- كشف سر الخلاف السعودي الأمريكي الحاد.. وتلويح بمحاكمة النظام السعودي..

الإثنين, 22-أغسطس-2016
صعدة برس -متابعات -
“يتساقط الحلفاء دومًا، حينما تتضارب المصالح، وتختلف الرؤي تحت وطأة خريطة الصراعات الدائرة في العالم، لذا لم تكن العلاقات الأمريكية السعودية استثناء من القاعدة تلك، بل كانت حلقة أصيلة ضمن سلسلة التحالفات التي أخذت تتلاشي ويعاد تشكيلها مجددًا وسط منطقة عربية تموج بالإضطرابات.

ظل الصدام السعودي الأمريكي خفيًا حتي خرجت تصريحات مسئولين عسكريين أمريكيين أعلنوا فيها عن بدء الجيش الأمريكي سحب المستشارين العسكريين المقيمين في الرياض، من المشاركين في تنسيق الغارات الجوية التي تنفذ ضمن عاصفة الحزم، لتكشف عن عمق توتر العلاقات بين البلدين.

ثم اتخذ المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية في الأثناء ذاتها موقفًا محازيًا لما أعلن سلفًا، بقوله إن التعاون الذي تقدمه واشنطن للرياض منذ تجدد القتال في اليمن متواضع، وبأنه ليس شيكا على بياض.

وتأتي تلك الخطوة في أعقاب قرار مماثل من دولة الإمارات العربية المتحدة في ابريل الماضي سحبت بمقتضاه أكثر من 80 % من قواتها المتواجدة في شمال اليمن ولم يتبقَّ سوى 15 إلى 20 % من إجمالي قواتها التي كانت مشاركة ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية على اليمن منذُ أكثر من عام.

“تحولات العلاقات الأمريكية السعودية”

وعلي صعيد العلاقات بين واشنطن والرياض جمعت البلدين منذ عقود علاقات وطيدة، تنظر بمقتضاها الولايات المتحدة إلي النظام السعودي كحليف استراتيجي، في العديد من الملفات الأقليمية والدولية كالملفات السياسية وملفات الطاقة والنفط، وملفات مكافحة الإرهاب.

“الإتفاق النووي”

ثم أخذت العلاقات تشهد تحولًا تدريجيًا عقب توقيع اتفاق توصلت إليه إيران مع مجموعة “5+1” في يوليو قبل الماضي، يسمح لها بتصدير واستيراد أسلحة وينظم كذلك رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ عقود، مقابل منعها من تطوير صواريخ نووية، وقبولها زيارة مواقعها النووية، ويأتي استكمالا لاتفاق لوزان.

إذ تخوفت دول الخليج والسعودية تحديدًا، من أن يسمح الاتفاق لإيران باكتساب السلاح النووي في نهاية المطاف، إضافة إلي السماح لها بتوسيع نفوذها إلى المجموعات المتشددة في منطقة تعاني أصلا من الاضطراب وعدم الاستقرار، لكن التطمينات الأمريكية احتوت مخاوف الرياض التي عبرت عن “رضائها عن تأكيدات الولايات المتحدة بأن الاتفاق النووي مع إيران لن يعرض دول الخليج للخطر.

“تلويح بمحاكمة النظام السعودي”

لكن الأزمة تصاعدت مجددًا، في ابريل الماضي تحت وطأة ضغوط داخلية، التي أضطرت النظام الأمريكي إلي تبني موقفًا أكثر توازنًا مع السعودية، لاسيما بعد إعادة فتح ملف أحداث 11 سبتمبر والتي ناقش مجلس الشيوخ الأمريكي قانونا يسمح للأمريكيين بمقاضاة حكومة الرياض في المحاكم الأمريكية إذا ما ثبت عليها أي تهم تخص الإرهاب.

“الرياض تتوعد أمريكا”

وزادت السعودية هي الأخري من تصعيدها في التصريحات ضد الولايات المتحدة، بعد أن هدد العديد من المسؤولين السعوديين ببيع أصول يملكونها في الولايات المتحدة تقدر بمليارات الدولارات، وهو ما من شأنه ان يهز الاقتصاد الأمريكي، إذا اقر الكونغرس القانون الذي سيسمح للأمريكيين بمقاضاة الرياض.

نفس المعني أكده الأمير تركي الفيصل والذي عمل سفيرا لدى واشنطن والعضو بقوله ان الولايات المتحدة تقوم بالتخلي عن أصدقائها الحاليين للتقرب من أعداء ـ في اشارة ضمنية إلى إيران.

“التقارب الروسي الأمريكي”

لم تقتصر الأزمة بين البلدين عند هذا الحد، وانما أخذ التقارب الرباعي الأمريكي الروسي الإيراني التركي إزاء الصراع السوري، يعمق الخلاف مع الرياض، لاسيما في أعقاب المصالحة التركية الروسية التي بدأت تنعكس على قواعد الصراع في سورية، وكان آخرها بحث الإدارة الأمريكية خطة للتنسيق مع روسيا في خطة محاربة جبهة النصرة وتنظيم داعش في سوريا.

وقبل أيام، وجهت أمريكا لطمة جديدة للنظام السعودي، بعد أن أعطت الضوء الأخضر للقوات الروسية لتوجيه ضربات من داخل الأراضي الإيرانيه ضد المعارضة المسلحة في سوريا، في اطار التنسيق مع واشنطن
هواالىمن
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 10:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-30928.htm