصار الله” الحوثية, على ذمار شمال اليمن وأقامو نقاط تفتيش.
وقال شهود عيان إن مسلحين حوثيين أقاموا نقطة تفتيش جوار مقر المحافظة في مدينة ذمار, ونقطة أخرى في المدخل الشمالي للمدينة قرب جامعة ذمار الحكومية, وفي شارع رداع, وثلاثة نقاط أخرى في الشارع العام للمدينة.
وفي صنعاء, تظاهر أمس المئات من الشباب المستقل للمطالبة بإخراج مسلحي جماعة الحوثي من العاصمة.
وردد المتظاهرون هتافات “بالمدارس بالمدارس, ارفعوا كل المتارس”, في حين شيع آلاف الحوثيون الذين احتشدوا في طريق مطار صنعاء 40 من قتلاهم من بين 51 لقوا حتفهم في التفجير الانتحاري الذي استهدف أخيراً, تظاهرة لهم في ميدان التحرير بصنعاء.