- مستشار سابق للرؤساء الأمريكيين يتحدث حول مصير الحرب على اليمن..

الخميس, 18-مايو-2017
صعدة برس -وكالات -

أجرت صحيفة "اليمن اليوم" حوارا مع بروس ريدل مستشار أول لشؤون جنوب آسيا والشرق الأوسط لآخر أربعة رؤساء أمريكيين في طاقم موظفي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.. وطرحت على طاولته محاور العدوان السعودي المتواصل على اليمن.. ولأهمية ما ورد في الحوار، تعيد وكالة خبر نشره:

- اليمن اليوم / حاوره: فارس سعيد

* بداية.. تزعم الولايات المتحدة أن مشاركتها العسكرية في الحرب السعودية على بلادنا محدودة.. ما مدى حضورها الفعلي؟

-الولايات المتحدة هي جزء حاسم من الحرب في اليمن باعتبارها المورد الرئيسي للأسلحة والذخائر والاستخبارات للسعوديين والإماراتيين وغيرهم من أعضاء التحالف. لقد أمنت أميركا وبريطانيا الطائرات والذخائر التي استخدمتها القوات الجوية الملكية السعودية لقصف البنى التحتية اليمنية على مدى سنتين. وحاولت أقلية في الكونغرس وقف عمليات نقل الأسلحة وبيعها، لكن من المستبعد أن تنجح. وتتعرض الحرب السعودية لانتقادات متزايدة حول العالم، وبدون التدفق والمساعدة المستمرة للمعدات والخبرات الأمريكية، إضافة إلى المساعدة اللوجيستية والاستخباراتية، لن يتمكن التحالف الذي تقوده الرياض من مواصلة الحرب.

علاقات ترامب والسعودية

* النخب الأمريكية تضع السعودية في صدارة الدول التي تنتهك القيم التي تؤمن بها الولايات المتحدة وتدافع عنها في كل مكان، إلَّا أنها تتغاضى عن انتهاكات السعودية، بل تجرها المملكة إلى الشراكة في الانتهاكات على غرار العدوان على اليمن؛ وبعد أيام سيحل ترامب ضيفاً على السعودية.. ما هو تعليقكم على ذلك؟

-السعوديون حريصون على تطوير علاقة قوية مع إدارة ترامب، خاصة بعد أن أصبحوا غير راضين عن الرئيس باراك أوباما. أيد أوباما حربهم في اليمن، لكنه ضغط أيضا من أجل إجراء إصلاحات سياسية في العالم العربي، وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين: لكن كل ذلك تركته إدارة ترامب.

*ما الذي يسعى إليه النظام السعودي في ظل الحفاوة المبالغة بترامب؟

- زيارة الرئيس للمملكة العربية السعودية تهدف إلى إزالة الانطباع السائد بأنه غير ودي للإسلام. وحظر سفره على المسلمين لأكثر من اثني عشر بلدا، وعدم احترام المسلمين الأمريكيين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم، وخطاب حملته بشأن الاستيلاء على النفط العراقي، عارضه الكثيرون في العالم الإسلامي. وترغب إدارة ترامب في أن يعيد خادم الحرمين الشريفين تأهيل سمعة الرئيس.
وتضغط المملكة العربية السعودية على إدارة ترامب للانخراط بشكل أكبر في حربها في اليمن وتزويدها بالدعم اللازم، وفي حين يجد السعوديون أنفسهم غارقين في مستنقع كونوه بأنفسهم، السعوديون باتوا اليوم يسعون إلى دعم غير مشروط لحربهم في اليمن وحملة إقليمية ضد إيران وحلفائها. توقعاتهم مرتفعة جدا.

* هل حصلت السعودية على تعهد من الرئيس بخوض معركة الحديدة؟

- لم تتخذ الإدارة بعد قرارا بشأن خطة الهجوم على الحديدة. والإدارة أيضاً مصممة بالضغط على الحملة ضد "الدولة الإسلامية" داعش.. وتنظيم القاعدة التي يجب أن يؤيدها السعوديون.


القاعدة وداعش

*في تحليلات سابقة أشرت إلى حجم استفادة القاعدة وداعش من الحرب.. حيث بات لديها معسكراتها ومقراتها المعلنة.. ونفوذ كبير؟

- نعم.. لقد استفاد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من الحرب. ولهذا السبب، نفذت الإدارة الأميركية منذ يناير هجمات جوية ضد أهداف التنظيم أكثر مما فعلت إدارة أوباما في العام 2016 بكامله. وتبدو مهاجمة تنظيم القاعدة خطوة منطقية - فهو خطر كبير على مصالحنا - لكنها جانب ثانوي من الحرب اليمنية. فطالما أن الحرب مستمرة، سوف يجد التنظيم الكثير من المساحات غير الخاضعة للسيطرة لكي ينمو فيها والكثير من اليمنيين الغاضبين لكي يضمهم إلى صفوفه.

*لكن الولايات المتحدة لا تزال تدعم السعودية في حربها هذه مع علمها أنها تخدم القاعدة وداعش؟

-"أغفل الإجابة عن السؤال".

* ما هي نقاط التقاطع في تضخيم البروبوغندا عن الدور الإيراني في اليمن؟

-التحالف يستخدم إيران ذريعة للحرب، فيما إيران من جهتها ترى اليمن جبهة هامشية، لكنها الآن مستفيدة من التورط السعودي والأمريكي. إيران هي المستفيد الأكبر. فدعمها للحوثيين لا يكلفها الكثير. لكنها تستفيد من البروباغندا من خلال مساعدة اليمنيين ضد السعوديين. وتستفيد من إقحام عدوتها في نزاع مهم استراتيجياً بالنسبة إلى الرياض وهامشي بالنسبة إلى طهران. وسوف يسرها أن ترى أميركا تتخبط في اليمن أيضاً.

* هل ترى أفقاً لهذا العدوان؟

- الحرب دخلت عامها الثالث، ورغم أن مؤيدي هادي المدعومين من السعودية يزعمون من حين إلى آخر أن النصر قريب، إلا أن احتمال انتهاء الحرب ضئيل، ويدفع الشعب اليمني، وهو الأكثر فقراً في شبه الجزيرة العربية، الثمن غاليا.

*ورغم ذلك لا يمتلك التحالف خطة؟

-فعلاً بات واضحاً أن وزير الدفاع الشاب محمد بن سلمان لا يملك خطة للانتصار أو لإنهاء الحرب. فمع أن الحملة تحمل اسم "عملية عاصفة الحزم"، إلا أنها لم تكن حازمة ولم يُتخذ أي قرار بعد على الرغم من مرور سنتين. لقد كان الأمير الشاب في البداية الوجه العام للحملة، لكنه يفضل الآن مناقشة خططه الطموحة للإشراف على التحول الاقتصادي للمملكة إلى رؤية السعودية 2030. وعانت البلدات الحدودية السعودية من هجمات الحوثيين والقوات المتحالفة المضادة بالقذائف والصواريخ. ولا يُسمح للمراسلين بدخولها.


دور الأمم المتحدة

*كيف تقرأ دور الأمم المتحدة؟

- "لقد حاولت منظمة الأمم المتحدة وقف إطلاق النار بشكل دائم والبدء بعملية سياسية لكن الخطوط التوجيهية التي وضعها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عجلة في بداية الحرب منحازة نحو الموقف السعودي لأن جميع القوى العظمى أرادت التودد إلى الملك الجديد. وكانت روسيا الوحيدة التي قالت إن القرار منحاز".

ويجب أن يكون هناك قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يكرس النتائج.

*ما الحل الأمثل للأزمة اليمنية؟

- إن أفضل حل للحرب اليمنية هو تسوية تفاوضية تنظمها جميع الأطراف بمساعدة الأمم المتحدة. ويمكن أن تضمن التسوية حيادية وسيادة اليمن وإخراج جميع القوات الأجنبية من البلاد.
* لماذا لم تضغط واشنطن باتجاه القبول بمبادرة كيري؟

- واشنطن لديها القدرة والنفوذ على تشجيع الرياض وأبوظبي لدعم العملية السياسية التي تمكن اليمنيين من تخطي عقبات الحرب. يجب على الولايات المتحدة أن تحث حلفاءها على أن الحرب في اليمن مستنقع خطير لا يفيد إلا إيران وتنظيم القاعدة. تستفيد إيران أكثر من زج منافسيها الرئيسيين في الخليج في مستنقع وحرب مكلفة وتسببت في معاداة جيل من اليمنيين ضد السعوديين والخليجيين. ويستفيد تنظيم القاعدة من الفوضى. وفي الوقت نفسه، فإن كارثة إنسانية تزداد سوءا يوما بعد يوم.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 11:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-33408.htm