- " مقدسات مدغشقر"..

الأربعاء, 08-يناير-2020
صعدة برس -
*وسيم عبد الله حليف
في حرب توشك أن تكمل عامها الخامس دونما تحقيق ما رسمته السعودية من أهداف ذات يوم إذ جمعت ما يربوا على عشرين دولة ومنظمة وجماعة تحت تحالف اسمه " تحالف دعم الشرعية في اليمن " كانت نشوة محمد بن سلمان حينها في ذروتها والتيه والغرور كان قد بلغ به مبلغا جعله يقرأ المشهد من منظوره الطفولي الطائش .

استمرت الحرب وتعثرت السعودية وتحالفها عام يدخل وعام يغادر اعترى اليأس كثيرا ممن شاركوا في هذا التحالف ،غادر من غادر على شكل هروب تكتيكي وبقي من بقي بشكل صوري طمعا فيما يتم تقاضيه مقابل البقاء الشكلي في هذا لتحالف دفعا للحرج عن بن سلمان وبن زايد بعد ان تعثرت آلاتهم العسكرية البرية والبحرية والجوية أمام الجيش الحافي ذوي السلاح الكلا شنكوف .

تفجرت أزمة خليجية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين وإليهم مصر من جهة وكما هو المعلوم فما أوصل إلى هذا هو الفشل في اليمن وتململ قطر وتراجعها عن موضوع المشاركة في حرب اليمن إضافة إلى بحث السعودية عن مواضيع جانبية هروبا من واقعها المتعثر في اليمن .

ماليزيا بدورها وبعد أن اسقط الشعب الماليزي رئيس الوزراء الذي تواطئ وشارك في حرب اليمن أعلنت سحب قوات لها من السعودية لتتوالى الضربات التي يتعرض لها بن سلمان من الحلفاء، كذلك البرلمان الباكستاني رفض مشاركة قوات برية من بلاده في هذه الحرب .

كل تلك المواقف من قطر إلى ماليزيا على باكستان إلى تراجع الدور الكويتي وتردد السيسي وغيرها من المواقف الترنحيه المترددة لحلفاء السعودية كل ذلك كان بسبب الصمود الأسطوري للشعب اليمني والضربات الموجعة والهزائم التي تعرض لها هذا التحالف في كافة الأصعدة .

قد نأتي على ذكر السودان لكن السودان يعتبر حالة استثنائية في هذا التحالف فقد كانت أهدافهم مرسومة بعناية من البداية ونقدر نقول مواقف مبدئية كذلك فكل حيثيات مشاركتهم في هذه الحرب توضح أنهم لم يأتوا ولم يشاركوا ارتزاقا ولا من أجل الرز وبغية تحقيق حسن البشير ومن بعده حميدتي والبرهان لمكاسب شخصية وبناء أرصدة ونحو ذلك ..لا لا معاذ الله أن يكون !
فحماية المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة من الخطر القادم من اليمن كان هدفهم الأسمى والأهم.
دفعت القيادة السودانية بالآلاف من قواتها تباعا وكلما نفذت دفعة في صحاري وسهول اليمن قيل لآخرون أذهبوا إلى حدود المملكة زمرا .
ذهب عمر البشير غير مأسوف عليه حيث باعته السعودية والإمارات وأول وسائل إعلام عملت على تأليب الشارع السوداني عليه هي الفضائيات السعودية والإماراتية رغم كونه قد جعل من نفسه عبدا مطيعا للرياض وأبو ظبي .
بعد نجاح الثورة السودانية توقع الجميع بما في ذلك الشارع السوداني بأن تكون أولى ثمار تلك الثورة هي سحب القوات السودانية التي تقاتل في اليمن " لحماية المقدسات " لكن السم قد وضع مسبقا في العسل وكان قد هيئ حميدتي وقبض الثمن قبل التضحية بالبشير .

قبل أيام كشف ناطق الجيش اليمني العميد يحيي سريع عن حجم خسائر القوات السودانية في اليمن حيث كانت نتائج صادمة بحسب سياسيين سودانيين مناوئين للزج بالسودانيين في معركة يعتبرون أن لا ناقة للسودان فيها ولا جمل .
لكن ناطق الجيش السوداني ظهر عقب ذلك ليحاول رفع المعنويات لمن تبقى من تلك القوات ممن لم تلتهمهم صحاري ورمال اليمن بعد.وكرر التأكيد على أنهم في مهمة حماية المقدسات وأنهم لايقاتلوا بالارتزاق .
صحيح القوات السودانية تقاتل من أجل حماية المقدسات وإليكم الدليل على ذلك..
قبل كم يوم أسدل الستار عن رقعة جغرافية أخرى من هذا العالم تقاتل فيها القوات السودانية إلى جانب طرف من أطراف حرب تتداخل فيها الأجندات الخارجية وتتعدد فيها أطراف الداخل المتناحرة ، هذه الأرض هي ليبيا والطرف الذي تقاتل إلى جانبه القوات السودانية هو خليفة حفتر.
أول ما سمعت الخبر فكرت أن المسألة مسألة ارتزاق لا أكثر لكن ما أتضح لي جليا فيما بعد أن الموضوع ليس ارتزاق " طبعا والإمارات مالها دخل في الموضوع " ولا حتى أستلم حميدتي قبل ذلك ولا هم يحزنون ،
لازم ننصفهم .. فالموضوع وما فيه ليس بعيدا عن ما أتوا من أجله إلى اليمن فحماية المقدسات قد أصبحت مهمة حصرية للقوات السودانية فكما أسهموا إسهاما كبيرا في حماية مكة والمدينة سابقا ولا زالوا فقد نالوا أيضا شرف الدفاع عن مقدسات جديدة لكن أفريقيا هذه المرة وتابعة للديانة المسيحية فهناك كاتدرائية "انتاناناريفو" المقدسة في جمهورية مدغشقر ،فعندما استشعر حميدتي ان هناك خطر ما قد تتعرض له هذه المقدسات الأفريقية سارع إلى القتال بجانب خليفة حفتر " حليف السعودية والإمارات " طبعا هذه ما لها دخل وهو ما استدعى التدخل السريع من قبل قوات التدخل السريع الجنجويدية التي تقاتل بالأجر اليومي أينما وجهت لهم البوصلة وبحسب ما يحدده أمراء النفط رعاة التسامح بين الديانات وأصحاب تمثال بوذا الذي نصب مؤخرا في أبو ظبي فالقوات التي تقاتل ضد خليفة حفتر قد أصبحت خطرا محدقا على مقدسات مدغشقر
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 06:07 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-41787.htm