- الواهمون..

الثلاثاء, 16-فبراير-2016
صعدة برس -
*زهير ماجد
ثمة تركيبة ليست غريبة عن العلم التأثيرنفسي الذي هو من أسس الحروب الناعمة .. كأن يتردد جمل معينة توحي بعمل ما،

كمثل ماقيل عن اسقاط الرئيس الأسد، أو تلك الجملة الحمالة أوجه حول ان لاتراجع عن الهجوم البري في سوريا، فإذا اضفنا اليها حركة الجيش التركي باتجاه الأراضي السورية ضد الأكراد والجيش العربي السوري، نكون امام كلام وفعل، فلا الكلام كلام، ولا الفعل فعل.

سقوف التحركات ضد سوريا يجب أن تفهم بعناية كي لايختلط الحابل بالنابل، أو كي لايبدو الكلام الواهم حقيقة .. إذ ليس هنالك أمل لأي دولة كان مالم تتمنى على الولايات المتحدة، أو تنتظر أمرا منها، المسألة بقليل المختصر، ان لا أحد يمكنه أن يتحمل مغبة أي مشروع خاص مالم يكن ممهورا بالدفع والرغبة والتخطيط الاميركي. فأميركا من يسمح ويمنح، وهي الآمر والناهي .. من هنا نفهم موقفها من القصف التركي للأكراد الذي لم يلق استجابة أميركية بل تعنيفا على الفعل. فالأكراد من حصة الولايات المتحدة سواء قبل التركي أم رفض، وهو بالتالي يعرف هذا الأمر لكنه يتجاوز أحيانا كي يعود على مابدء.
لاخيار لأي قوة في الشرق الأوسط إن لم تكن اميركا سيدة حراكه، هي كذلك مع إسرائيل، فكيف مع بقية القوى التي أقل شأنا من العدو الصهيوني. من هنا نفهم هذا الترتيب العالمي الذي ربما لم يصل بعد ليكون حربا باردة مع الروسي الذي يعرف تماما قوة تأثيره، ومع ذلك يتقدم الروس على جبهات ساخنة جدا غير آبهين أحيانا بما سيترتب على أمر كهذا.
الآن ، مازال الجيش العربي السوري يتقدم أيضا ضمن خطط ربيع الريف الشمالي لحلب .. ويبدو أن لاعودة عنها مهما تكلفت الجمل المهددة التي باتت ممجوجة ويعرف أصحابها أنها فرقعات لن تحدث أي تأثير في الخطط السورية. القيادة السورية تعرف ايضا أن تلك الفرقعات الغرض منها الضغط عليها من أجل أن توقف سرعة تقدمها الذي بات قريبا جدا من الحدود مع تركيا، الأمر الذي سيترتب عليه طأطأة رأس تركية مؤكدة، من هنا يناور التركي كي لايصل إلى تلك المرحلة التي سيضطر فيها إلى خطط أخرى، تحتاج أيضا لموافقة أميركية.
كل مايجري ضد سوريا وهم أو حركة بلا بركة .. ومن الواضح أن الضغوط سوف تزداد على السوريين الذين لايجهلون ابعاد الصورة المشهدية ويعرفون كم هي محكومة بضوابط .. لقد علمتهم الحرب عليهم أن كل خطوة ضدهم لها تفسيرها، فليس هنالك مفاجآت ولن تكون، ثم أنهم في حالة تقدم على مستويات مختلفة، وعندما تكون هنالك مكاسب، لايمكن للجيش إلا استكمالها وبكافة الطرق المدروسة.
لقد بات الشمال السوري وخصوصا الريف وكأنه أمام حرب عالمية، أي أنه صراع خارج عن كونه قوى محلية فقط .. من هنا سنشهد جملا ستبدو واهمة بكل أبعادها .. ولن يكون لها أي تأثير في مشروع الخطط السورية التي لابد واصلة حتما إلى نهاية خط سيرها عند الحدود التركية ، ولهذا نفهم ماجرى قبل يومين من عنف الضربات الجوية الروسية في تلك المنطقة والتي ستتيح للجيش العربي السوري ماهو ذاهب من أجله|
(الوطن العمانية)

تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 02:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-28581.htm